مفهوم الأمن الغذائي في الإسلام
مفهوم الأمن الغذائي في الإسلام
الأمن الغذائي: هو القدرة على كسب الغذاء الأساسي لدى الشعوب في كل الظروف التي تواجههم، بمعنى أن تتوفر هذه المواد الأساسية الغذائية فعلياً وأن تكون في متناول الجميع اقتصادياً، وبشكلٍ يدلّ دلالة واضحة على أنه باستطاعة الأسرة أن تنتج أو تشتري الأغذية ذات الجودة العالية بكميات تكفيها، وبما يكفل حياة صحية خالية من الأمراض لكل أفراد الأسرة.
والأمن الغذائي لا تستقر البلدان ولا الدول إلا بوجوده، ولا تسكن النفوس ولا تطمئن إلا بتوفره، ولذلك حرّم الشرع الحنيف الاحتكار وخاصة في الظروف القاسية والأزمات عندما يقل الطعام والغذاء والعلاج؛ لما يسببه الاحتكار من تفاقم الخطر الذي يهدّد الشعوب لإخلاله بناحية من نواحي الحياة الضرورية.
ذكر الأمن الغذائي في القرآن الكريم
الأمن الغذائي هو أحد الأمنين الرئيسين الذين يُبنى عليهما الأمن العام الشمولي، حيث بيّن الله -تعالى- ذلك في سورة قريش ، قال -تعالى-: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).
وواجب الدولة أن تؤمّن الحاجات الغذائية لأفرادها، وهذا يعدّ من الضروريات؛ لأن ما يكون دون مستوى الكفاية من الحاجات الغذائية الأساسية يؤدي إلى الجوع ثم الموت لكل أفراد الدولة أو أغلبها.
الأمن الغذائي: ضروريات وحاجيات وتحسينات
الضرورات الغذائية
هي التي يجب أن تتوفر؛ لأن عدم وجودها يسبب الهلاك والموت، وتضم ثلاثة أنواع، وهي كما يأتي:
- الماء.
- اللبن.
- الأنواع الأربعة من الزرع أو أحدها: القمح، والبر، والذرة، والشعير.
الحاجيات الغذائية
هي ما يُدّخر ويُعصر منه، وهي أربعة أنواع:
- البقوليات بأنواعها؛ كالفول، والفاصوليا، والعدس، وغير ذلك.
- الخضروات؛ مثل: الثوم، والبصل، والكراث، وجمع هذا في قوله -تعالى-: (مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ).
- الدُّهن؛ مثل الزيتون.
- السكريات الغذائية؛ مثل التمر والزبيب، فالتمر لما يحتويه من عناصر غذائية متكاملة فإنه يقوم مقام الاحتياجات الأساسية الغذائية، وبعض المواد الغذائية الضرورية الأخرى، ويكون عصيراً مباحاً كذلك ما لم تتغير خواصه ويصبح مسكراً، فعندها يحرم.
التحسينات الغذائية
هي ما يكون في معنى التفكّه، وهي على نوعين:
- الفواكه، ولحوم الأنعام البرية والأسماك، وكل ما يباح أكله من البحر.
- ما قل وجوده من الغذاء؛ فيستخدم للعلاج والغذاء، كالعسل.
والفواكه تتضمن جميع أنواع الفواكه الغذائية ، ويعد توفيرها من الأمن الغذائي؛ ففي حال الأزمات التي تسبب عدم وجود الطعام تكون الفواكه بديلاً قوياً في هذه الظروف والأحوال الطارئة، قال -تعالى-: (لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ)، أي تستعملون الفواكه كغذاء أساسي.
أهداف الأمن الغذائي
إنّ للأمن الغذائي أهدافاً محددة، وهي على النحو الآتي:
- ضمان إنتاج كميات كافية من الغذاء.
- تحقيق قدر كبير من الاستقرار في إنتاج وتزويد الكميات الغذائية.
- كفالة وصول الإمدادت الغذائية الكافية للناس.
مشكلة الأمن الغذائي على مستوى الأسرة
تتعلق أغلب مشكلات الأمن الغذائي على المستوى الأسري بموضوع استطاعة المحتاجين على اكتساب الغذاء، مما يدعو هذه الأسر إلى التوجه نحو المشاريع الإنتاجية مهما كان حجمها.
وإن طبيعة ومدى وأسباب القلق والتوتر المتعلق باضطراب الأمن الغذائي على المستوى الأسري هو الذي يحدد المهام المناسبة لكل دولة حتى تستطيع وضع الخطط والاستراتيجيات ، والتي يتم من خلالها معالجة المشكلات المتعلقة بالأمن الغذائي.