مفهوم الرفاهية النفسية
مفهوم الرفاهية النفسية
مصطلح الرفاهية النفسية من المصطلحات الحديثة في علم النفس ، وهو أحد المحاور الرئيسية لعلم النفس الإيجابي وهو علم حديث، وقد يرى بعض رواد علم النفس أنه مصطلح مرادف لمفهوم السعادة أو الوجود الأفضل أو العيش الطيب أو الحياة الطيبة أو جودة الحياة أو الهناء النفسي والشخصي، فهذه المرادفات جميعها تشير إلى التفاؤل والإيجابية في حياة الإنسان.
وعمومًا يقصد بالرفاهية النفسية المؤشرات والدلائل السلوكية والانفعالية التي يمتلكها الفرد في حياته، والتي تدل على رضا الفرد عن حياته بشكل تام.
فيشعر الشخص دائمًا بالإيجابية، ويسعى دائمًا لوضع أهداف قيمة وذات معنى، ويضع خططًا لتحقيقها، وتتشكل لديه علاقات اجتماعية إيجابية، ويشعر بالاستقلالية في تحديد مسار حياته؛ وبالتالي يشعر الفرد بالسكينة والطمأنينة و الراحة النفسية؛ وبالتالي يتمتع الفرد بصحة نفسية عالية بعيدًا عن الاضطرابات والضغوطات والمشاكل النفسية.
إضافة إلى ذلك أن الرفاهية النفسية هي رضا الفرد عن حياته، فتقل المشاعر والمشكلات السلبية، وتظهر المشاعر الإيجابية لديه، وقد تكون الرفاهية النفسية إما مرتفعة أو منخفضة لدى الشخص.
فعندما يقوم الشخص بتقييم حياته ومدى تحقيق أهدافه تظهر لديه مستوى الرفاهية، فعندما يُشبع الشخص حاجاته، ويحقق أهدافه ويمارس الأنشطة التي يحبها يشعر بالرضا عن ذاته وبالتالي يكون لديه مستوى الرفاهية النفسية مرتفع.
وفي حال كان مستوى الرفاهية النفسية منخفضًا يستطيع الفرد رفع المستوى من خلال تنظيم انفعالاته وذاته والاستمرار في تعلم كل ما هو جديد والانتباه إلى الخصائص الشخصية وعمره وخبراته في الحياة، فعندما يقدر الشخص ذاته، ويزرع في نفسه الأمل والتفاؤل بعيدًا عن الحزن والمشاعر السلبية يتكيف مع بيئته، فيشعر بالرفاهية النفسية.
الأبعاد الستة لتوضيح مفهوم الرفاهية النفسية
والأبعاد هي:
- قبول الذات:
وتعني أن يقبل الشخص ذاته بجميع مكوناته النفسية والعقلية والجسدية، فيحب مظهره الخارجي، ويحترم ذاته ويقبل عواطفه وأفكاره، وينظر لنفسه دائمًا نظرة إيجابية، دون أن يحتقر ذاته، أو يغضب من نفسه، أو يلوم ذاته على ما مر به من مواقف سلبية، بل يتذكر دائمًا أن الماضي ذهب، ولن يعود والحاضر هو الأهم والمستقبل لم يأت بعد.
- مجال البيئة:
وتعني قدرة الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة به، وقدرته على التحكم وإدارة المواقف البيئية الصعبة التي يمر بها والتأثير على البيئة بشكل إيجابي.
- علاقات إيجابية مع الآخرين:
وتعني مدى قدرة الفرد على التواصل والانفتاح مع الآخرين بطريقة صادقة، ومدى التعاطف مع الآخرين ومساندتهم عند مرورهم بصعوبات ومشاكل عديدة من أجل الحفاظ على علاقاته مع الناس؛ وبالتالي ارتفاع مستوى الرفاهية النفسية لدى الشخص.
- الحكم الذاتي:
وتعني قدرة الشخص على اتخاذ قراراته الخاصة واستقلاله وقدرته على اختيار الأشياء التي يرغب بها، حتى لو لم تتوافق هذه الاختيارات مع اختيارات الآخرين.
- نمو الشخصية:
وتعني مدى قدرة الفرد على التعلم من نفسه وخوص التجارب الجديدة والصعبة.
- الغرض من الحياة:
وتعني أن يضع الفرد أهدافاً واضحة وقابلة للقياس والتحقيق؛ من أجل إيجاد معنى للحياة.