مفهوم الربانية والشمول
الربانية والشمول
تعتبر الربانية والشمول أحد أبرز الخصائص والسمات التي تتسم بها الشريعة الإسلامية، واتصاف الشريعة بهذه الصفات أحد أهم الأسباب التي جعلتها صالحة لكل الناس، وممكنة في كل زمان ومكان، وفيما يأتي تفصيل لهاتين السمتين من سمات الشريعة.
الربّانية في الإسلام
ربانية الشريعة الإسلامية يقصد بها، أنها من عند الله، والهدف منها تحقيق منهج الخلافة الذي أراده الله لعباده في الأرض؛ ابتغاء لتحقيق رضاه، ومن مظاهر ربانية الشريعة الإسلامية أن القرآن الكريم وهو كلام الله -تعالى- أحد أهم مصادر الشريعة الإسلامية وأساسها.
وكما أن الشريعة ربانية في المصدر الذي أتت منه، فإنها كذلك ربانية في الغاية، فتطبيقها يهدف لنيل رضا الله وتطبيق منهجه الذي ارتضاه للناس.
ثمرات الربّانيّة
لاتسام الشريعة بالربانية العديد من الثمرات التي تعود على المكلفين بالنفع، ومنها:
- إضفاء الاحترام والقداسة على النظام المنبثق منها، وهذا ما لا تحظى به المناهج التي من صنع البشر.
- رضا المكلفين بتعاليم الشريعة وأحكامها وتقبلها، والانقياد لها مع انشراح النفس، والقناعة عقل والطمأنينة.
- السعي نحو تنفيذ تعليمات الشريعة دون تحايل أو تهرب منها ومن التزاماتها.
الشّمول في الإسلام
إنّ من أكبر نِعَم الله علينا أن هدانا للإسلام وجعله لنا دينًا كاملًا لا زيادة فيه ولا نقصان، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
فالإسلام منهجٌ متكامل، جعل الله الشّمولية فيه من أهم خصائصه؛ ويُقصد بالشمولية القواعد والقوانين والنظم والأحكام التي تنظّم حياة الفرد والمجتمع، فقد جاء دينًا شاملًا لجميع الأحكام وفي كل المجالات بكل الأزمان.
نرى الشّمول متجليًا في بيان العقيدة؛ كعقيدة التوحيد، والولاء، والبراء، وغيرها، وفي العبادات وأنواعها المالية والبدنية والقلبيّة مع بيان تفصيلاتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وفي الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية والقضائية أيضًا، وهذا كلّه إنّما يدلّ على أنّه دينٌ كامل؛ لأنّ مصدره من الله تعالى ويصلح للبشرية جمعاء ويحقّق لها العدل ويستوعب كل قضاياها ويقوّمها.
مظاهر الشّمول في الإسلام
هناك العديد من المظاهر التي تبين اتسام الإسلام بالشمولية، ومن أهم هذه المظاهر:
- الدين الإسلامي دينٌ شامل لكل الناس إلى يوم الدين، دون تمييز للجنس أو العرق أو اللون أو المسكن، فلم يأتِ مخصوصًا للعرب إنّما للعالم أجمع.
- شمول الشريعة لكافة مراحل حياة الإنسان؛ فوضع الله أحكامًا تنظّم حياته وهو جنين ثم عندما يكون طفلًا إلى أن يبلغ ويتزوج -ويكون بذلك ابنًا وأبًا- ثم إلى أن يصبح شيخًا كبيرًا.
- شمول المعاملات؛ فهناك معاملات اقتصادية فمثلًا لا يجوز للإنسان أن يسرق أو أن ينفق ماله في الحرام، ومعاملات اجتماعية كتنظيم العلاقة بين الأب وابنه وبيان حقوق وواجبات كلٍّ منهما تجاه الآخر.
- شمول العبادة والأخلاق؛ فلم تقتصر العبادة على شيء محدّد بل هي اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، وأمّا العبادات ففي كل جوانب الحياة لم تخلُ أحكام الدين الإسلامي من التوجيه للأخلاق الحسنة كافة.