معوقات العمل الجماعي
ما هي معوقات العمل الجماعي؟
يُقال أن 86% من الموظفين يعتقدون أن سبب فشل البيئة الوظيفية هو انعدام التواصل الفعّال أو عدم وجود التعاون الكافي بين أعضاء الفريق وهو ما يقلل من سرعة الوصول للأهداف الخاصة بالشركة، وفي الحقيقة يوجد العديد من المعوقات التي قد تعيق العمل ضمن فريق والتي تؤثر سلبًا على البيئة التي يتواجد بها الأفراد ومن أهمها ما يأتي:
قلة الاحترام والثقة
يظهر انعدام الثقة والاحترام بين أعضاء الفريق من خلال عدم تقبل الآخر وعدم تقبل وجهة نظره أو اقتراحه، الأمر الذي قد يعود إلى الاختلافات الشخصية بين الأفراد أو الاختلافات الثقافية والعرقية وغيرها، الأمر الذي يجعل الآخر غير متقبل على الناحية الشخصية عند البعض، مما قد يؤدي إلى حصول ارتباك في العلاقات بين أعضاء الفريق الواحد وهو ما قد يؤخر الوصول لهدف العمل الجماعي.
اقتراح:
يمكن للقائد في فريق العمل الجماعي أن يخلق جوًا من العمل المشترك أو أنشطة تساهم في دمج الأفراد مع بعضهم البعض ليصلوا في مرحلة ما إلى نوع من التقبل والثقة وبالتالي الاحترام، كما أن تعزيز مفهوم التكامل في المهام أمر مهم.
القيادة الضعيفة
وجود القيادة الضعيفة وغير الفعالة هي أكثر ما يمكنه بعثرة الفريق؛ لأن عدم وجود من يقود عملية التخطيط ومتابعة الأهداف على الوجه الصحيح هو ما يجعل الفريق مفتقرًا للتواصل والثقة وانعدام الشغف لتحقيق الأهداف، إضافة إلى أن كل فرد في الفريق يحتاج أن يفهم مهامه بشكل جيد، وأن يتم تقييمه وتقييم أدائه ضمن الفريق ونصيحته بتوضيح أخطائه وكيفية تطويرها، لذا افتقار العمل الجماعي للقائد الناجح سيضعفه بالطبع.
اقتراح:
حين يلاحظ القائد وجود ارتباك واضح في تنفيذ المهام وفي التواصل بين فريقه فإن عليه أخذ الحيطة والحذر من أن تكون طريقته في الإدارة هي المشكلة وهنا يكمن دوره في تعزيز دوره كقائد من خلال تتبع الثغرات وحلها ومحاولة البحث عن طرق لتحسين العمل الجماعي لدى فريقه إضافة إلى التركيز على تطوير مهاراتهم التي يحتاجها العمل لأن تحقيق الهدف هو ما يخلق روح التحفيز والشغف من جديد.
عدم تحديد الأهداف بشكل واضح
وفقًا لما تم نشره في مقال لهارفارد بيزنيس ريفيو والمبني على أ[حاث بهنام تبريزي فإنّ 75"% من الفرق متعددة الوظائف معطلة"، وهو ما يعني أن تعدد المهام وعدم تحديد الأهداف وترتيبها بشكل واضح ومتسلسل بشكل واضح للفريق هو ما يجعل معدل النجاح بطيئًا مقارنة بالذين يعملون لأجل أهداف واضحة.
اقتراح:
هنا يأتي دور الإدارة في تحديد الأهداف طويلة المدى ثم تحديد الأولويات والأهداف الواجب تحقيقها في الفترة القادمة، مع الأخذ بعين الاعتبار كل ما يلزم من أدوات واجتماعات وكلمات تحفيزية تجعل الفريق يشعر أن جزء من كلّ وأنه يرغب حقًا بالوصول للهدف.
انعدام التواصل الفعّال
يعد انعدام التواصل الفعال بين أعضاء الفريق الواحد من أكثر العوامل المؤثرة على التعاون بين الفريق وبالتالي عدم وضوح التوقعات والأهداف وحتى المهام المطلوبة من كل فرد يعمل ضمن الفريق، وإن المفتاح الأساسي في التواصل هو الإنصات وليس الاستماع، أي أن يستمع الفرد للآخر بفعالية، دون أن يطلق الأحكام أو يسقط رأيه على الفكرة أو الاقتراح أو حتى النتائج، أن يحاول أن يفهم الآخر ويتقبله ويفكر معه لا ضده.
نصيحة:
تقع مسؤولية الاستماع الفعال على أعضاء الفريق أنفسهم، فعلى كل فرد أن يقيّم نفسه وأن يعرف ثغراته وأن يعمل جاهدًا على صقل مهارة الاستماع لديه مع تطوير المهارات الشخصية في تقبل واحترام الآخر حتى تطوير أسلوب التواصل معه.
حجم الفريق الكبير
يظنّ الكثيرون أن الفريق الأكبر هو الأفضل لاحتوائه على العقول والمهارات والتجارب المختلفة، إلا أنّ هذه الفكرة غير دقيقة تمامًا؛ لأن كل فرد في الفريق يحتاج إلى معرفه دوره وفهم المهام المسندة إليه على وجه التحديد، هذا إضافة إلى التواجد ضمن علاقات صحية وواضحة مع أعضاء فريقه، وهو ما ينجح فيه فريق مكون من 3 إلى 6 محترفين أكثر من فريق يتكون من 20 مثلًا.
اقتراح:
متابعة فريق ذو عدد كبير يصنع مشكلة كبيرة في عملية الإدارة الفعالة، لذا يمكن تقسيم الفريق الكبير إلى فرق أصغر وترأيس قائد على كل فريق بهدف متابعة المهام وتوضيحها والاستماع للموظفين عن قرب.
احتكار المعلومات في العمل
من أكثر المشكلات التي يمكن أن تواجه العمل الجماعي هي فكرة احتكار المعلومات المهم مشاركتها في العمل فقط لأن البعض يرون أن الاحتفاظ ببعض المعلومات يجعلهم يمتلكون ميزة فريدة عن غيرهم، إلا أن هذه الأنانية الفردية تنعكس سلبًا في الحقيقة على مصلحة الفريق والمؤسسة.
اقتراح:
تكمن مهمة القائد في تعزيز فكرة مشاركة المعلومات أحيانًا، وتحديد المعلومات التي يجب مشاركتها مع بقية الفريق أو الأفرقة الأخرى في كثير من أحيان، كما يمكن ابتكار طريقة أو البحث عن أداة تمكن الجميع من الوصول إلى المعلومات في أي وقت، مما يجعل المعلومات متاحة للجميع بشكل متساوي، مع أهمية اتخاذ إجراء مناسب مع المحتكرين عن سبق إصرار وترصد للزملاء.
الافتقار لمهارات حلّ النزاع
في كل بيئة عمل لا بدّ من وجود مشكلات ضمن بيئة العمل، والتي تحتاج بالطبع للإدارة الصحيحة كي لا تؤثر على العمل والوصول إلى الأهداف المرجوّة، لذا فإن انعدام مهارة حلّ النزاع هو ما يجعل الأمور تتصاعد وتوصل الفريق إلى نقطة قد لا يمكنه الرجوع منها.
اقتراح:
عادةً ما تكون مهارة حلّ النزاعات خاصة بقسم الموارد البشرية ، ولكن قد يكون الفريق ناشئًا وهنا يمكن تدريبهم على مهارات التغلب على مشكلات العمل من خلال ورش عمل التطوير المهني.