مفهوم استراتيجية المعالجة الواقعية
مفهوم استراتيجية المعالجة الواقعية
تعرف استراتيجية المعالجة الواقعية (بالإنجليزية: Reality Therapy) بأنها الطريقة المتبعة لعلاج المشكلات الحالية التي تؤثر في الحالة النفسية للشخص بدلًا من التركيز على المشكلات التي مر بها الشخص في الماضي، حيث تساعد استراتيجية المعالجة الواقعية الشخص على تنتمية سلوكيات حل المشكلات التي يواجهها.
تعتمد استراتيجية المعالجة الواقعية بشكل أساسي على فكرة أن الشخص الذي يعاني من ضائقة نفسية يفتقر إلى واحدة أو بعض أو كل الاحتياجات النفسية الأساسية، والتي تشمل؛ القوة، والحب، والحرية، والمرح، وأساسيات البقاء على قيد الحياة، وبالتالي فإن المحاولة على تلبية هذه الاحتياجات هو بالأساس العلاج الواقعي.
استراتيجيات المعالجة الواقعية
يتبع المعالجون الواقعيون 4 استراتيجيات أساسية للوصول إلى المشكلات التي يعاني منها مرضاهم وحلها، وفيما يأتي استراتيجيات المعالجة الواقعية:
عادات العلاقات
عادةً ما تتخد هذه الطريقة لعلاج الأزواج المهتمين بالعلاج الواقعي، حيث إن أي تفاعل يمكن أن يحدث إما اعتمادًا على عادات التواصل أو عادات الانفصال، إذ تشمل العادات المتعلقة بالعلاقات المترابطة؛ الدعم، والتشجيع، والاستماع، بينما تشمل العادات المتعلقة بالعلاقات المنفصلة؛ النقد ، واللوم، والشكوى.
الجودة مقابل العالم الملموس
يمتلك كل شخص عالم جيد في ذهنه يخزن فيه أهدافه وتطلعاته للحياة، كما أن المعالجين الواقعيين ينظرون إلى أنه في حال توافر سلوكيات تلبي حاجة أساسية واحدة فإن الشخص يعد جزءًا من عالم الجودة الملموسة، كما يعتمد العلاج من خلال العالم الملموس على أن جميع الأشياء التي حدثت في الماضي تتوافق مع التجارب الحياتية.
مقارنة المكان
يعتمد العلاج الواقعي على مقارنة المكان لحل المشكلات التي يواجهها الفرد، حيث إن مقارنة المكان هي مقارنة ذهنية لما يرغب به الشخص (عالم الجودة الخاص به) مع ما يمتلكه (عالمه المتصور)، وبالتالي كلما تمكن الفرد من الوصول إلى الاثنين كلما أصبحت حالته أفضل.
علم النفس الخارجي مقابل علم نفس الرقابة الداخلية
يعتمد الأشخاص على المعلومات المتوفرة لديهم لاختيار الأساليب المناسبة لمواجهة المواقف والمشكلات التي تواجههم، بينما يهدف العلاج الواقعي إلى جعل الأفراد ينظرون إلى الخيارات والمعلومات التي أمامهم بشكل أكثر موضوعية لتحديد ما إذا كانت تقربهم من أهدافهم.
مركزيات المعالجة الواقعية
تهدف المعالجة الواقعية إلى جعل الشخص يتمكن من اختيار السلوكيات المناسبة والأكثر فاعلية لحل المشكلات، وفيما يأتي مركزيات المعالجة الواقعية:
السلوك
تعد عملية دراسة سلوك الشخص عنصر مركزي أساسي في المعالجة الواقعية، حيث تقسم المعالجة الواقعية السلوكيات إلى؛ سلوكيات منتظمة منشأة من قبل، وسلوكيات معادة التنظيم وهي السلوكيات الجديدة التي تطور بعد الخضوع للمعالجة الواقعية والتي تكون أكثر فاعلية في إدارة تجارب الحياة والأفعال.
التحكم
تشير المعالجة الواقعية إلى أن الشخص هو المسؤول عن التحكم بنفسه وسلوكياته التي يواجه بها المشكلات، وبالتالي لا تؤثر العوامل الخارجية في الاختيارات الشخصية، حيث يقوم المعالج الواقعي بتعزيز وعي الشخص باختياره للسلوكيات المناسبة للتحكم في النفس.
الأفعال
تعد الأفعال جزء أساسي من السلوكيات العامة للشخص، وبالتالي تركز المعالجة الواقعية على إدارة الأفعال ثم القيام بالإجراءات المناسبة لتغيير السلوكيات، وذلك من خلال تقييم الأفعال الحالية ونسبة نجاحها في تلبية الاحتياجات، ثم إدراك تخطيط جديد لإدارة الأفعال التي تلبي الاحتياجات المفقودة.
الوقت الحالي
تشير المعالجة الواقعية إلى أن السلوكيات والأفعال الصادرة في الوقت الحالي لا تتأثر بالمواقف التي حدثت في الماضي، بينما يعتمد هذه الأسلوب من العلاج على أساس أن السلوك الحالي يحدد اعتمادًا على الاحتياجات غير الملباة في الوقت الحالي.