مفهوم أسطورة شجرة الحياة
مفهوم أسطورة شجرة الحياة
تم استخدام مفهوم شجرة الحياة كشجرة متعددة الفروع توضح فكرة أن كل أشكال الحياة على الأرض مرتبطة بالعلوم والديانات والأساطير، وتسمى أيضًا بالشجرة الكونية أو شجرة العالم، أو مركز العالم. وهي منتشرة في العديد من الأساطير بين مختلف الشعوب السابقة، والتي من خلالها يفهمون حالة الإنسان وتعلقه بالإله والعالم المقدس، وكل هذا مجرد اعتقادات وتصورات تناقلتها الشعوب قديمًا.
أشكال شجرة الحياة
هناك شكلان رئيسيان معروفان لشجرة الحياة:
- الشكل الأول: الشجرة هي المركز الرأسي الذي يربط السماء والأرض معًا؛ ففي التقليد الرأسي، تسمى أحياناً شجرة المعرفة، وتمثل الصلة الحيوية بين عالم الآلهة والعالم البشري، ويتم تنفيذ الموعظات والأحكام في قاعدتها.
- الشكل الثاني: الشجرة هي مصدر الحياة في المركز الأفقي للأرض؛ ففي التقليد الأفقي، تسمى شجرة الحياة، وتُزرع الشجرة في مركز العالم ويحميها حراس خارقون، كما أنها تمثل مصدر الخصوبة ومصدر الحياة وتنحدر منها حياة الإنسان، وثمرتها تمنح الحياة الأبدية.
أجزاء شجرة الحياة ومعانيها
يتم الجمع بين أربعة عناصر في شجرة الحياة وهم: النار، والماء، والهواء، والأرض، والنار هي ضوء الشمس الذي يعطي الطاقة للشجرة. كما تمثل شجرة الحياة أيضًا قدرة كل شخص على التأقلم مع العقبات التي تصطدم به، تماماً كالشجرة التي تعدل نموها وفقًا لكيفية تأثير البيئة عليها. ويوجد لأجزاء شجرة الحياة معنى مشترك من الناحية الرمزية في العديد من المعتقدات، كالآتي:
- أوراق الأشجار: تمثل الأوراق الغذاء من خلال اقترابها من أشعة الشمس وامتصاص الطاقة التي ينتج عنها الشفاء الجسدي والعاطفي والروحي، بالإضافة إلى ذلك، فهي تمثل أيضًا القدرة على الولادة من جديد بعد الظروف القاسية، كما هو الحال بالنسبة للأشجار في الخريف.
- الفروع: من خلال الفروع تمتد الشجرة إلى الخارج وتوفر الطعام، وهي تمثل أساس عيش الشجرة، ويمكن القول إن الفروع تمثل الانفتاح على العالم الإيجابي.
- الجذور: الجذور العميقة لشجرة الحياة هي أصل الجذع الذي يدعم كل الشجرة، وترمز هذه الجذور إلى الارتباط بالأرض والاحترام الكبير لها.
- الفاكهة: الثمرة تمثل الفرح وإمكانية مشاركة الطاقة الإيجابية مع الآخرين، كما ترمز الثمرة للتعلم والنمو.
أسطورة شجرة الحياة عند الحضارات المختلفة
تم سرد العديد من الأساطير حول أشجار الحياة في الفولكلور والخيال في العديد من الثقافات أبرزها:
مصر القديمة
يعود تاريخ شجرة الحياة المصرية على الأقل إلى عام 3150 قبل الميلاد، ووفقًا للأساطير، أنجب آلهة الأرض جب وآلهة السماء نوت، ابنًا اسمه الإله أوزوريس، وأصبح أول حاكم في العالم، بعد ذلك، ولدت آلهة أخرى ست وإيزيس وأصبح ست يشعر بالغيرة من قوة أخيه. لذلك، كان لديه نعش ثم أقام حفلة ودعا الجميع لتجربة التابوت قائلاً إنه سيعطيها كهدية لمن يناسبه بشكل أفضل. وعندما جرب أوزوريس ذلك أغلق ست الغطاء وألقى بالتابوت في النيل، فانجرف التابوت إلى أسفل نهر النيل متجهًا إلى البحر، وفي النهاية وصل ساحل بيبلوس في فينيقيا. وهناك استقر في شجرة عملاقة، وبمرور الوقت نمت الشجرة العظيمة حولها ولفّت التابوت في النهاية.
الصين
في الأساطير الصينية، تم إيجاد منحوتة لشجرة الحياة معها طائر وتنين، حيث يمثل التنين الخلود. وتحكي القصة عن شجرة تنتج خوخًا كل ثلاثة آلاف عام، من يأكل الثمرة ينال الخلود، كان الاكتشاف الأثري لحفرة قرابين وكان يحتوي على ثلاث أشجار برونزية، في القاعدة كان هناك تنين وفاكهة تتدلى من الفروع السفلية، وفي الأعلى كان يوجد مخلوق غريب يشبه الطائر.
شجرة الحياة في القرآن
شجرة الحياة موجودة أيضًا في القرآن الكريم، ويشار إليها باسم شجرة الخلد التي تنمو في جنة عدن، حيث أخبر الله سبحانه وتعالى آدم وحواء أنه لا ينبغي لهم أن يأكلوا فاكهة من شجرة الخلود. ولأنهم أخطؤوا في الأكل من الشجرة، أرسل الله تعالى آدم وحواء إلى الأرض، حيث يجب أن يعيشوا ويتعلموا أن يتوبوا من أخطائهم. لكن الله تعالى يؤكد لهم أنه في الأرض سيكون لهم الهداية، وهكذا فإن شجرة الخلود في القرآن تمثل التوبة والتعلم من الأخطاء ورحمة الله.
اليهودية
إتس حاييم (Etz Chaim)، بالعبرية تعني "شجرة الحياة"، وهو مصطلح شائع في اليهودية، التعبير الموجود في سفر الأمثال، ينطبق مجازيًا على التوراة نفسها، وهو أيضًا اسم شائع للمدارس الدينية والمعابد اليهودية وكذلك لأعمال الأدب الحاخامي، كما تُستخدم أيضًا لوصف كل عمود من الأعمدة الخشبية المُلصقة برق توراة سيفر، وهي مذكورة في سفر التكوين، وغالبًا ما تعتبر متميزة عن شجرة المعرفة التي نزل آدم وحواء بسبب أكلهما فاكهة منها وطُردوا من جنة عدن .