مفهموم رأس المال الوهمي
رأس المال الوهمي
يعتبر مفهوم رأس المال الوهمي نقدا للاقتصاد السياسي استخدمه كارل ماركس، وهو متناقض مع مفهوم رأس المال الحقيقي والذي يقصد به رأس المال الذي يتم استثماره في وسائل إنتاج حقيقية وأجورا للعمال.
أما يقصد بالوهمي فهو المال غير الملموس من أسهم وأوراق مالية وودائع في البنك، أما ديفيد هارفي فيعرف المال الوهمي على أنه رسملة لملكية العقارات وهي ملكية حقيقية من الناحية القانونية والأرباح أيضا حقيقية.
لكن رأس المال المعني هو وهمي؛ هو المال الذي يتم طرحه للتداول كرسمال بدون أي أساس مادي في السلع أو النشاط الإنتاجي، أي راس المال الوهمي هو قيمة على شكل ائتمان وأسهم وديون ومضاربة وأشكال مختلفة من النقود الورقية التي يمكن تحققها على شكل سلع.
يعتبر النقد وسيلة دفع نشأ عن تداول السلع البسيط وتنشأ مع هذه العملية علاقة الدائن والمدين بين التجار والمنتجين، مع التطور في التجارة أنماط الإنتاج الرأسمالي يتوسع نظام الائتمان ويتطور، والنقد حاليا يقوم بوسيلة الدفع بمعنى أن السلعة لا تباع مقابل النقد بل بموجب تعهد خطي بالدفع لأجل معين مثل الكمبيالات، وتعتبر الكمبيالات وسيلة لدفع حتى يوم استحقاقها.
وكتب ماركس في كتابه رأس المال النقدي ورأس المال الفعلي حتى لو افترضنا أن شكل الذي يوجد فيه رأسمال الإقراض (loan capital) هو النقد الفعلي حصراً الذهب أو الفضة أي السلعتين اللتين تخدم مادتهما كمقياس للقيمة فإن جزء كبيراً من رأس المال النقدي يكون في هذه الحالة وهمياً بالضرورة أي مجرد صك تملٌك قيمة نوعاً من النقود الورقية .
تحليل كارل ماركس لرأس المال الوهمي
قارن ماركس بين رأس المال الوهمي والحقيقي، وعبر عن المال الوهمي بأنه قابل للتداول كراس مال بلا قاعدة مادية منتجة أي هو ادعاء ورقي بالثروة، واكتشاف مفهوم المال الوهمي لماركس يعتبر مفهوم عميق بالرغم من بساطته.
وأي مال مستثمر بعمليات إنتاج حقيقية يعتبر رأس مال حقيقي ويعتبر وهمي إن كان هذا المال غير مرتبط بعملية إنتاج حقيقية. وفي حالة الأشكال مثل البورصة والشركات المساهمة والتداول تعتبر أموالا وهمية، وهي ظهرت بقوة في النصف الثاني من القرن 19.
الأزمات المالية ومفهوم المال الوهمي
في حكايات الأطفال الذهب أو الأموال السحرية سرعان ما تنهار لتصبح غبار لا قيمة له وبشكل عام الثروات غير مستقرة وقد تتلاشى بسرعة كما يتم اكتسابها، كان هذا الحال في المضاربين في الأزمة العالمية عام 2007-2008 كان الضحايا الرئيسيين هم الطبقة العاملة ممن فقدوا مدخراتهم ووظائفهم وأحيانا حياتهم.
لم تكن هذه الأزمة نوعا من الانحراف بل أشار ماركس إلى أن الأزمات هي مستوطنة للرأسمالية وتنطوي على مفهوم رأس المال الوهمي وهي مجموعة فرعية من رأس المال المركزي، فالمال لمعظم الناس هو مال فعلي بمعنى المال في البنك هو ضروري للبقاء واستثماره لكسب المزيد من المال ومعظم الناس لا يمتلكون الكثير منها وما يفعلونه لا يكسبهم فائدة كثيرة.