مفهوم الحجاب في الإسلام
مفهوم الحجاب في الإسلام
يعرّف الحجاب لغةً بالستر، أمّا اصطلاحاً: فهو كلّ ما احتجب به، والحجاب هو كلّ ما يستر به، ويمنع من الوصول نحو المرغوب، أمّا مفهوم الحجاب في الإسلام فيشتمل على كلّ ما يستر جسد المرأة بالكامل بما في ذلك الوجه والكفين، وأدلة ذلك في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الصحابة -رضوان الله عليهم-.
وقد تعدّدت آراء العلماء في حكم اشتمال حجاب المرأة على ستر الوجه والكفين، حيث يرى الإمام أحمد وأتباع المذهب الشافعيّ ضرورة ستر المرأة للوجه والكفين عن الرجال الأجانب، بينما يرى أتباع المذهب المالكيّ والحنفيّ عدم وجوب ذلك، إلّا أنّ عدداً من الفتاوى القديمة للمذهب الحنفيّ والمذهب المالكيّ تؤكّد على ضرورة ستر المرأة للوجه والكفين إذا ما كانت صاحبة جمال فاتنٍ؛ وذلك منعاً لوقوع الفتنة، وانتشار الفساد.
شروط الحجاب في الإسلام
يُشترط في حجاب المسلمة أن يستر سائر بدنها مهما كان نوعه مع ضرورة مراعاة الضوابط الشرعية، ومن هذه الضوابط ما يأتي:
- أن يستوعب كلّ بدن المرأة بما في ذلك وجهها وكفيها كما يرجّح معظم علماء المسلمين.
- أن يكون من قماشٍ سميكٍ، وخالٍ من الزينة.
- أن لا يشفّ جسد المرأة، أو أي جزء منه.
- أن لا يكون ضيقاً، أو يفصّل جسد المرأة.
- أن لا تنبعث منه رائحة البخور، أو العطور.
- أن لا يقصد به التشبه بما يرتدي الرجال.
- أن لا يهدف إلى الشهرة بين عامة الناس.
حكم الحجاب في الإسلام
فرض الله الحجاب في الإسلام على المرأة التي بلغت سن التكليف، وهو السنّ الذي تبدأ عنده المرأة بالحيض، حيث أجمع السلف الصالح على وجوب الحجاب على المرأة المكلّفة، والدليل على ذلك قوله -تعالى-: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ).
حيث فُرض على المرأة المسلمة لبس الحجاب أمام الرجال الأجانب عنها، وهم جميع الرجال ما عدا المحارم منهم، أمّا المحارم من الرجال فهم: الأب، والجد، والأبناء، وأب الزوج، وأبناء الزوج، والأخ، وأبناء الأخ، وأبناء الأخت، والعم، والخال، والمحارم من الرضاع، ومن لم يبلغ الحلم من الذكور.
أهمية ارتداء المرأة للحجاب
وفيما يأتي بيان أهمية ارتداء الحجاب:
- طاعة الله والرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
- تطهير قلوب رجال المسلمين ونسائهم من خواطر الشياطين ووسوساتهم، قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).
- إظهار عفّة المسلمة، وإبعاد التهمة عنها.
- حماية المرأة المسلمة من عيون المتربصين وضعفاء الإيمان.
- تقوية الروابط الأسرية وتدعيمها، وحفظ العلاقات الزوجيّة بين رجال المسلمين وزوجاتهم، وبين المرأة المسلمة وأهلها ومحارمها.
وعلى الرغم من أهميّة ارتداء المرأة المسلمة للحجاب الشرعيّ، إلّا أنّ كثيراً من وجهات النظر ظهرت معارضةً لارتداء الحجاب خاصّةً في البلاد الغربيّة والأوروبيّة، كما ظهر بعض المُفكرين العرب الذين قدموا مفاهيم جديدةً للحجاب في الإسلام.