خلق الله تعالى الإنسان بالفطرة السليمة القائمة على حبّ الخير، والفضيلة، ومعرفة الله تعالى، ومع احتكاك الإنسان بالبيئة من حوله، قد تتأثر فطرته، ويكتسب أخلاقًا كثيرةً، وقد تكون هذه الأخلاق المكتسبة سيِّئةً؛ ممّا يؤثّر على سلوك الطفل وخُلقه؛ لذلك فإنّ من واجب الأب والأم تربية أطفالهم على مكارم الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام وأمر بها، وآتيًا بيانٌ لمفهوم الأخلاق، وأهمّيّتها، والأجر العظيم الذي رتبه الله تعالى على التزام الأخلاق الحميدة والتحلّي بها.
مفهوم الأخلاق الحميدة للأطفال
جاء الإسلام ليتمّم مكارم الأخلاق، ويحثّ الإنسان على التزام الخلق القويم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صالِحَ الأَخْلاقِ "؛ فأساس الدين هو الخُلق، وإيمان المرء لا يكتمل دون حُسن خُلقه، وتعرّف الأخلاق الحميدة بأنّها: هي السجايا والطبائع الحسنة التي اعتاد الإنسان عليها، وهي قوَّةٌ راسخةٌ في الإنسان، تدفعه إلى اختيار الخيِّر والحسن، تظهر في سلوكه وأفعاله مع الآخرين.
أهميّة الأخلاق في حياتنا
إنّ للأخلاق الحسنة والتزامها أهميَّةً كبيرةً وأثرًا عظيمًا في حياة الناس، ومن آثاره ما يلي:
- عظّم الإسلام حُسن الخلق، ورتّب لصاحبه أجرًا عظيمًا لمن يتحلّى به؛ إذ إنّ حسن الخلق هو ميزان التفاضل بين الناس، كما أنّه سببٌ لرفعة المنزلة في الجنّة؛ لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لمن ترك المراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيتٍ في وسطِ الجنةِ لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنّةِ لمن حَسُنَ خُلُقُه".
- إنّ الأخلاق أساس نجاح المجتمع؛ فالمجتمع الفاسد أخلاقيًّا تسود فيه الجريمة والخوف والقلق، وقد توعد الله تعالى بإهلاك الأمم الظالمة وأخذهم بالعذاب الشديد.
- تحلي أفراد المجتمع بالخلق الحسن يُسهم في نشر المحبة والسعادة والطمأنينة بين أفراده، ممّا يؤدي إلى فلاح المجتمع والفرد، وزيادة تحضّره ورقيّه.
كيفية اكتساب الأخلاق
يمكن غرس الأخلاق في نفوس الأطفال وحثّهم عليها، وآتيًا ذكرٌ لخطواتٍ ووسائل تعين على ذلك:
- أن يوفّر الأهل للأطفال البيئة الصالحة والحسنة؛ ليتربى أبنائهم على الأخلاق الطيّبة.
- أن يقرأ الأهل السيرة النبويّة الشريفة للأطفال ؛ ليتعرّفوا على صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتحلّوا بصفاته، ويتّخذوه قدوةً في حياتهم؛ فقد كان الرسول أحسن الناس أخلاقًا.
- التذكير بالأجر العظيم الذي رتبه الله تعالى لصاحب الخلق؛ ليحفّزوهم على التزامه، والتذكير كذلك بعواقب سوء الخلق التي تجلب الندم والأسف.
- مصاحبة ومجالسة أصحاب الخير؛ إذ إنّ الفرد يتأثّر بالأشخاص الآخرين من حوله، ويؤثر فيهم.
أمثلة على الأخلاق الحسنة
لقد حثّ الإسلام على اتباع الأخلاق الحسنة، وبيّن الأجر العظيم الذي يترتب على التحلي، والأخلاق الحسنة كثيرةٌ متنوِّعةٌ، وآتيًا ذكرٌ لبعضٍ منها:
- أمر الناس بالمعروف والخير، ونهيهم عن المنكر.
- التعاون على الخير ومساعدة الآخرين.
- الصدق مع الآخرين في القول والفعل.
- العدل بين الناس؛ وذلك بإعطائهم حقوقهم.
- حفظ الأمانة وردّها إلى أصحابها.
- ستر المسلم على أخيه المسلم، وعدم إفشاء أسراره وعيوبه للآخرين.
- الصبر وتحمل المشقات والصعوبات دون تذمرٍ وشكوى.