مفهوم القيم العليا للإنسان
ما مفهوم القيم العليا للإنسان؟
يقصد بها تلك القيم المتأصلة التي تنبثق من الخصال الأساسية في الشخص، والتي من خلالها يتخذ القرارات الأخلاقية التي ترشده لكيفية التعامل مع الآخرين، وتشمل الحب والنزاهة والعدل والاحترام والقبول والتقدير و الأخلاق تجاه الآخرين ، وغيرها من القيم التي يتبعونها في أنشطتهم اليومية، وتظهر من خلال مواقف معينة عند التفاعل مع شخص آخر.
ما هو أثر القيم العليا للإنسان؟
هذه القيم لها تأثير في الراحة والطمأنينة عند الشخص، والتي تصبح جزءًا لا يتجزأ في حياته اليومية، فتتأثر جميع أعماله وقراراته بقيمه، فتشكل هذه القيم جانبًا مهمًا في مفهوم الذات، التي بدورها ترشد الأشخاص إلى إصدار قرارات إيجابية أثناء معاملاتهم، لذلك من الضروري أن يبدأ غرس هذه القيم في مراحل مبكرة لدى الأشخاص منذ الطفولة، والتي سيكون لها أمد طويل على سلوك الفرد طوال حياته، ومن المهم نقل هذه القيم والأخلاق المثلى من قبل الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع التي تمنح الأشخاص السلوك الحسن في أخلاقهم.
ما دور الأسرة في غرس القيم لدى أبنائها؟
قدوة
يُعد الوالدان نموذجاً قوياً يحتذي به الأبناء في إرساء أسس سلوكهم من خلال الأمثلة التي يضعونها في مواقفهم من خلال التفاعلات داخل الأسرة والعالم الخارجي دون تعليمات مباشرة، فهم بمثابة تأثير قوي على نشاطاتهم في الحياة، لذلك من المهم أن يكونوا قدوةً حسنةً بطريقة مثالية، حتى يرغب الأبناء في تمثيل هذه القيم وترسيخها لديهم لتبقى مُتأصلةً في ذاتهم.
التطور الأخلاقي
إظهار أهمية القيم و الأخلاق الحسنة اتجاه أبنائهم، بغرس الأفكار الأخلاقية فيهم من خلال الحديث مع الأبناء عن تجاربهم وسلوكهم الخاص وشرحها لفظيًا وكيفية تطبيق هذه الأخلاق في الحياة اليومية.
قيم الأسرة
تعزيز وترسيخ القيم المثلى التي تبارك حياتهم، حيث ينشأ الأبناء عليها في كبرهم، فهي الأساس الصالح التي تضمن نجاحهم أثناء تجاربهم في الحياة عند التعايش مع الأشخاص الذين حولهم.
السلوك الصحيح
تعليمهم السلوك الصحيح من خلال التحدث المباشر إليهم، بطرح العادات البسيطة المرغوبة التي يمارسها الآباء مثل الصدق، ومساعدة الآخرين، واحترام الجيران وغيرها.
تنمية الموقف
الاهتمام الإيجابي من الآباء يساعد الأبناء على الشعور بالمودة والدفء والتسامح الذي بدوره يُنمي عقلهم ويدعم طموحاتهم.
التعليم القائم على النشاط
توجيه الأبناء للتعلم القائم على الأنشطة، وهي مهارة مهمة لبناء وتقوية العلاقات بين الآباء والأبناء، حيث يساعد على تعلم القيم تدريجيًا خلال لحظات ممتعة يقضيها الآباء مع أبنائهم، برواية القصص أو اللعب معهم، فهي بدايات رائعة تمنح الآباء الفرصة في التحدث معهم ونقل القيم الإيجابية المرغوبة لهم.
ما دور المعلمين في غرس القيم لدى طلابهم؟
تثقيف الطالب ليكون مسؤولًا
تثقيف الطلاب وتعليمهم البنّاء على أساس الاحترام المتبادل بين الآخرين أثناء التفاعل معهم، فالاحترام يعد نموذجًا للطلاب، وعلى أساسه تكون الرسالة واضحة بين المعلم والطالب، فهم بالنهاية مسؤولون عن كل ما يصدر عنهم من أفعال إيجابية أو سلبية.
نموذج يحتذى به
التأثير الإيجابي للمعلم على طلابه، ف المعلم قدوة ، والطلاب يتأثرون بسلوكياتهم، فلهم الدور الأساسي في تشكيل حياتهم من خلال سلوكاتهم المرغوبة والآمنة التي تصدر عنهم.
الإرشاد حول القيم والأخلاق الأساسية
دمج القيم الأخلاقية في التعليم وتمكين الطلاب من اكتسابها، فهم الذين يشكلون أفكار الطلاب وعقولهم إلى حد كبير؛ لمساعدتهم على اختيار الطريق الصحيح في تبني المبادئ الأساسية والتعاليم المرغوبة القائمة على بناء شخصية الطالب لتحسين المجتمع وصلاحه من خلال الأخلاق التي اكتسبوها من معلميهم.
الشكر والتقدير
تحفيز الطلاب وتشجعيهم على الارتقاء في المجتمع بتبني الفضائل الحسنة، مثل الصدق، والطيبة و مساعدة الآخرين ، فضمير الطالب يبقى في موضع التنفيذ عند الحاجة إليه، والتصرف بناءً عليه، فالمعلمون يحتاجون لمساعدة طلابهم على رؤية أنفسهم كأشخاص صالحين، وأنهم نماذج جيدة.
ما أهمية غرس القيم؟
فيما يلي بيان لأهمية غرس وزرع القيم لدى الأشخاص:
- ترشد الأشخاص على تبني أفعال الخير، فالأفعال الصالحة لها تأثير إيجابي تصل للشعور بالرضا، والقيم الإيجابية الراسخة الموجودة في الأشخاص تساعدهم على ذلك.
- الرضا وقبول الآخرين للوضع الحالي، فتضمن لهم راحة البال والاستقرار، والقدرة على العيش تزامنًا مع الظروف الحالية.
- بناء الشخصية التي تساعدهم على اتخاذ القرارات وإدارة الأمور بكافة مجالاتها.
- الثبات على المبادئ والقيم طوال حياته، رغم الضغوطات التي قد تواجهه.
- تأثير القيم المرغوبة على حياة الفرد، فمن السهل ترسيخها في مرحلة الطفولة، والاستمرار في تطبيقها فترة حياته، بما يضمن له السلوك السوي تجاه الآخرين.