مفهوم علم التاريخ ومهمة المؤرخ
علم التاريخ
يُعنى علم التاريخ بشكل كبير بدراسة التاريخ منذ بدء الحياة فوق سطح الأرض إلى وقتنا هذا، كما يهتم بتسليط الضوء على كل الأحداث التي جرت خلال هذه الفترة. يمكن تعريفه بأنّه عبارة عن دراسة منهجيّة متخصّصة في تطور تخصص التاريخ بالإضافة إلى جُملة من الأعمال التاريخيّة المتعلقة بموضوع معيّن، وتخضع هذه المواضيع للمناقشة والبحث من قبل باحثي التاريخ بشكل موضوعي ومنطقي، كما هو الحال في تاريخ الكاثوليكيّة أو تاريخ عصر صدر الإسلام، وذلك باستخدام مناهج معيّنة.
يعتبر مرور الزمن وتقدّمه كفيلاً بإحداث تغييرات جذريّة على اهتمامات المؤرّخين البحثية، حيث بزغ ذلك في التغيّر الذي طرأ على اهتمامات المؤرخين في العقود الأخيرة حول التاريخ الدبلوماسي والاقتصادي والتقليدي، خاصّة المتعلقة بالاجتماعيّة والثقافيّة. من الجدير بالذكر، فإنّ مصطلح التاريخ يشير إلى عمليّة تسجيل الأحداث التي حدثت في الماضي وتحليلها ووصفها بالاعتماد على أسس عمليّة محايدة سعياً للبحث عن الحقائق والقواعد لغايات استيعاب الحاضر وإيجاد تنبؤات تتعلق بالمستقبل، بالإضافة إلى البحث الدؤوب عن الوقائع الزمنيّة التي حدثت وفقاً للتعيين والتوقيت.
المؤرّخ
يُطلق لقب المؤرّخ على الشخص أو العالم الذي يهتم بدراسة التاريخ عن كثب وتدوينه، ويعّد بمثابة مرجع موثوق به في علم التاريخ، ويشار إلى أنّ المؤرّخين من أكثر الأشخاص اهتماماً بالسرد المنهجي المتتالي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على البحث العميق بين الاحداث التي وقعت في الماضي ومدى علاقتها بالإنسان. ويشار إلى أنّ أواخر القرن التاسع عشر كان بدايةً لتحوّل دراسة التاريخ إلى مهنة، حيث دأب المهتمون به إلى وضع معايير وشروط معيّنة لمن لديه الرغبة في احترافه، شريطة أن يبقى المؤرّخ محايداً للمواقف السياسيّة والفكريّة والعقائديّة.
هذا ويجب التنويه إلى أنّ دراسة المؤرّخ للتاريخ لا يقتصر فقط على كتابة تاريخ شخص ما، أو وقع تاريخي معيّن، أو حتى تاريخ يتعلق بشعب أو أمّة ما بل يتعدى ذلك ليشمل التاريخ الإنساني الشامل، ويعمل على تحليل الأحداث التاريخيّة وفهمها واستيعابها وفقاً للطرق المنهجيّة ليصار إلى تسجيلها بالاعتماد على الأسس العلميّة الصارمة، ومن أشهر المؤرّخين في علم التاريخ هم ابن خلدون ، والطبري، وابن كثير، وابن الشماع وغيرهم الكثير.
مهمّة المؤرّخ
يتمثل دور المؤرّخ في دراسة علم التاريخ، بما يلي:
- البحث الدؤوب عن الحقائق التاريخيّة والكشف عنها للتثبت من مدى صحّة الماضي ودقته.
- انتهاج أسلوب المقابلة والاستنباط لغايات استيعاب وفهم ما جاءت به المصادر التاريخيّة التقليديّة.
- وصل الماضي والحاضر ببعضهما، ليكون المؤرّخ بمثابة جسر لذلك بأسلوب إبداعي خلّاق.
- دراسة التاريخ والحرص على إعادة تفسير الأحداث التاريخيّة بشكل مستمر.