ما هي قناة السويس
قناة السويس
قناة السويس (بالإنجليزية: Suez Canal) هي قناةٌ مائية طويلة ومفتوحة اكتملت أعمال إنشائها في عام 1869م، وهي مجرى مائي يصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وتمتد هذه القناة من الشمال إلى الجنوب مروراً ببرزخ السويس الواقع في الجمهورية العربية المصرية، كما تفصل قناة السويس بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتتيح في الوقت ذاته المسافة الأقصر بين قارة أوروبا والمناطق القريبة من حدود المحيط الهندي والمحيط الهادئ، لكنها لا تتيح المسافة الأقصر عبر برزخ السويس الذي يبعد عن القناة المائية مسافة 121كم.
تمتد قناة السويس المائية من الجانب الشمالي عند المدينة المصرية الساحلية بورسعيد، والجهة الجنوبية عند مدينة السويس، وعلى الحدود مع دلتا نهر النيل المنخفضة من الجهة الغربية، وشبه جزيرة سيناء العليا من الجانب الشرقي، وتمرّ بعدد من البحيرات، وهي: بحيرة المنزلة، وبحيرة التمساح، والبحيرات المُرّة العظمى، والبحيرات المُرّة الصغرى، وتشتمل القناة بامتدادها على مسافات مستقيمة تقريباً، ويتخلل هذه المسافات ثمانية منحنيات رئيسية، فيما يلاحظ النمو السكاني في منطقة القناة في الوقت الحالي مقارنة بالفترة التي سبقت بناءها، حيث تزايد العدد تدريجياً بعد انتهاء عمليات الإنشاء؛ فقد استقطبت القناة عدداً كبيراً من السكان، ودفعتهم إلى الاستقرار على ضفافها؛ تحقيقاً للمصالح الشخصية، وتحسين الأوضاع المعيشية.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول موقع قناة السويس يمكنك قراءة مقال أين تقع قناة السويس .
تسمية قناة السويس
تتعدّد الآراء حول سبب تسمية قناة السويس بهذا الاسم، إذ يرى البعض أنّ سبب التسمية يعود إلى مدينة السويس، في حين يرى آخرون أنّ السبب وراء إطلاق هذا الاسم عليها هو أنّ عمليات الحفر التي قامت لإنشائها بدأت من مدينة السويس، إلّا أنّ الصواب هو أنّ القناة قد سُمّيت بذلك نسبة إلى برزخ السويس الذي تجتازه.
أهمية قناة السويس
تُعتبر قناة السويس المائية ذات أهمية اقتصادية كبيرة؛ فقد ساهمت في تسهيل عمليات نقل وشحن المواد، والبضائع، والمنتجات بين دول الشرق الأقصى، والشرق الأوسط، والقارتين الأفريقية والأوروبية، وذلك من خلال خلق وإتاحة طريق أقصر وأسهل للشحن والنقل، مما أدى إلى انخفاض كبير وملحوظ في التكاليف المالية المادية، والوقت اللازم لهاتين العمليتين، بالإضافة إلى ما ساهمت به القناة المائية من خفض وتقليل من حركة النقل البحري على مستوى العالم؛ فهي تُساهم في نحو ما نسبته 8% من إجمالي حركات الشحن العالمية، وتنعكس أهمية القناة على كل من الجمهورية الفرنسية ، والمصرية، وذلك من خلال الإيرادات، والعائدات الكبيرة التي يتم تحصيلها من الدُول، والشركات، والجهات الناقلة للبضائع والمنتجات والمواد عبر السُفن والعبّارات المارّة من قناة السويس المائية إلى مختلف دول العالم.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول أهمية قناة السويس يمكنك قراءة مقال ما أهمية قناة السويس .
بناء قناة السويس
استُكملت أعمال بناء قناة السويس في عام 1869م، لكن ذلك لم يكن التخطيط الأول لإنشاء القناة؛ فقد قام الفرعون سنوسرت الثالث في القرن التاسع عشر قبل الميلاد بحفر قنوات عبر فروع نهر النيل وصّل من خلالها بين البحر الأَبيض المتوسط ، والبَحر الأَحمر، واستمر عدد من الملوك الفراعنة والرومان في وقت لاحق في أعمال فتح القنوات، وتمثّلت أولى المحاولات الحديثة لفتح قناة مائية مع وجود القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت، حيث قدم إلى الجمهورية العربية المصرية خلال نهاية القرن الثامن عشر الميلادي لاستكشاف تلك الأراضي، فرأى إمكانية بناء قناة مائية.
لم تتوقّف محاولات إنشاء قناة السويس المائية عند القائد نابليون بونابرت فحسب، بل أقنع المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس 1854م والي مصر آنذلك سعيد باشا بإنشاء قناة السويس، وأنشأ على أثر ذلك شركة قناة السويس في عام 1858م، وهي الجهة المسؤولة عن بناء القناة المائية، وبدأت الشركة بأعمال إنشاء القناة في شهر نيسان من عام 1859م، واستمرت حتى شهر تشرين الثاني من عام 1869م.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول مراحل بناء قناة السويس يمكنك قراءة مقال نشأة قناة السويس .
تأميم قناة السويس
يُعتبر القرار التاريخي الذي أصدره الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر في السادس والعشرين من شهر تموز لعام 1956م واحداً من المحطات الرئيسية المهمة التي شهدتها قناة السويس عبر تاريخها، حيث اقتضى هذا القرار تأميم شركة قناة السويس - أي: نقل ملكية قطاع معين إلى ملكية الدولة- التي كانت تحت السيطرة البريطانية والفرنسية، وتقديم تعويض اقتصادي مادي كامل لهذه الشركة.
أبعاد قناة السويس
طول وعرض قناة السويس
يبلغ طول قناة السويس التي تبدأ من مدينة بورسعيد وتنتهي في مدينة السويس 162.5كم تقريباً، بينما يبلغ عرضها حوالي 300م، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا العرض لا يُعدّ كافياً لمرور سفينتين في الوقت ذاته، لذلك تضطرّ بعض السفن للانتظار لحين مرور السفن الأخرى عند التقائها، وفي المقابل تستطيع القناة استيعاب مرور السفن التي يبلغ ارتفاعها 19م كحدّ أقصى.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول طول وعرض قناة السويس يمكنك قراءة مقال كم طول وعرض قناة السويس .
عمق قناة السويس
التفتت الشركة العالمية لقناة السويس بعد الانتهاء من حفر القناة وافتتاحها في عام 1869م إلى أنّ عمقها البالغ 8 أمتار، ومساحة قطاعها المائي الذي يساوي 304م لم يعُدا يتناسبان مع حمولات السفن مع مرور الوقت، ممّا أظهر الحاجة للقيام ببعض عمليات التطوير التي وصل من خلالها غاطس السفن إلى 10.67م، كما بلغت مساحة القطاع المائي 1,200م، وذلك قبل تأميم القناة في عام 1956م.
شهد عام 1962م تطويراً جديداً للقناة أسفر عن رفع غاطس السفن إلى 11.58م، وزيادة مساحة القطاع المائي إلى 1,800م، إذ جاء ذلك تماشياً مع التطوّر الصناعي الذي شهده قطاع السفن آنذاك، واستمرّت المخطّطات التطويرية تباعاً مروراً بمخطط عام 1966م الذي كان يهدف إلى رفع الغاطس إلى 14.63م، ثمّ إلى 17.68م، إلّا أنّ هذا المخطط لم يكتمل بسبب توقّف الملاحة في القناة في ذلك الحين، ومع إعادة فتح القناة في عام 1975م استؤنفت التطويرات ليصل الغاطس إلى 18.9م، وتزداد مساحة القطاع المائي لتبلغ 4,800م في عام 2001م، أمّا في عام 2010م فقد وصل غاطس القناة إلى 20.12م.
وقت عبور قناة السويس
في بداية تشغيل قناة السويس كانت السُّفُن والناقلات تستغرقُ وقتاً طويلاً لعبور القناة؛ فلم تكن هناك إمكانيّة للعبور في الاتِّجاهين في الوقت نفسه، حيث كانت السُّفن القادمة من أحد الاتِّجاهات تستقرُّ عند الخلجان الواسعة؛ لتسمحَ بعبور السُّفُن القادمة من الاتِّجاه الآخر، ومع بداية عمليّات التوسعة للقناة، بلغ مُتوسّط وقت عبور الناقلات للقناة حوالي 40 ساعة، وبحلول عام 1939م، انخفض مُتوسّط وقت العبور إلى حوالي 13 ساعة، ومع نُموّ حركة الناقلات في القناة، زاد وقت العبور إلى 15 ساعة خلال عام 1967م، إلّا أنّ عمليّات التوسعة الجديدة ساهمت في خفض وقت العبور بحلول عام 1975م؛ حيث تراوح بين 11-16 ساعة، ومع اعتماد نظام القوافل، وبناء طُرُق جانبيّة للقناة، والانتهاء من مشروع التوسعة الجديد، أصبحت الناقلات والسُّفُن تعبرُ القناة دون توقُّف أو تأخير.
أهمية البحيرات المرّة لقناة السويس
تُعدّ البحيرات المرّة (Bitter Lakes) من أهمّ وأبرز المسطحات المائية العديدة التي تمتدّ على طول قناة السويس، إذ تشكّل ما نسبته 85% من حجم المياه الكلّي في القناة، بالرّغم من أنّها تغطّي مساحة تبلغ نسبتها 24% فقط من طول القناة الإجمالي، وتكمن أهمية هذه البحيرات في موقعها الذي يجعل منها النقطة التي تستطيع فيها السفن تحويل مساراتها قبل الانتقال إلى مدينة بورسعيد شمالاً، أو ميناء السويس جنوباً، بالإضافة إلى أنّها توفّر مرفأً لبعض السفن التي تستغرق رحلتها 14 ساعة لاجتياز القناة.