ما الحكمة من تحريم الزنا
الحكمة من تحريم الزنا
حرّم الله -سبحانه وتعالى- الزنا، وعدّه من أعظم الفواحش، ورتّب على فعله عقوبة الحدّ في الدنيا، والإثم العظيم في الآخرة، قال تعالى: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا)، ومدح الله -تعالى- عباده المؤمنين بأوصافٍ عدَّةٍ، منها حفظهم لفروجهم وتركهم للزنا؛ فقال تعالى فيهم: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ).
ولم يحرّم الله -سبحانه وتعالى- شيئًا إلّا لحكمةٍ بالغةٍ وأسبابٍ تستدعي هذا التحريم، وقد تلمّس العلماء الحكمة من وراء تحريم الله -سبحانه وتعالى- للزنا، وفيما يأتي بيانٌ لجملةٍ من حِكم وأسباب تحريم الله -تعالى- له.
حفظ الأنساب ومنع اختلاطها
إنّ من أبرز دواعي تحريم الزنا ؛ ما يسبّبه ويؤدّي إليه من اختلاطٍ للأنساب، وذلك بنسبة أبناء الزنا إلى غير آبائهم الحقيقيّين، ويترتّب على اختلاط الأنساب محاذير شرعيَّةٌ واجتماعيَّةٌ عديدةٌ؛ ومن ذلك ابن الزنا مع غير محارمه، ويشاركهم في الميراث دون حقٍّ؛ فحرّم الزنا حفظًا للأنساب من الاختلاط.
وقاية المجتمع من الفساد الأخلاقي
فقد حرّم الله -سبحانه وتعالى- الزنا؛ لما يسبّبه من فسادٍ أخلاقيّ في المجتمع، بانتشار الرذيلة فيه، وتدمير قيمه، وانتزاع الحياء والمروءة من أفراده، فلا يراعون حرمة الأعراض، كما أنّ انتشار الزنا في مجتمعٍ قد يكون سببًا لانتشار رذائل وفواحش أخرى؛ كالاعتداء على الأنفس بالإيذاء والقتل، وغيرها من المفاسد التي قد يُسوّغ الزنا فعلها وارتكابها؛ إذ إنّ من لا يرعى حرمة الأعراض لن يرعى حرمة ما دونها.
حفظ الأسرة واستقرارها
إنّ عدم تحريم الزنا، وممارسة الأزواج له؛ ستفضي إلى إفساد العلاقة الزوجية، وهدم الأسرة؛ لأنّ دخول أيٍّ من الزوجين في علاقةٍ محرَّمةٍ، سيؤدي إلى عدم استقرار الأسرة، وكثرة نشوب المشاكل والخلافات فيها، وربما أدى ذلك إلى هدم الأسرة وتشتيتها بالطلاق.
الوقاية من الأمراض
إذ إنّ كثيرًا من الأمراض تنتقل نتيجةً للعلاقة المحرّمة؛ حيث تشير دراساتٌ إلى أنّ سبب انتشار عددٍ من الأمراض كالسيلان والزهري والإيدز، وهي أمراضٌ خطيرةٌ قد تؤدّي إلى الوفاة.
صون المرأة وكرامتها
إنّ في تحريم الإسلام للزنا حفظًا للمرأة، وصونًا لكرامتها؛ لأنّ استباحته ستؤدي إلى التعدّي على النساء، وامتهانهنّ، بخلاف علاقة الزواج التي لا تُحلّ العلاقة إلا بعقدٍ صحيحٍ، يحفظ للمرأة حقّها، ويمنع من إيذائها أو ظلمها، أو حرمانها ممّا أعطاها الشرع إيّاه من حقوقٍ؛ كالمهر والنفقة وحسن المعاشرة وغيرها.
الوقاية من الزنا
وضع الشارع الحكيم سُبلًا كثيرةً تقي الأفراد من الوقوع في جريمة الزنا، ومن هذه السبل ما يأتي:
- التزام غض البصر : فقد أمر الشرع المسلمين ذكورًا وإناثًا بغض أبصارهم، وعدم استرسال نظرهم فيما لا يحلّ لهم النظر إليه.
- التزام آداب الاستئذان: فالمسلم مأمورٌ بالاستئذان عند دخوله لبيوت الآخرين وأماكنهم؛ وذلك حتى لا يطّلع على عوراتهم وما لا يحلّ له الاطلاع عليه.
- التزام اللباس الشرعيّ: فقد أمر الشرع المرأة بالتزام اللباس الساتر المحتشم؛ لأنّها أدعى لحفظها من تعدّي الغير عليها.
- عدم الخلوة بالرجال والنساء الأجانب: حيث حرّم الشرع أن تختلي المرأة برجالٍ من غير محارمها، وأن يختلي الرجل بنساءٍ ليسوا من محارمه.