كيف نحافظ على الغابات
كيف نحافظ على الغابات
تكمن المحافظة على الغابات في زراعة المزيد من الأشجار في الغابات والمحافظة على مواردها الطبيعيّة من أجل استدامتها للأجيال القادمة، وليستفيد من منافعها كُلٍا من البيئة والإنسان؛ فهي تُنتج الأكسجين الضروري لوجود الحياة على سطح الأرض لذلك سُميّت برئة الكوكب، وتُخزّن الكربون، وتُساعد في تنقيّة المياه، وغيرها العديد من المنافع التي تنفع البيئة والإنسان، لكن في الوقت الحاضر أصبح هنالك خطرًا من نضوب الغابات لأسباب عدّة، منها: التوسّع في الزراعة، وبناء الطرق، والصناعات، واستخدامها للخشب، الأمر الذي يقودنا إلى ضرورة المحافظة عليها عبر اتّباع مجموعة من الإجراءات، فيما يلي أبرزها:
- السيطرة على عمليات إزالة الغابات وتنظيم عمليات قطع الأشجار؛ لتجنّب آثار إزالة الغابات كاملةً عن طريق انتقاء الأشجار المُراد قطعها؛ وتجنّب قطع الأشجار غير الناضجة أو الصغيرة.
- استخدام أحدث التقنيات المستخدمة في مكافحة حرائق الغابات ذات الأسباب طبيعيّة أو المفتعلة من الإنسان من أجل إتاحة الأرض لأغراض تجاريّة متنوعة، ومن هذه التقنيات:عمل ممرات لتجنّب انتشار النار، إزالة أوراق الأشجار الجافة، نشر المواد الكيميائيّة للسيطرة على الحرائق الحاصلة.
- منع استغلال المنتجات الحرجيّة والغابات هو أمرٌ ضروري للحفاظ على الغابات (المنتجات الحرجية: المواد والسلع المفيدة التي نحصل عليها من الغابات).
- تطوير سلالات جديدة من أنواع الأشجار المقاومة للآفات، إضافةً لضرورة حماية الغابات من الأمراض عبر رشّها بالمبيدات الكيميائيّة والمضادات الحيويّة.
- زراعة المزيد والمزيد من الأشجار وتُعرف هذه العمليّة باسم "التشجير" لزيادة الغطاء النباتي الحرجي، مع مراعاة اختيار الأنواع المُناسبة للعيش في تلك الغابات تبعًا للظروف الجغرافيّة.
- تجنّب الرعي الجائر للماشيّة داخل الغابات، وتجنّب استغلال الغابات؛ من أجل الزراعة الضارّة بالبيئة، التي تعتمد على إزالة الغابات أولًا.
أهمية الغابات
تكمن أهميّة الغابات في أنّ بقائها يعني بقائنا؛ سواء أكان ذلك بسبب مستوى الأكسجين الذي نتنفسه، ووصولًا إلى الخشب الذي نستخدمه، فلا تقتصر أهميّة الغابات على ذلك فقط، بل تتوسع إلى أكثر من ذلك بكثير، وفيما يلي بعض النِقَاط التي توضّح أهميّة الغابات:
- توفير سبل العيش للإنسان، توفيرها الموائل (موطن) لملايين الأنواع من الحيوانات، فيعيش فيها ما يُقارب 90% من جميع أنواع وأصناف الحيوانات، ومنها؛ الطيور والقراد والحيوانات البريّة والحشرات والفراشات والتماسيح والسلاحف، والثعابين، والأسود والفهود وغيرها العديد.
- حمايّة المستنقعات المائيّة؛ إذ تُساهم الغابات في جمع المياه كاملةً داخل الجداول المائيّة والبحيرات والجداول، فالماء يمر عبر الغابات في أثناء انتقاله إلى لجداول والأنهار بعيدًا عن أشعة الشمس أو الجفاف.
- دعم التنوع البيولوجي؛ تشكّل مجموعة متنوعة من الحياة ليس فقط الحيوانيّة ولكن النباتيّة كذلك، وتُساعد في ازدهار كلا البيئتين، النباتات والحيوانات، إضافةً لتوفيرها البيئة المناسبة لبعض أنواع الكائنات الحيّة المهددة بالانقراض.
- تنقية الهواء؛ فالأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون وتُخرج الأكسجين من أجل عمليّة التمثيل الضوئي، وبالتالي تُنقّي الهواء الذي نتنفسه، وتُقلل من الغازان الأخرى المسؤولة عن عمليّة الاحتباس الحراري.
- تُساعد في منع تغيّر الجو؛ فالأشجار والنباتات تُنظّم درجات الحرارة داخل الغلاف الجوي عبر عمليّة التبخر، وغيرها العديد من العمليات التي تُساعد في منع تغيّر المناخ.
- إثراء التربة؛ إذ تُساعد الأشجار والنباتات الموجودة في الغابات في تدوير المغذيات التي تحتاجها التربة عبر تحلل الأوراق والأغصان، كما أنّ تكسّر جذور الأشجار يُساعد في تسريب الماء إلى التربة، لتمتص الجذور بعضها وتُقلل من عمليّة تدفقها، الأمر الذي يُقلل من تآكل التربة وتدهورها.
- تنظيم دورة حياة الماء؛ عن طريق تبخّر الماء وتكثيفه، ثم هطوله على شكل أمطار، وتكمن أهميّة الغابات في أنّها تمتص مياه الأمطار وتعيد توزيعها جغرافيًّا بطريقة عادلة.
آثار إزالة الغابات
إن عملية إزالة الغابات هي عمليّة دائمة، ويتغيّر بذلك الغرض من أراضي الغابات؛ سواء أكان: للزراعة أو الرعي الجائر أو استخدام الأخشاب للبناء والتصنيع والوقود، وفيما يلي مجموعة من الآثار التي تتركها تلك العمليّة:
- فقدان أماكن سكن العديد من الكائنات الحيّة سواء أكانت الحيوانيّة أم النباتيّة.
- حصول تفاوت كبير وحاد في درجات الحرارة بين النهار والليل، وقد تكون ضارّة للعديد من الكائنات التي تسكن الغابات، بل وحتى قاتلة في بعض الحالات.
- زيادة كميّة الغازات المسببة للاحتباس الحراري؛ إذ يؤدي فقدان الأشجار إلى إطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مثل ثاني أكسيد الكربون، والكربون.
- انخفاض كميات الماء في الهواء، وبالتالي جفاف التربة، مما يسبب انخفاض قدرة التربة على إنبات المحاصيل.
- تآكل التربة والفيضانات؛ إذ تُساعد الأشجار في منع تآكل طبقة التربة السطحية وديمومتها، لتظل الأرض قابلة للزراعة.
نصائح للحفاظ على الغابات
فيما يلي أبرز النصائح التي يُمكن اتّباعها للحفاظ على الغابات:
- القطع المنظم للأشجار؛ لأنّ استغلالها وقطعها كاملةً وبصورة عشوائيّة يجعل من الصعب إعادة شجيرها، فمثلًا يُمكن اتّباع عمليّة القطع الواضح والتي تتمثّل بقطع مجموعة من الأشجار ذات فئة عمريّة واحدة، ثم تحدديها لإعادة زراعتها، أو قطع الأشجار الناضجة فقط، أو قطع الأشجار عديمة الفائدة متبوعةً بأقلها جودة ثم الأعلى منها وهكذا.
- السيطرة على حرائق الغابات من خلال تجهيز أُطُر مدرب من رجال الإطفاء للسيطرة على هذه الحرائق، أو استخدام الطائرات إن أمكن، إضافةً إلى العديد من الأمور الأخرى التي سبق ذكرها، ومنها إنشاء ممر بعرض 3 أمتار يمنع من انتشار الحرائق.
- إعادة تشجير الغابات المعرّضة للإزالة بغض النظر عن سببها، ويكون ذلك من خلال زراعة الأشجار المناسبة والمحافظة عليها خاصةً في أثناء النمو الأولي لها.
- إنشاء أحزمة خضراء حول المدن، ومحاولة التقليل من عملية إزالة الغابات من أجل استخدامها للبناء والسكن أو الزراعة.
- حماية الغابات من خلال الرش الكيميائي للأشجار المصابة ببعض الأمراض أو الفطريات والديدان، أو تطوّير سلالات جديدة مقاومة للأمراض.
- الاستغلال السليم لمنتجات الغابات؛ إذ يجب الاستفادة بأكبر قدر ممكن من نفايات المصانع من الأخشاب.
الخلاصة
تتعرّض العديد من الغابات لعمليات اعتداء عليها وإزالتها على الرغْم من أهميتها الكبيرة في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، إضافةً إلى أنّه موطن للعديد من الكائنات الحيّة النباتيّة أو الحيوانيّة، لذلك يجب حماية الغابات عبر بعض الإجراءات والنصائح الهامّة العامة، ومنها: التشجير والسيطرة على الحرائق والقطع المنظم للغابات، وغيرها.