مفهوم المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي
تعريف المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي
تُعرف المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي (بالإنجليزية:Romanticism) على أنها حركة فنية أدبية ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، ويمكن النظر إليها على أنها حركة جاءت لرفض جميع الأفكار التي نادت بها المدرسة الكلاسيكية مبادئ النظام والهدوء والانسجام والتوازن والمثالية والعقلانية، كما أنها ضد التنوير والمادية بشكل عام.
تميل هذه المدرسة الفنية إلى التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرة، كما اختار الفنانون الرومانسيون موضوعات غريبة غير مألوفة في الفن، مثل المناظر الشرقية وكانت هذه الأفكار هي أبرز ما تميزت به العديد من الأعمال الفنية في ذلك الوقت، كالأدب والموسيقى واللوحات الفنية وغيرها.
خصائص المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي
اشتهرت المدرسة الرومانسية بالمناظر الطبيعية المؤثرة المليئة بالأحاسيس والعواطف، وتعتمد المدرسة الرومانسية على العواطف والخيال والإلهام ولا تخضع لقيود العقل ولا تتحكّم بها الكلاسيكية المفرطة، وركزت على الفرد والذاتية واللاعقلانية والخيالية والعفوية والعاطفية.
بالإضافة لما سبق، تميزت المدرسة الرومانسية بالعديد من الخصائص، وفيما يلي ذكر لأبرز هذه الخصائص:
- ركز الفن الرومانسي على العواطف والمشاعر والحالات المزاجية بجميع أنواعها بما في ذلك الروحانيات والخيال والغموض.
- تقدير عميق لجمال الطبيعة، وتمجيد عام للعاطفة والحواس وتحجيم سلطان العقل والنزوع إلى الشعور العاطفي والأحاسيس الجيّاشة.
- تركز المدرسة الرومانسية على عواطف الإنسان وصراعاته الداخلية.
- تعتبر المدرسة الرومانسية أن الروح الإبداعية للفنان أكثر أهمية من الالتزام الصارم بالقواعد الرسمية والإجراءات التقليدية.
- التمرّد على الأنظمة والقواعد الاجتماعية السائدة.
- ركزت المدرسة الرومانسية على إعطاء المرأة منزلتها ومكانتها الفريدة اجتماعياً.
- لم تهتم المدرسة الرومانسية الفنية بالحياة اليومية المألوفة، بل سعت وراء عوالم بعيدة من الماضي، وحاربت ظلام القرون الوسطى ، ونفذت إلى ما وراء أسرار الشرق.
- تتميز المدرسة الرومانسية بالمبالغة في تصوير المشاهد الدرامية.
أبرز إنجازات المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي
تفردت المدرسة الرومانسية بالعديد من الأفكار والإنجازات التي ميزتها عن غيرها من المدارس في ذلك الوقت، وفيما يلي بعض إنجازات هذه المدرسة الفنية:
- تسليط الضوء على الأحداث الواقعية
دعمت الرومانسية النضال من أجل الحرية والمساواة ، فضلاً عن تعزيز العدالة، إذ بدأ الرسامون بدمج الأحداث الجارية والفظائع بأعمالهم لتسليط الضوء على الظلم في التراكيب الدرامية التي تنافست مع لوحات التاريخ الكلاسيكي الجديد الأكثر رصانة والمعترف بها من قبل الأكاديميات الوطنية.
- اعتمادها بشكل أساسي على الطبيعة
في العديد من البلدان، حوّل الرسامون الرومانسيون في العديد من البلدان انتباههم إلى الطبيعة ورسم الأجواء، أو الرسم بالخارج في الهواء الطلق، وتعتمد الأعمال الفنية على المراقبة الدقيقة للمناظر الطبيعية بالإضافة إلى السماء والغلاف الجوي مما رفع رسم المناظر الطبيعية إلى مستوى جديد أكثر احترامًا، بينما ركز بعض الفنانين على البشر والإنسانية كجزء لا يتجزأ من الطبيعة.
- الدعوة للحرية وتعزيز الهوية الوطنية
بعد الثورة الأمريكية اجتاح نمو القومية المكتشفة حديثًا العديد من البلدان، وارتبطت الرومانسية ارتباطًا وثيقًا بها، إذ قدم الرومانسيون الصور المرئية التي غذت الهوية الوطنية والفخر من خلال التأكيد على الفولكلور المحلي والتقاليد والمناظر الطبيعية، كما ركزت أعمالهم على الدعوة إلى التجديد الروحي الذي من شأنه أن يشرع في حقبة جديدة من الحرية.
رواد المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي
ارتاد العديد من الفنانين المدرسة الرومانسية واشتهروا بأعمالهم حتى الوقت الحالي، وفيما يلي ذكر لأبرز رواد المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي:
يوجيه دي لاكرواه
رديناند فيكتور أوجين ديلاكروا (بالإنجليزية: Eugene Delacroix)، ولد 26 أبريل 1798 في شارنتون- سان- موريس بفرنسا، وهو رسام فرنسي من رواد المدرسة الرومانسية الفرنسية، وله العديد من اللوحات الفنية المحفوظة في متحف اللوفر ، وقد أظهر دي لاكرواه اهتمامًا بالفن منذ سن مبكرة.
وبتشجيع من عمه الفنان هنري فرانسوا ريسينير بدأ دراسة الرسم وفي سن الثامنة عشر التحق بمدرسة الفنون الجميلة المرموقة في باريس، وأصبح معروفًا كشخصية بارزة في العصر الرومانسي الفرنسي في القرن التاسع عشر، ومن أشهر لوحاته: الحرية تقود الشعب (بالإنجليزية: La Liberté guidant le peuple)، وموت ساردانابالوس (بالإنجليزية: La Mort de Sardanapale). توفي دي لاكرواه في باريس في 13 أغسطس 1863.
تيودور جيريكو
جيان لويس أندريه تيودور جيريكو (بالإنجليزية: Théodore Géricault)، ولد في 26 سبتمبر 1791 في مدينة نورماندي في فرنسا، وهو واحد من أشهر رسامي المدرسة الرومانسية، وله تأثير أساسي على تطور الفن الرومانسي في فرنسا.
كان تيودور جيريكو الطفل الوحيد لأبوين ثريين ومحافظين، حيث كان والده محامياً وعائلة والدته كانوا من مزارعي التبغ، وعندما كان في الرابعة من عمره انتقلت عائلته إلى باريس مما سمح له بالتعلم في أرقى المدارس، وتم التعرف على موهبته في الرسم وهو في سن الخامسة عشرة وبدأ في دراسة الفن بجدية.
اشتهر تيودور بالعديد من اللوحات في متحف اللوفر في باريس، ومن أشهر أعماله: طوافة قنديل البحر (بالإنجليزية: The Raft of the Medusa)، وقد توفي جيريكو في عام 1824 في باريس.