مفهوم التكنولوجيا الخضراء
ما هي التكنولوجيا الخضراء؟
يشمل مصطلح التكنولوجيا الخضراء جميع أنواع التكنولوجيا التي تأخذ بالاعتبار تأثير ما يتم تستخدمه في عملية الإنتاج وما تُقدّمه من منتجات وخدمات على البيئة على المدى القريب والبعيد، بدءًا من تقنيات توليد الطاقة وإنتاج طاقة نظيفة بعيًدا عن استخدام الوقود الأحفوري وصولًا إلى إنتاج منتجات تنظيف غير سامّة، أي أنها تكنولوجيا ومنتجات صديقة للبيئة.
وتُعرَف أيضًا بمصطلح "التكنولوجيا المستدامة"، وهي تكنولوجيا متطورة باستمرار، ومن المتوقع أنّ هذه التكنولوجيا ستجلب الكثير من التغييرات والابتكارات إلى الحياة اليومية، وهي تكنولوجيا حديثة لا يمكن التنبؤ بمفرزاتها في الوقت الحالي، إلّا أنّ من المتوقع أن يكون تأثيرها مشابه لتأثير تكنولوجيا المعلومات وما أحدثته من ثورة وتأثير.
للحكم على التكنولوجيا بأنّها خضراء يجب أن يتوافر فيها عدّة سمات:
- الاستدامة وتعني؛ أن تكون هذه التكنولوجيا قادرة على تلبية الاحتياجات في الوقت الحاضر دون التأثير على مقدّرات الأجيال القادمة وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم.
- القابلية للاستصلاح، أو التدوير وإعادة الاستخدام، وتكون لها دورة حياة متجدّدة.
- المساهمة في التقليل من النفايات وتقليل التلوث.
- المساهمة في تطوير وابتكار بدائل للتقنيات والمواد المضرّة في البيئة والصحة.
- أن تكون ذات جدوى حقيقة والمساهمة بشكل جدّي ملحوظ في حماية البيئة وخلق فرص عمل جديدة.
ما هي أهداف التكنولوجيا الخضراء؟
التكنولوجيا الخضراء مصطلح شامل يصف استخدام التكنولوجيا والعلوم لتقديم منتجات أو خدمات ذات كفاءة تشغيلية عالية وكلفة منخفضة، مع تقليل استهلاك الطاقة والحد من الآثار السلبية على البيئة، وفيما يأتي أهم أهداف التكنولوجيا الخضراء:
- الحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض وحمايتها من خطر النفاذ.
- إعادة تدوير المواد كالورق والبلاستيك والبطاريات وما إلى ذلك.
- إبطاء آثار الاحتباس الحراري بسبب انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- استبدال المواد القابلة للتحلل السريع بالمواد التي تستغرق عملية تحللها في الطبيعة وقت طويل.
- حماية البيئة والهواء والماء واليابسة من التلوث، وإصلاح الأضرار التي لحقت بها في الماضي.
- تقليل استهلاك الوقود والنفايات والطاقة واستبدالها بالطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية.
- جذب المستثمرين والمبالغ الضخمة من رأس المال الاستثماري، بسبب إقبال المستهلكين على شراء المنتجات الصديقة للبيئة وزيادة وعيهم لأهميتها وفائدتها للبيئة.
من أبرز أهداف التكنولوجيا الخضراء الحفاظ على موارد الأرض الطبيعية وديمومتها، والحد من التلوّث البيئي المتمثل في تلوّث الهواء أو الماء أو التربة.
أمثلة على التكنولوجيا الخضراء
تتمثل مبادرة التكنولوجيا الخضراء فيما يأتي:
المباني الخضراء
تتميّز المباني الخضراء بطريقة بناء تُستغل فيه الطاقة الشمسية - وهي طاقة متجددة صديقة للبيئة - بحيث تسمح بدخول ضوء الشمس والاستفادة من الضوء الطبيعي، كما تهتم بطريقة عزل المبنى، ممّا يساهم في تقليل استهلاك الطاقة الصناعية واستبدالها بالطاقة الخضراء.
وهناك توجه للحصول على مواد البناء من النفايات المعاد تدويرها واستخدام مواد غير سامة ومستدامة، وبالتالي فإنّ المباني الخضراء تساهم في تقليل أو إزالة التأثيرات السلبية على البيئة وتخلق تأثيرات إيجابية على الطبيعة، وتُعنى المباني الخضراء كذلك بجودة الهواء داخل المباني والاستخدام الفعال للطاقة والمياه والموارد الأخرى عن طريق استخدام وسائل تكنولوجية حديثة للتحكم بهذه المباني وإدارتها.
إعادة التدوير وإدارة النفايات
تهدف تقنيات إعادة التدوير إلى المساعدة في حل مشكلة النفايات وتأثيرها الضار على البيئة وخصوصًا النفايات البلاستيكية، وتُفرَز النفايات حسب نوعها ليتم إعادة تدوير كل نوع بطريقة مناسبة، كالنفايات العضوية، والنفايات البلاستيكية، والنفايات الإلكترونية، والنفايات المعدنية، وما إلى ذلك، ويمكن أن يكون الناتج من عملية إعادة التدوير منتج جديد من نفس نوع المادة، أو سائل يمكن استخدامه لصنع الغاز الحيوي.
وهناك إعادة تدوير كيميائية للنفايات البلاستيكية الحيوية؛ وهي عملية مبتكرة تستخدم المواد الكيميائية لتكسير النفايات البلاستيكية لمكونات ذات قيمة يمكن استخدامها كوقود أو تحويلها لمنتجات بلاستيكية جديدة، وتعتبر إدارة النفايات الصلبة مسؤولية مشتركة بين الأفراد والشركات، على نطاق المنازل والفنادق والمكاتب، وغيرها، فهي مسؤولية مجتمعية يتشارك في حملها جميع أطياف المجتمع ويجب زيادة الوعي بأهميتها، وهناك تقنيات حديثة تُعنى بإدارة النفايات مثل الحاويات الذكية وأنظمة تتبع نفايات الطعام الآلية، وتقنيات المسح الضوئي الآلي.
تنقية المياه
إعادة تدوير المياه ظاهرة طبيعية تحدث تلقائيًّا في الطبيعة، لكن بسبب الإسراف والإهدار الكبير للمياه هناك مخاوف من عدم كفاية المياه الصالحة للشرب، ولذلك استُحدثت تقنيات جديدة تساعد على تسريع هذه العملية، فغالبية مياه الصرف الصحي تعود مرة أخرى إلى النظام البيئي دون معالجتها أو إعادة استخدامها .
ومن الأمثلة على التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في مجال تنقية المياه؛ الترشيح الغشائي، وخلايا الوقود الميكروبية، وتكنولوجيا النانو، وتطوير العلاجات البيولوجية، وأنظمة المعالجة الطبيعية مثل الأراضي الرطبة، إذ تجعل هذه التقنيات المياه قابلة للشرب، أو يُمكن استخدامها في الرّي، أو تصريفها في البحار والأنهار .
المركبات الخضراء
يُطلق مصطلح المركبات الخضراء على المركبات التي لا يؤثّر استخدامها على البيئة وتُساهم في تقليل الغازات الملوثة في الغلاف الجوي مثل؛ ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، ومركبات الرصاص، وتُعَد السيارات الكهربائية مثالًا على المركبات الخضراء، ويبذل المختصّون في مجال المركبات الخضراء جهودًا حثيثة لإنتاج أنواع من المركبات تستخدم تقنيات حديثة مثل التكنولوجيا اللاسلكية والمجال المغناطيسي .
الخلاصة
التكنولوجيا الخضراء تعني استبدال التقنيات الضارة بالبيئة بتقنيات تساهم في الحد من الآثار السلبية وغير المستدامة للتكنولوجيا، ويدخل في مجالها أيضًا الكيمياء الخضراء، و تساهم التكنولوجيا الخضراء في المحافظة على البيئة وإيجاد البدائل الصديقة للبيئة، و تُقدم الأمل في عكس آثار تغير المناخ والتلوث، وتعد طرق استغلال الطاقة المتجددة من أحد استراتيجيات التكنولوجيا الخضراء ويُطلق عليها أيضًا مصطلح الطاقة الخضراء.
و على الرغم من أنّ سوق التكنولوجيا الخضراء حديث العهد نسبيًا، إلا أنه اكتسب قدرًا كبيرًا من اهتمام المستثمرين بسبب زيادة الوعي بتأثيرات تغير المناخ واستنفاد الموارد الطبيعية، والتوجه المستقبلي سيكون من نصيبها وسيتغير منظور العالم بشأن حماية البيئة، وتنشأ وظائف جديدة ويكون هناك نمو اقتصادي متعلق بالتكنولوجيا الخضراء، ممّا سيعطي الناس إحساسًا بالانسجام والإقبال على مبادرة التكنولوجيا الخضراء.