مفهوم الموقع الجيوسياسي
مفهوم الموقع الجيوسياسي
مفهوم الجيوسياسيّة قديماً
كان مفهوم الموقع الجيوسياسي أو ما يعرف بالجغرافيا السياسيّة يتمركز حول تحليل التأثيرات الجغرافيّة على العلاقات الدوليّة وتحديد ميزان القوة بينها، وقد ظهرت أهمية الآثار السياسيّة للجغرافيا لدى الفكر الغربي منذ العصر اليوناني القديم وقد ذكر الفلاسفة أثر المناخ والتضاريس والأراضي الصالحة للزراعة والوصول إلى البحر، وأكدوا أهميتها لزيادة قوة الدولة، ثم قام عالم السياسة السويدي رودولف كيلين بصياغة كلمة الجغرافيا السياسيّة في بداية القرن العشرين وانتشر استخدامها في جميع أنحاء أوروبا ثم انتقلت لجميع أنحاء العالم.
مفهوم الجيوسياسيّة في الوقت الحاضر
تم استخدام الجغرافيا السياسية في الوقت الحاضر على نطاق واسع كمرادف للسياسة الدوليّة، وتُعد دراسة العوامل الجغرافيّة في السياسة العالميّة والعلاقات بين الدول المفهوم الحضاري للجغرافيا السياسيّة، حيث أصبح هذا المصطلح يُستخدم بطريقة أكثر شمولية فأصبح يصف العلاقات الاستراتيجيّة الإقليميّة، كما في الجغرافيا السياسيّة لبحر الصين الجنوبي.
على الرغم من التركيز بشكل كبير على العوامل الجغرافيّة مثل الموقع والموارد وإمكانية الوصول، إلا أن هناك العديد من المتغيرات والاختلافات التي طرأت على هذا المصطلح وذلك بسبب التغيرات التي حدثت عبر التاريخ، فكانت هذه الجغرافيا السياسيّة موجهة نحو إعلام ومساعدة الحكم بين القوى الإمبرياليّة الأوروبيّة والولايات المتحدة الأمريكيّة، من خلال دمج أفكار التنافس القومي الدائم والحاجة إلى توسع الدولة والحتمية البيئيّة والأفكار العنصريّة حول الحضارات.
وقد نبذ الأمريكيون وغيرهم مصطلح الجغرافيا السياسيّة ورفضوه باعتباره علمًا زائفًا ويدعو للعنصرية والحتميّة البيئيّة، ومع ذلك فقد ازدهرت نسخة مميزة من الجيوسوليتيك بين الأكاديميات العسكريّة والديكتاتوريات العسكريّة في أمريكا الجنوبيّة حتى السبعينيات، حيث استمد هؤلاء العلماء النهج الذي اتبعوه من أفكار ماكيندر وقاموا بتطويرها وتكييفها مع وضع الحرب الباردة التي سادت في ذاك الوقت.
الجيوسياسية البيئية
تعتبر الجيوسياسيّة البيئيّة حقلاً فرعياً من الجغرافيا السياسيّة، فهي تدرس كيفيّة استخدام الموضوعات البيئيّة لدعم الحجج الجيوسياسيّة والحقائق المادية للسلطة والمكان، حيث توضح مفاهيم الجيوسياسية البيئية المثيرة للجدل سياسات البيئة العالمية، وتناقش الموضوعات الرئيسيّة للجيوسياسيّة البيئيّة العلاقات بين الإنسان والبيئة وحول العلاقة بين عدد السكان وندرة الموارد والموقع الجغرافي للمكان والمخاطر التي قد تواجه قاطنو هذه المنطقة، وارتباطها بالصراعات والعنف من أجل الموارد الموجودة في هذه المنطقة، وآثار التدهور البيئي والظروف المناخية التي تواجه المنطقة وساكنيها.
توضح الجغرافيا السياسية البيئية افتراضات مألوفة لتوليد نهج أكثر عدلاً وإبداعًا لعلاقة الإنسان مع البيئة، فإن التفكير بعيداً عن هذه المفاهيم والاهتمامات البيئية غالبًا ما تحجب الأحكام القيّمة وتقيد النهج الأكثر ديناميكيّة للعلاقة بين الإنسان والبيئة؛ فهي توفر حلاً للمشكلات البيئيّة وتُساعد في وضع سياسات عادلة تحمي الإنسان والبيئة ضمن إطار تكافلي آمن، ويميل دور البشر في هذه المواقف إلى النظر إليه بشكل انتقائي، ولا يتم إيلاء اهتمام كبير للأبعاد المكانيّة للعلاقة بين الإنسان والبيئة.