مفهوم السعادة في الإسلام
تعريف السعادة في الإسلام
سيتم توضيح مفهوم السعادة لغةً واصطلاحًا على النحو الآتي:
- مفهوم السعادة لغةً
إن السعادة في اللغة من السعد، والسعد هو نقيض النحس، وخلاف الشقاوة، والإسعاد هو المعونة، وأصل السعادة والمساعدة متابعة العبد لأمور ربه ورضاه.
- مفهوم السعادة اصطلاحًا
تعددت تعريفات السعادة في الإسلام عند العلماء المسلمين، وقد ذكر الأصفهاني أن السعادة هي معاونة الأمور الإلهية للإنسان على نيل الخير، وقال بمثل هذا القول عدد من العلماء كالراغب، والألوسي، كما وعرفها محمد المولى بأنها "راحة البال"، وكان يقصد بالبال أي: القلب النقي، والضمير الحي، والوجدان الحساس، والنفس اللوامة التي أقسم الله بها في سورة القيامة.
وفي موطن آخر عرف السعادة بأنها القناعة، أي: غرس الطمأنينة في كل شيء بالسراء والضراء، والشدة والرخاء، وقد ذكر أن هذه القناعة هي عين راحة البال.
أسباب السعادة في الإسلام
تعددت أسباب السعادة في الإسلام، ولعل من أبرزها ما يلي:
- إصلاح العقيدة
إن في عبادة الله -تعالى- وحده والابتعاد عن كل ما يمس عقيدة المسلم، ضمان له بالسعادة في الدنيا والآخرة، وكذلك ملازمته للعمل الصالح فيها ما يعطي العبد الشعور بالطمأنينة والسعادة في الأرض التي يعيش فيها، استنادًا إلى قوله -تعالى-: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يعتبر الأمر بكل معروف يقرب العباد إلى الله -تعالى- سببًا للسعادة سواء للآمر أو للمأمور، كذلك النهي عن كل منكر يسلب من العبد رضا الله، وفيهما أيضًا إصلاح لأحوال الناس، وحماية للمجتمع من الجرائم والآثام، ففي قوله -تعالى-: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، أي عند الله ثواب أولئك لما صنعوا من خير وعبادة.
- اجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر بالمعروف
إن في اجتماع المسلمين ووحدتهم وعدم تفرقهم، وطاعتهم لولي الأمر بالمعروف، والتحاكم إلى شرع الله سبب للسعادة التي ينعم بها المسلمون.
- إقامة الحدود التي شرعها الله -تعالى-
إن في إقامة الحدود والزجر عن كل محرم في الشريعة الإسلامية نشر للطمأنينة والسعادة في المجتمع المسلم، لأن بذلك يحفظ لهم حياتهم، وأموالهم، وأعراضهم.
- شكر الله عز وجل
إن في شكر الله -عز وجل- تدوم النعم ويشيع الأمن ويزول كل خوف وقلق، وبذلك تتحقق سعادة المسلم، لأن اختلال نفسية الإنسان يعد سببًا لاختلال السعادة في قلبه، فعليه أن يكون شاكرًا لله في الأحوال كافة، لينال السعادة وفضلها.
مقومات السعادة في الإسلام
إن الأسباب المؤدية لسعادة تحتاج إلى دعائم تقومها، من هذه المقومات ما يلي:
- الاعتزاز بالله والتقرب إليه.
- كتم الأسرار، لما فيها من عزيمة وإصرار لكسب السعادة.
- اليُسر في الحياة، وعدم التكلف.
- السعي وراء العلم والعمل.