مفهوم البيت الشعري
القصيدة الشعرية
تتألفُ القصيدةُ الشعريّة من مجموعةٍ من الأبيات المختلفة التي تتشكّلُ معاً لتخرجَ قصيدة متكاملة ومتجانسة ذات معنى، حيثُ توزنُ على البحور العروضيّة التي وضعَها الخليلُ بن أحمد الفراهيديّ، وللبيت الشعريّ مفهومٌ معيّنٌ عند علماءِ اللغة متعارفٌ عليه منذ نشأة اللغة، حيثُ سنتعرّفُ في هذا المقال على تعريفِه، وأنواعه من حيثُ الأجزاء، وبعض ألقابه.
البيت الشعري
يتألفُ البيتُ الشعريّ من مجموعةِ كلمات صحيحة التركيب، وموزونة حسْبَ بحورِ الشعر العربيّ، والتي تُكوِّنُ في حد ذاتها لوحةً موسيقية تقابلُها تفعيلاتٌ معينة، وقد سمّي البيتُ بهذا الاسم تشبيهاً له ببيت الشَّعر؛ لأنّه يشملُ ويضمّ الكلام كما يضم البيتُ أهلَه؛ لذلك فقد سمَّى علماء اللغة مقاطعَهُ أسباباً وأوتاداً؛ تشبيهاً لها بأوتادِ البيوت، والجمع منه هو أبيات. عُرف للبيت الشعري العربي العديدُ من الألقاب منها: اليتيم: وهو البيت الذي ينظمُه الشاعر مفرداً وحيداً، والنُّتْفَة: وهو البيتان ينظمُهما شاعر؛ والقطعة: من بيتيْن إلى ستّةِ أبيات من الشعر، والقصيدة : مجموعة من الأبيات، بحيثُ تكون من سبعة أبيات فأكثر.
أنواع البيت الشعري
وفي ما يلي أنواع البيت الشعري:
- البيت التامّ: والذي استوفى جميع تفعيلاته كما هي في دائرته، وإن أصابها زحافٌ أو علةٌ، كقول الشاعر: رأيتُ بها بدراً على الأرض ماشياً : ولمْ أرَ بدراً قطُّ يمشي على الأرضِ
- البيت المجزوء: وهو الذي حُذفتْ تفعيلاتُ عروضِه وضَرْبه، ويكون واجباً في الأبحر: الهزج، والمضارع، والمتقضب، والمديد، والمجتثّ، ويكون جائزاً في: الخفيف، والرجز، والمتدارك، والمتقارب، كقول الشاعر: أنا ابنُ الجد في العَملِ : وقصْديْ الفوزُ في الأملِ
- البيت المشطور: والذي حُذفَ شطرُه أو مصراعُه، وتكون فيه تفعيلة العَروض هي الضرب، حيثُ يكثرُ في بحر الرجز والسريع، كقول الشاعر: تحيَّةٌ كالوردِ في الأكمامِ :أزْهى من الصحة في الأجسامِ
- البيت المنهوك: والذي حذف ثلثاه وبقي ثلثُه، ويأتي في كلٍّ من بحر الرجز والمنسرح، كقول الشاعر : ياليتني فيها جذعْ : أخُبُّ فيها وأَضعْ
- البيت المدوَّر أو المداخل، والمدمج: والذي يكونُ فيه عَروضُه والتفعيلة الأولى مشتركتين في كلمة واحدة، وغالباً ما يرمز بحرف "م" بين الشطرين ليدل على أنه مدور، كقول الشاعر: وما ظهريْ لباغي الضَّيـْ : ـمِ بالظهرِ الذَّلولِ
- البيت المُخَلَّع: هو ضربٌ من بحر البسيط عندما يكون مجزوءاً، وعندما يكون العروض والضرب مخبونان مقطوعان فتصبح مُسْتَفْعِلُنْ "مُتَفْعِلْ"، كقول الشاعر: مَنْ كنتُ عن بابه غَنِيًّا : فلا أُبالي إذا جفانيْ
- البيت المُقَفَّى: وهو الذي وافقتْ تفعيلةُ عروضِه ضربَه في الوزن والرويّ دون اللجوء إلى تغيير في تفعيلةِ العَروض، كقول الشاعر: السيفُ أصدق أَنباءً من الكتبِ : في حدِّهِ الحدُّ بين الجِدِّ واللَّعِبِ