مفهوم النص المسرحي
المسرح
إنَّ المسرح هو أحد أنواع الفنون المُهمّة عبر العصور؛ بل يُلقب المسرح بأبو الفنون جميعاً؛ نظراً لاشتماله وجمعه للعديد من العناصر الفنية على خشبته؛ فترى الممثل يرقص ويغني ويؤدّي مشهداً تمثيلياً، في حين تعزف الفرقة الموسيقيّة في الكواليس الموسيقى التصويريّة التي ترافق المشهد، وتُحفّز إحساس الجمهور به، عدا عن توفر فن الديكور للمشاهد المختلفة، وفنون الإضاءة التي تتناسب مع طبيعة المشاهد، ولا ننسى أن تقديم النصّ المسرحيّ على خشية المسرح أو مكان ما، هو فنّ أصيل مُنفرد بحد ذاته؛ فما بالك لو اجتمع كلّ ما سبق وأكثر في فنٍ واحد.
يُعتبر فنّ المسرح من أوائل الفنون التي ظهرت في حياة الإنسان وخير دليل على ذلك؛ المسارح الحجريّة القديمة الموجودة في العديد من مدن العالم ومنها؛ المدرج الروماني في العاصمة الأردنيّة عمان، ومدرج مدينة جرش في الأردن أيضاً، ومسرح مدينة بعلبك اللبنانية، وساحات المعابد الفرعونية في مصر، وغيرها من المسارح التي تؤكّد على أصالة الفنّ المسرحي وعراقة حضوره منذ أزمان طويلة.
المسرح والمسرحية
يظن البعض أنّ المسرح هو المسرحية؛ والحقيقة أنّ المسرح هو المكان الذي تؤدى عليه المسرحية، وهو التعبير الفني أيضاً عن شكل من أشكال الفنون؛ في حين أنّ المسرحية هي النص أو الحكاية التي نسج خيوطها المؤلف، وعبّر عنها الممثلون بتوجيه من مخرج العمل، وخُصّص لها الوقت للتحضير والتدريب، والنصّ المسرحي هو أساس القصّة التي تدفع الجمهور إلى التوجّه نحو صالات وقاعات المسارح؛ فلا يمكن للمسرح أن يكون مسرحاً دون نصّ مسرحي.
مفهوم النص المسرحي
النص المسرحيّ هو عبارة عن قصّة مكتوبة تُقدّم على خشبة المسرح، وتشمل الأحداث والشخصيّات والحوار بينها، ويوضّح طبيعة ارتباط الأشخاص بالمكان والزمان عبر سلسلة من المشاهد المترابطة والمتلاحقة، ويُعتَبر النص المسرحي البناء الدرامي الذي يحدّد سير العرض المسرحي وأساليب الإخراج والتمثيل والتصميم؛ فهو الإيحاء الذي يُسهّل على المخرج تصوّر المكان والزمان، كما يَمدّ الممثل بالتصوّر المبدئي للحالة التمثيليّة التي سوف يتقمّصها أثناء قراءة دوره التمثيليّ في النص وحفظه، كما يتيح النص المسرحي المجال للجمهور لفهم فكرة وغاية المسرحيّة، وكثيراً ما يقرّر النص المسرحيّ نجاح العمل المسرحي برمته، أو تعثرِه عند المشاهد الأولى.
عناصر النص المسرحي
- الحبكة: وهي البناء القصصي للنص، والتنظيم الشامل لكلّ تحركات أبطال النص المسرحي؛ وعندما نقول حبكة أي الترابط الذي يحفظ بُنية النص.
- الأشخاص: وهم أبطال الحكاية التي تروى على خشبة المسرح، ويتمّ اختيارهم بناءً على قدراتهم المتفاوتة في الأداء، وطبيعة الأدوار الموجودة ورؤية المخرج.
- الهدف أو المغزى: وهو سبب كتابة النص المسرحي ووصوله إلى خشبة المسرح؛ فلكلّ نصّ مسرحي هدف وفكرة يسعى لها الكاتب ويؤمن بها المخرج ويجسّدها الممثلون.
- اللغة: وهي أداة الممثل الكلاميّة؛ فبعض النصوص أو المشاهد تكون على هئية أبيات شعريّة أو نصوص نثريّة أو خليط بينهما، وبعض الأساليب التي يتحاور من خلالها أبطال المسرحية تكون الغناء؛ فترانا نقول مسرحية غنائيّة.