مفهوم طرق التدريس
التدريس
صنفت مهنة التدريس على أنها المهنة الأكبر في العالم في أواخر القرن العشرين، حيث أن هناك ما يقارب الثلاثين مليون معلم على تباين وظائفهم وأنشطتهم التي يمارسونها، وقد توزع هذا العدد على ثلاث فئات رئيسية هي فئة معلمي المرحلة الابتدائية، والذين يشكلون النسبة الأكبر، وفئة معلمي المرحلة الثانوية، وفئة معلمي المرحلة الجامعية، حيث يشكلون النسبة الأقل بين النسب الثلاث السابقة، ويتشارك هؤلاء جميعاً في أمور عدة يذكر منها ما يلي:
- توفر مجموعة من معايير الأداء الأخلاقية، والفكرية، والعلمية لديهم.
- خضوعهم للتدريب الرسمي.
- حصولهم على إثبات صحة العضوية كمحاضرين متخصصين في مساقات تدريسية معينة.
- امتلاكهم من المعرفة ما يمكّنهم من ممارسة المهنة .
منهج سقراط في التدريس
يعد الفيلسوف اليوناني سقراط المولود في مدينة أثينا عام 470 قبل الميلاد، أول من وضع مفهوماً تاريخياً في طرق التدريس ، حيث اعتقد بأهمية توجيه الطالب للتفكير النقدي، والملاحظة؛ لثقته بأن المحاضرة ليست هي الوسيلة الوحيدة الفعالة في تعليم جميع الطلاب، مما يوجب عليهم استخدام معارف أخرى؛ لكسب العلم مثل فحص الأفكار والمعتقدات الخاصة لتحسين مهارات التفكير.
نظريات وطرق التدريس
نظرية الانضباط العقلي
قامت هذه النظرية على مفهوم الانضباط العقلي ، حيث يرى متبنُّوها أن أساس العملية التعليمية ليس المادة التعليمية التي تعطى للطالب، بل هو ما تنميه هذه المادة من ذكاء، وقدرات، ومواقف، وقيم، وكان الفيلسوف الهولندي ايراسموس قد اعتمد هذه الطريقة في عصور النهضة جنباً إلى جنب مع اليسوعيين؛ لما رأوه فيها من نظرية شبيهة بأفكار ونظريات الفيلسوف أرسطو، مع جانب اختلاف يكمن في أنها تأخذ بعين الاعتبار الخصائص النفسية للمتعلمين الصغار، حيث يرى متبنّوها أن المهمة الأولى للمدرس هي الإعداد الدقيق للمواد المراد تدريسها وفق المفهوم الرئيسي للنظرية، وهو الانضباط العقلي، وصنفت هذه النظرية الحياة العقلية، والروحية تبعاً لوظائف الروح، وهي الشعور، والتفكير، والفعل، والمعرفة.
نظرية التعليم المبكر
كان العالم السويسري بيستالوتزي المولود عام 1746م، من أوائل متَّبعي هذه النظرية، وهي نظرية ترى المتعلم باعتباره عملية تكتشف، ومنتجاً يتطور ، حيث تكمن مهمة المعلم الرئيسية وفق هذه النظرية في توفير الظروف الملائمة لهذا التطور، ويتمثل الدور الرئيسي للمعلم في توفير الظروف المثالية القصوى لتطور المتعلم، كما قدم العالم الفرنسي جان جاك روسو المولود في عام 1712م، مساهمة فعالة في النظرية، وحاول حل بعض العواقب الرئيسية وهي:
- تحويل التركيز عن المعرفة فقط، وزيادتها على الأفعال.
- تقوية النقاط الإيجابية في التعليم الطبيعي.
- تشجيع المتعلمين على الاعتماد على مواردهم الخاصة.
- التركيز على النشاط العفوي للمتعلم.
نظرية التكيُّف والسلوك
تربط نظرية التكيُّف والسلوك بين المحفزات التي يواجهها المتعلم و ما يبديه عليها من استجابة، وتعتمد هذه النظرية إلى حد ما على المتعلم لتقبل المعرفة واستيعابها، ومن الأمثلة على ذلك تعلم المفردات، والرموز الجبرية، والكيميائية الجديدة، حيث يعتقد بأن الشخص يقوم بتدريب عواطفه وأحاسيسه بنفس الطريقة.
النظرية المعرفية
تهتم هذه النظرية في التفكير والمعرفة ، وتفترض أن الفعل الفكري الكامل يتبع تسلسلاً معيناً لحصوله، وهو إثارة الاهتمام الفكري، يلي ذلك الاستكشاف الأولي للمشكلة، ثم صياغة التفسيرات والفرضيات، ثم اختيار الأفكار المناسبة والتحقق من ملائمتها، ومن الجدير بالذكر أن التعليم القائم على المعرفة يعترف بنوعية النشاط الفكري من خلال توقعه للمرحلة التالية لا انتظارها، كما أنه يسعى إلى ضبط المواقف التعليمية، وتبسيط المواضيع وترتيبها وفقاً لتسلسل الفعل الفكري.
نظرية النضج والاستعداد
نظرية النضج والاستعداد هي نظرية تربوية ابتكرتها ماريا مونتيسوري، وهي أستاذة في الجامعة الإيطالية ولدت عام 1870م في إيطاليا، وتعتمد هذه النظرية على النضج في مراحل التطور العقلي والبيولوجي، حيث يكتشف المعلم مدى استعداد المتعلم، ومن ثم يبتكر الطرق، والمواد الأكثر ملائمة لتقديم المعرفة من خلالها، حيث أن التنمية عبر المراحل الفكرية المختلفة حسب اعتقاد مونتيسوري تتوافق مع التجربة النشطة التي يروّج لها من خلال الاستعداد، وليس بتلقيها بشكل سلبي.
النظرية الهيكلية
وضعت النظرية الهيكلية في النصف الثاني من القرن العشرين، وتعتمد هذه النظرية على التجربة، حيث تبدأ التجربة في الظهور بشكل تلقائي غير منظم، فيما يكتفي المتعلمون بمراقبتها كمسألة مهمة، قبل الانتقال لعميلة إعادة صياغة التجربة ضمن شروط جديدة تصبح بعدها التجربة أكثر وضوحاً وتنظيماً، حتى يصل المتعلم في النهاية لفهم المشكلة وحلها، وقد قام عالم النفس السويسري جان بياجيه بتحسين هذه النظرية، ومفاهيمها عن طريق اقتراح هيكل ممثل للفكرة ، وضّح من خلاله أن البناء العقلي يهيئ نفسه لتلقي تجربة جديدة بالتكيُّف، والاستيعاب، وقد ذكر بياجية ثلاث خصائص نفسية لهذا الهيكل، وهي:
- الكمال.
- مبدأ التوازن.
- العلاقة بين الأجزاء.
نظرية هيربارت
تنسب هذه النظرية إلى العالم يوهان فريدرتش هيربارت المولود في عام 1776م في ألمانيا، حيث كان هربارت فيلسوفاً وطبيباً، وهو من مؤسسي النظرية التربوية الحديثة وعلم النفس، حيث وجد أن بناء الشخصية شئ مهم بجانب تراكب المعرفة، وهذا يجب أن يتماشى جنباً إلى جنب مع تطوير الطابع الداخلي للمتعلم، واكتساب المعرفة والمهارة، كما ربط هيربارت بين تطور الشخصية الفردية والفوائد المرتبطة بها، وتأثيرها على المجتمع، واعتمد هيربارت على فلسفة إعادة تشكيل المفاهيم من خلال التجربة، وفصلها إلى ثلاثة أنواع وهي:
- المنطق.
- الميتافيزيقيا.
- الموافقة وعدم الموافقة.
وقد دعا هربارت للتمييز بين العملية التعليمية ومحتواها، كما وضع خمس خطوات لذلك، وهذه الخطوات هي:
- التحضير من خلال ربط المواد ذات الصلة لتحفيز الطلاب.
- العرض التقديمي للمادة على شكل تجربة.
- الربط بين الأفكار الحالية والجديدة؛ للعثور على وجه تشابه أو اختلاف.
- التعميم لاكساب المتعلم حالة إدراك وخبرة ملموسة.
- التطبيق باستخدام المعرفة الجديدة التي اكتسبها المتعلم.