نشأة علم الإدارة العامة
نشأة علم الإدارة العامة
تظهر أبسط صور الإدارة في الأسرة بحُكم الروابط التي تربط بين أفرادها، بحيث تبرز الكثير من العمليات الإدارية فيها كتقسيم العمل، التخصص، توزيع الأدوار، القيادة، التشاور، الضبط.
وقد أكد مارشل ديموك في كتابه (تاريخ الإدارة العامة)؛ بأن الإدارة قديمة قدم الحضارات الإنسانية، اهتمت الحضارات المصرية القديمة، والإغريقية والصينية في هذا العِلم، وذلك باعتبار الإدارة العنصر الرئيسي الموجه في كافة شؤون حياة الإنسان.
وقد بدأ علم الإدارة العامة بالظهور كعلم له استقلاليته مع خمسينيات القرن العشرين؛ وذلك لتوجه السياسات العامة الاقتصادية الليبرالية نحو تدخل الإدارة الحكومية في الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية، كما أسهم تبني دول العالم الثالث المستقلة حديثاً في ذلك الوقت؛ لسياسات عامة اقتصادية اجتماعية للقيام بالتنمية، وبالتالي ظهور أول نماذج علم الإدارة العامة، وهو نموذج إدارة التنمية.
ولظهور هذا العلم تسلسل تاريخي بدأ مع بدايات الحضارات، فكان المجتمع المصري الفرعوني على جانب كبير من التنظيم الهرمي، والذي هو رمز التنظيم الإداري، ففي قمة الهرم كان فرعون ملك مصر، وتحت القمة في تسلسل تنازلي النبلاء، ثم كبار موظفي الدولة، ثم الكتاب والحرفيين، ثم العمال غير المهرة، ثم الفلاحين، أما الصين القديمة فقد عرفت أقدم نظام في التاريخ لشغل الوظائف العامة.
وأما بالنسبة الحضارات الغربية؛ فكان لعلماء الإدارة في غرب أوروبا وأمريكا دور في تنشيط الفكر الإداري، وظهرت الإدارة كعلم في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فوضع العالم ماكس فيبر نظريته البيروقراطية في صورتها المثالية.
ومن ثم جاءت دراسات العالم الأمريكي فرديك تايلور عن الإدارة العلمية، ومن ثم ظهرت دراسات العالم الفرنسي هنري فايول، ومن ثم ظهرت دراسات عُرفت بالمدرسة السلوكية.
نشأة وتطور علم الإدارة
الفترة ما قبل الميلاد
فترة حضارات ما قبل الميلاد عديدة، وهي كما يأتي:
- الحضارة السومرية
عثر الباحثون على وثائق مكتوبة تعود لهذه الحضارة، تضمنت أن أهل سومر قد مارسوا لوناً من الرقابة الإدارية، من خلال نظام المعابد والكهنة.
- الحضارة المصرية
أقام المصريون القدامى شكلاً من أشكال الحكم المركزي؛ حيث قُسّمت الدولة لمناصب عدة، منها: حاكم مسؤول أمام فرعون، ومفوض منه بسلطات للإدارة.
- الحضارة البابلية
استعمل البابليون في عهد نبوخذ نصر الرقابة الإدارية على الإنتاج.
- الحضارة الصينية
تدل الوثائق التاريخية أن الصينيين على علم ببعض المبادئ الإدارية ، فتم استخدام دستور تشاو كدليل إداري للجميع، وكان هناك ثمانية قواعد يحكم بها رئيس الوزراء، وأكد فيريل هيري أن الحضارة الصينية ابتدعت أقدم نظام في التاريخ؛ لشغل الوظائف العامة على أساس عقد الاختبارات، واختيار الأصلح من المتقدمين؛ وبهذا يتضح أن الصينيين عرفوا بعض مبادئ الإدارة في مجال التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والرقابة.
- الحضارة الإغريقية
لقد عرف الإغريق مبادئ الإدارة فيما كتبه أكسينفون عن فكرة الكلية في الإدارة والتخصص؛ فقد دل على أن الإدارة فن مستقل.
- الحضارة الهندية
عرفوا أهمية وضوح التعليمات وأدركوا أهمية كفاءة الفرد والعلاقات الإنسانية، وترتيب موقع العمل وتداول الأدوات، وكلية الإدارة والتنظيم العسكري، والرقابة والتخطيط.
فترة ما بعد الميلاد
فترة حضارات ما بعد الميلاد، وهي تتضمن ما يأتي:
- الحضارة الرومانية
اشتهر الرومان بالفكر التنظيمي الجيد، وخاصة في مجال التنظيم الإداري ، فاعتمد الرومان في عهد الامبراطور ديوكلتيان على اللامركزية في الحكم.
- الحضارة الإسلامية
كان التنظيم الإداري يقوم على أساس التدرج الرئاسي، وتقسيم العمل، والتخصص في مجال الإدارة الحكومية، حيث مارس الخلفاء نظام مبدأ اللامركزية الإدارية وتفويض السلطة، واشتهرت الدولة الإسلامية بنظام الشورى (الديمقراطية) في الإدارة والحكم.
فترة التاريخ المعاصر
تنقسم هذه الفترة لعدة فترات، وهي الفترة من أواخر القرن التاسع عشر وحتى الآن، وهنا نستعرض الفكر الإداري، من حيث الفترة الزمنية على النحو الآتي:
- نظرية البيروقراطية، ويبر (1864م-1920م).
- نظرية الإدارة العلمية، تايلور (1890م-1925م).
- نظرية الإدارة فايول (1914م-1950م).
- نظرية العلاقات الإنسانية، ماجو (1920م-1950م).
- فترة ترابط الإدارة العلمية والبيروقراطية.
- نظرية العملية الإدارة، (1950م-1970م).
- المدخل السلوكي، هومانز (1950م-1960م).
- نظرية بحوث العمليات (1950م-الآن).
- نظرية اتخاذ القرارات، سايمون (1950م-الآن).
- نظرية الإدارة والمقارنة فارمر (1960م-1980م).
- نظرية المنظمة (1950م-الآن).
- نظرية سلوك تنظيمي (1960م-الآن).
- نظرية مدخل النظم (1965م-الآن).
- نظرية التنظيم التكنولوجيا، ورورد (1965م-الآن).
- نظرية الإدارة الموقفية (1970م-الآن).
أسباب ظهور علم الإدارة
لظهور علم الإدارة وتطوره أسباب عديدة، منها:
- التطور التكنولوجي.
- الثورة الصناعية.
- زيادة مجال النشاطات البشرية.
- الاتجاه نحو التخصص والتنوع في المجتمعات الحديثة.
أهمية الإدارة العامة في الدولة
تعد الإدارة العامة مهمة جداً في مجال الأعمال، وذلك بناء على ما يأتي:
- تعمل على دعم الدولة.
- تساهم في تحقيق سياسة الدولة.
- تساعد على تقديم خدمات مختلفة للمواطنين بوقت قليل، وتكلفة مسموح بها وجودة عالية.