مفهوم ثقافة الحوار
ثقافة الحوار
يُعتبرُ مفهومُ ثقافة الحوار مصطلحاً حديثاً إلى حدّ ما، بحيث إنّه لم يترسّخ بشكل كبير في مجمعنا بعدُ، وعند محاولة تعريفه فلا بدّ من الفصل المبدئي بين الجزئين المكوّنين له وهما: لفظ الثقافة، ولفظ الحوار، فبدايةً هناك العديد من التعريفات للثقافة، إلّا أنّ أغلبَها يجتمع في نهاية الأمر على اعتبارها مجموعةَ المعارف، والمسالك، والتي تُشكّل معاً أسلوبَ الحياة، وشكلَ العلاقات في المجتمعات ، أمّا الحوار فيُرى أنّه القدرةُ على التفاعل بجميع أشكاله العاطفية، والسلوكية، والمعرفية مع الآخرين، والذي ساهم بشكل كبير في تبادل المفاهيم، والخبرات، ونقلها بين المجتمعات، وبين الأجيال المتعاقبة، ويتمّ من خلال التحدّث، والاستماع، ومن خلال ما سبق يُمكن النظرُ لمصطلح ثقافة الحوار باعتباره نتاجاً خطابياً، وسلوكياً مُستلهماً من القيم ، والمبادئ، ويتمثّل الدور الرئيسيّ فيه للحوار.
عوامل ثقافة الحوار وفوائده
هناك عواملُ أساسيّة لها الدورُ الأكبرُ في بناء وتشكيل ثقافة الحوار في المجتمعات، حيث إنّ الأسرة تُعتبر اللّبنةَ الأساسية في ذلك، فهي التي تَنشأ بداية على التفاهم، والوعي باحتياجات ورغبات كلٍّ من أفرادها، وبناء العلاقات القائمة فيها على أساس الاحترام المتبادل، ومواجهة المشكلات من خلال طرح الحلول بالاعتماد على الحوار، في حين تُعتبر المدرسة العاملَ الأساسيّ الثانيَ، فهي بلا شكٍّ الأساسُ في ترسيخ العلم، والمعرفة، والتربية المنزلية، ومبادئ الحوار، وتقبّل الاختلافات، أمّا العامل الثالثُ، والذي اكتسب أهميةً كبيرةً مؤخراً، من خلال انتشاره وتأثيره فهو الإعلام ، والذي يُساهم بشكل ظاهر في بلورة وعي، وثقافة المُتلقّي، ومن الجدير بالذكر أنّ للحوار حاجةً كبيرةً سواءً للأفراد، أو المجتمعات، والمؤسسات، كما أنّ له أهميةً كبيرةً في تطوّر الحضارات، في حين أنّ للحوار فوائدَ عديدةً منها:
- كَسْب حبِّ، واحترام الآخرين.
- أهم وسائل الاتصال، والتأثير في الغير.
- الإصلاح بين النّاس، وإشاعة الودّ، وضمان الأمن الإجتماعي .
- تغيير اتجاهات الناس من خلال إقناعهم القائم على الحوار.
- بيان الحقائق، وكشفُ مصالح الناس، وإرشادهم إليها.
- الردّ على هجوم الآخرين بأسلوب حضاريّ، وموضوعيّ.
- المحافظة على الحقوق في جميع المجالات، وعلى مختلف المستويات.
- توفير الوقت، والجهد، وحفظ المال، والدم.
أنواع الحوار
الحوار هو أساس التواصل، كما أنّ التواصلَ ضرورةٌ للإنسان ، والمجتمعات، وذلك عائد لمُتطلبات الحياة، والتي تُفرض بشكل دوري على الإنسان، ومن هذا المُنطلق فإنّ الحوار نوعان هما: الحوار مع الذات، أي الحوار الداخلي، والحوار مع الآخر، والذي قد يكون مشابهاً، أو مختلفاً، ومتبايناً في الشكل، أو العرق، أو الدين، وكذلك الجنس، والثقافة، وقد تصل حدود الاختلافات إلى درجة الصراع.