لماذا نتعلم التجويد
لماذا نتعلم التجويد؟
توجد العديد من الأُمور التي من أجلها يقوم الإنسان بتعلُم التجويد، ومنها ما يأتي:
- طريقةٌ لحفظ اللسان من الخطأ في ألفاظ القُرآن الكريم عند القراءة، كما أنَّه يُساعد على تدبُر معاني القُرآن، والتفكُر في آياته ومقاصده، لِقولهِ تعالى: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ).
- طريقٌ لمُعالجة الاعوجاج في اللسان، وتدريبه على اللُغة العربيّة الصحيحة، كما أنه يُساعد على تعلُم العربيّة؛ حيثُ إن كثيراً من مباحث التجويد تتعلق باللُغة؛ كهمزتي القطع والوصل.
- الوُصول بالقارئ إلى الجودة في التلاوة ، وحُسن الأداء، وحفظ لسانه من الخطأ عند تلاوته لآيات القُرآن؛ الأمر الذي يقوده إلى نيل رضا الله -تعالى-، وتحقيق السعادة له في الدُنيا والآخرة.
- الوصول بقارئ القُرآن إلى تلاوته غضاً كما أُنزل من عند الله -تعالى-، مما يؤدي إلى حُسن الأداء، وجودة التلاوة.
فضل تعلم التجويد
لتعلم التجويد الكثير من الفضائل، ومنها ما يأتي:
- الاقتداء بالرسول -عليه الصلاةُ والسلام-، والصحابة الكرام؛ لأنَّ الله -تعالى- قرأ القرآن مجودًا على جبريل، وقرأه جبريل مجودًا على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وقرأه النبيّ على الصحابة الكرام.
- تحقيق العُبوديّة لله -تعالى-،واتباع أوامره، لِقوله: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).
- الوُصول إلى محبة الله -تعالى-؛ وذلك من خلال الإحسان بتعلم القُرآن وتجويده ومعرفة أحكامه، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
- تعلمه من أفضل العُلوم وأشرفها؛ لكونه مُتعلقاً بأشرف كتاب، ألا وهو كتاب الله -عز وجل-.ّ
حكم تعلم التجويد
يتنوع حكم تعلُّم التجويد على النحو الآتي:
- يُعد العلم بأحكام التجويد وجُزئياته من فُروض الكفاية بالنسبة لعامة المُسلمين، والمقصود بذلك لو تعلمته جماعةٌ من المُسلمين لسقط الإثم عن الباقين.
- يُعد العلم بأحكام التجويد وجُزئياته فرض عين بالنسبة للعُلماء وحُفاظ القُرآن.
- وأمّا العمل به وتطبيقه أثناء التلاوة فهو فرضُ عينٍ على كُل من قرأ القُرآن للتعبد به؛ سواءً أكانت التلاوة في الصلاة أو خارجها.
نستخلص ممَّا سبق أنَّ العمل بعلم التجويد فرضُ عينٍ على كُل مُسلمٍ بالغ عند قراءته للقرآن؛ فتلاوة القُرآن وقراءته قراءةً مُجوّدة من الأُمور الواجبة وُجوباً عينياً على كُل من أراد قراءة القُرآن، وهناك الكثير من الأدلة على ذلك؛ كقوله تعالى في ثنائه على حفظة القُرآن: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)، قال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية: "إنهم الذين يقرؤونه ولا يُحرفونه ولا يُبدلونه"، وأجمعت الأُمّة الإسلاميّة على وُجوب التجويد أثناء تلاوة القُرآن من زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الزمن الحاضر، من غير أن يُخالف في ذلك أحد.
موضوع علم التجويد
يتعلق علم التجويد بالكلمة القُرآنية؛ من حيث إعطاء الحُروف حقها ومُستحقها؛ إذ إنَّه يتعلق بإخراج الحُروف الهجائية من مخارجها الصحيحة ، وإعطاء كُل حرفٍ حقه من الصفات الثابتة له؛ كالجهر والإطباق وغيرهما، ومُستحق الحرف؛ وهي الصفات العارضة للحرف؛ كالإظهار والإخفاء وغيرهما .
وبذلك يتمكَّن القارئ من نُطق الكلمات القُرآنية على الوجه الصحيح وإتقانها، وبُلوغ أقصى درجات الغاية في الإتقان والتحسين، وزاد بعض العُلماء أنَّ الحديث الشريف من موضوعات علم التجويد؛ ولكنَّ الجُمهور على أنَّ موضوع التجويد يتعلق بالقُرآن فقط.