مفهوم العمل التطوعي في الإسلام
تعريف العمل التطوعي في الإسلام
للعمل التطوعي عدّة تعريفات لُغوية واصطلاحية، فالعمل التطوعي لُغة يقصد به ما يأتي:
- من طَوَعَ: أيّ انقاد لأمره ومضى معه.
- وقيل تطوَّع: إذا عمل خيراً لم يلزمه، وإنّما فعله بإرادته.
أما العمل التطوعي اصطلاحاً فيقصد به ما يأتي:
- التقرّب إلى الله -سبحانه وتعالى- بما ليس فرضاً أو واجباً.
- هو تقديم العون الذي يحتاجه الآخرون دون مقابل.
مشروعية العمل التطوعي في الإسلام
يحث الإسلام على العمل التطوعي، وقد وردت عدّة أدلّة على مشروعيّته، نذكر منها ما يأتي:
- قال الحق -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)، وقد فسّرها العلماء بأنّها تدل على أيّ عمل من أعمال الخير يزيده الإنسان تطوعاً منه فإنّ الله -سبحانه وتعالى- يجازيه عليه.
- قال الله -عز وجل- في سورة البقرة كذلك: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ)، وقد وردت في فدية الصيام لمن لا يستطيع الصيام، وقيل في تفسيرها أيّ مَن تطوع زيادة في الإطعام عن المسكين الواحد، ويمكن القياس عليها لأعمال الخير الأخرى.
- قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة المزمل: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)، والعمل التطوعي داخل في الخير المنصوص عليه في الآية وغيرها.
- يقول الحق -سبحانه وتعالى- في سورة النساء : (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، وفي الآية جملة من أعمال الخير من الصدقة وهي تطوع مالي، وأمر بمعروف، و إصلاح ذات البين وهو عمل اجتماعي تطوعي.
ضوابط العمل التطوعي في الإسلام
للعمل التطوعي ضوابط شرعيّة نذكر أهمّها فيما يأتي:
- أن يكون العمل التطوعي مشروعاً
وحتى يكون مشروعاً يجب أن تتوافر فيه بعض الشروط وهي: الإخلاص بالعمل لله -سبحانه وتعالى-، فالله -عز وجل- لا يقبل من العمل إلّا ما كان مخلصاً له وحده، وأن يكون العمل مشروعاً، كالأعمال التي حث عليها الإسلام مثل كفالة اليتيم ، ودعم طلبة العلم، أو التي لم يرد فيها نصوص، ولكنّها لا تصادم نصوصاً واضحة، والتي تكون فائدتها حقيقية لا وهمية، وغيرها من تلك المميزات.
- توفير حد الكفاية
وذلك أن يصل العمل التطوعي إلى مقصوده من تحقيق الكفاية في الضروريات التي لا تقوم حياة الناس إلّا بها، أوالحاجيات التي ترفع عن الناس الضيق والمشقة، أوالتحسينات التي تحسّن ظروف الناس المعيشية وغيرها، فيكتفي من يقدم لهم العون بهذا العمل التطوعي.
- الموازنة وترتيب الأولويات
بحيث تدرس الأعمال المنوي عملها، فيقدم الأهم قبل المهم، وتدرس المفاسد والمصالح.
- التنظيم المؤسسي
التنظيم المؤسسي للعمل التطوعي يحقّق له الديمومة والاستمرار، فالعمل الفردي مهما كان فعالاً فإّنه قد يحصل له الضعف والتأثر بحالة الفرد الذي يقوم به، أمّا إن كان مؤسسياً فعندها تتظافر به جهود المتطوعين، ويقوي النشيط فيه من يتراجع وهكذا، وقد فعل ذلك عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- عندما نظّم شؤون الدولة فدوّن الدواوين، ونظّم أعطيات بيت المال وهكذا، وهذه الأمور التنظيمية تقع ضمن ما يسمّى السياسة الشرعية .
صور العمل التطوعي في الإسلام
هناك أشكال كثيرة للعمل التطوعي منها تنظيم جمع وتوزيع المساعدات للفقراء والأيتام، وحملات التوعية ببعض الأمور التي يحتاجها الناس، وغيرها وسنسمّي بعض تلك الأشكال من خلال الجدول الآتي:
تعليم القرآن الكريم | تنظيم صفوف المصلّين |
تغسيل الأموات | مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في المواقف |
نقل ومساعدة كبار السن إلى المسجد | تنظيم دخول وخروج المصلين من وإلى المسجد |
تنظيم زيارات العلماء إلى التجمعات لإلقاء المحاضرات | الترجمة لمساعدة الجاليات |
أهمية العمل التطوعي في الإسلام
للعمل التطوعي أهمية واضحة تنعكس على المتطوع ومتلقي الخدمة والمجتمع والدولة، وسنختار بعض ما يبرز تلك الأهمية فيما يأتي:
- يُحقّق العامل في مجال العمل التطوعي السعادة وتحقيق الذات وشغل أوقات الفراغ بدل ضياعها ويبني فيه الثقة بالنفس، وقبل ذلك وبعده حصول الأجر والثواب من الله -سبحانه وتعالى-.
- يؤدي انخراط الأفراد في العمل التطوعي إلى تبادل الخبرات فيما بينهم، وكذلك بين المؤسسات العاملة في ذات الصعيد التطوعي.
- التقليل من المشكلات الاجتماعية، ودليل على حيوية المجتمع ورقيه وتقدمه.
- مساعدة الحكومات، وأخذ حمل كبير عن كاهلها.