مفهوم الحضارة الكونية
مفهوم الحضارة الكونية
تعني الحضارة الكونية شمولية فكر حضارة الإنسان للإنسان، بمعنى أن يكون للعالم لغة واحدة يفهمها الجميع، ألا وهي لغة الفكر الإنساني، التي تحمل معايير محددة لفهم كل ما يحيط بالإنسان من أمور مادية ومعنوية، وكيفية تسخيرها بشكل أمثل لتحقيق المصلحة الفضلى للبشرية ككل.
لتقريب المعنى بشكل أكبر بإمكاننا القول إن الحضارة الكونية هي التسارع التكنولوجي الهائل الذي جعل كل شيء قابلاً للقياس، وتحت نظر العقل البشري ، ففي العقود الأخيرة مع انطلاق ثورة التكنولوجيا والمعلومات وتطورها بشكل متسارع للغاية، ألغت مبدأ الاحتكار الحضاري للشعوب، فصار نتاج الفكر الإنساني ملكاً للبشرية، وليس لشعب أو أمة.
أنواع الحضارات الكونية
هناك أنواع عديدة للحضارات الكونية صنفها العلماء بحسب قدرتها على تسخير الموارد المتاحة لتلبية احتياجات التطور التكنولوجي، وهي على هذا المعيار تنقسم إلى عدة أنواع، أهمها ما يأتي:
إتقان استثمار موارد الكوكب
فالحضارات التي تندرج في هذا النوع قادرة على استخدام وتخزين طاقة تكافئ ما يحتاجه الكوكب، وهذا يشمل كافة الموارد المتاحة ابتداء من تسخير الإشعاعات التي تصل للكوكب من الشمس، والطاقة الحرارية للأرض، والطاقة الكيميائية، و الطاقة النووية ، والذي يعكس مدى السيطرة على موارد الكوكب.
مع ملاحظة أن هذا المعيار لاستثمار طاقة الكوكب لا يتطلب بالضرورة استخدام الطاقة الشمسية أو الطاقة الحرارية الأرضية أو الطاقة النووية فقط، بل يتطلب فقط الحصول على مستويات طاقة مكافئة، لذلك قد تستخدم في هذا النوع من الحضارة المادة البديلة أو الاندماج النووي للحصول على كل طاقتها، مع الاستغناء في أحيان كثيرة عن المصادر الحرارية أو الشمسية تماماً.
التواصل مع النظام الشمسي
تُعد الحضارة في هذا النوع حضارة لا يمكن فهم ماهيتها وصورتها المستقبلية بالنسبة لنا، فهي أقرب إلى الخيال العلمي ، وتصور العلم لمستقبل التكنولوجيا، لكن يمكن تصور بعض القدرات التي يمكن أن تمتلكها البشرية في تلك المرحلة، ومن الأمثلة على ذلك القدرة على إنشاء اتصالات عبر المجرة.
كما أنه في هذه الحضارة سيكون السفر بين النجوم ممكناً، حيث سيتم تطوير السفر بين النجوم على نطاق واسع، سيضطرنا السفر بين النجوم إلى استخدام تقنيات متطورة وغريبة، بحيث لا يمكننا أن نتخيل كيف ستبدو رحلات السفر في مثل هذه الحضارة حيث سيتم كسر الكثير من قوانين ونظريات الفيزياء السائدة في كوكبنا الآن.
مقياس كارداشيف
حاول كثير من العلماء قياس مدى تقدمنا بعدة طرق، واستخدموا لهذا الغرض مقياس كارداشيف الذي يقيس التقدم بكمية الطاقة التي تستخدمها الحضارة،
فقبل خمسين عاماً تقريباً، اقترح رائد الفضاء الروسي نيكولاي كارداشيف مقياس الحضارة الكونية، ويتضمن اقتراحه ثلاثة أنواع من الحضارات الكونية بناءً على كمية الطاقة التي تحتاجها.
يمكن للإنسانية أن تتطور إلى النوع الأول من اقتراح كارداشيف إذا كانت قادرة على استخدام كل الطاقة التي تأتي من النظام الشمسي إلى الأرض، أو إذا تمكنا من توليد واستخدام هذا القدر من الطاقة، والنوع الثاني يمكنه أيضًا التحكم في وقود كوكبه، ولكن باستخدام للوقود أكبر بكثير من حضارة النوع الأول، حيث يمكنهم الاستفادة من الألواح الشمسية الكوكبية و الأقمار الصناعية والفضاء خارج الكوكب.
تُعتبر الحضارة الأكثر تقدماً على مقياس كارداشيف هي الحضارات من النوع الثالث، حيث يكون سكانها قادرين على السفر عبر المجرات وبين المجرات، كما يمكنهم التكيّف والعيش في أماكن أخرى في الكون.