معوقات إدارة المعرفة
إدارة المعرفة
تُعتبَر إدارة المعرفة مفهوماً حديثاً، واتِّجاهاً فِكريّاً جديداً نشأ؛ نتيجة الانفجار المعرفيّ، والتطوُّر التكنولوجيّ، ممّا أظهر الحاجة إلى الاهتمام بالمحافظة على المعلومات، والمعارف، وتخزينها؛ للاستفادة منها عن طريق إعادة إنتاجها، واسترجاعها؛ حيث إنّ المعرفة تُعَدُّ مُتطلَّباً أساسيّاً في العمليّة الإداريّة. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من التعريفات التي تناولت إدارة المعرفة بالبحث، وفي ما يأتي بيانٌ لأبرزها:
- عرَّفتها (إدارة المعارف في منظومة الأُمَم المُتَّحِدة) على أنّها: "عمليّات مَنهجيّة، أو مجموعة مُمارَسات تستخدمُها المُؤسَّسات في تحديد، وتسجيل، وتخزين، وإنشاء، وتأوين، وتمثيل، وتوزيع المعارف؛ لأغراض الاستخدام، والتوعية، والـتعلُّم في سائر أجزاء المُؤسَّسة".
- يُعرِّفها (نادي الإعلام الآليّ لكُبرَيات المُؤسَّسات الفرنسيّة) والذي يُعرَف اختصاراً ب(CIGREF) على أنّها: "مجموعة مـن الطُّرُق التنظيميّة، والتكنولوجيّة التي تهدفُ إلى إنشاء، وجَمع، وتنظيم ، وتخزين، وتقاسم، واستغلال، وتحويل المعرفة في المُؤسَّسة إلى معر فة مُجسَّدة، من خلال الوثائق الداخليّة، والخارجيّة، وكذلك من خلال الرأسمال الفكريّ، والتجربة الموجودة لدى المُتعاوِنين، والخُبراء في المَيدان".
- عرَّفها (سكايوم) على أنّها: "الإدارة النظاميّة، والواضحة للمعرفة، والعمليّات المُرتبطة بها، والخاصّة باستحداثها، وتحديد مكانها، وجمعها، والحصول عليها، وتنظيمها، ونشرها، واستخدامها، والتعلُّم من خلالها، وتطبيقها، واستغلالها، وحمايتها، وأخيراً تقييمها، وهي تتطلَّب تحويل المعرفة الشخصيّة إلى معرفة مُتداوَلة يمكن التشارُك فيها بشكل جَليّ من خلال المُنظَّمة".
ومن خلال ما سبق يمكن استنتاج أنّ إدارة المعرفة تعني: مجموعة من العمليّات التي تتعلَّق بتشخيص المعرفة، وإنتاجها، وتخزينها، ومشاركتها، وتطبيقها؛ بهدف تحقيق الأهداف التي تسعى المُؤسَّسة إلى تحقيقها من خلال استغلال المعلومات، والقدرات، والخبرات الموجودة لديها، وتوجيهها على النحو الأمثل.
مُعوِّقات إدارة المعرفة
أجرت العديد من المُنظَّمات عدّة دراسات حول التحدّيات التي تُواجه عمليّات إدارة المعرفة بشكل يحول دون تحوُّلها إلى مُنظَّمات معرفيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التحدّيات، والمُعوِّقات لها ارتباطات بالعوامل الشخصيّة، والثقافيّة ، والتنظيميّة للعاملين، ومن أبرز هذه المُعوِّقات، والتحدّيات ما يأتي:
- غياب الكادر المُؤهَّل؛ لأداء مهامّ، ووظائف إدارة المعرفة.
- عدم التشجيع من قِبَل ثقافة المُنظَّمة على المشاركة في عمليّات المعرفة.
- عدم الإدراك الكافي لفوائد إدارة المعرفة، ومفهومها، وعمليّاتها.
- الخوف من امتلاك الآخرين للمعرفة ذاتها التي يمتلكها أصحاب المعرفة .
- سيادة المركزيّة الإداريّة التي تُعرقل عمليّة تبادل المعرفة، ونَقلها.
- الشعور بأنّ إشراك الآخرين في المعرفة أمرٌ لا يؤدّي إلى تحقيق المنفعة، والمصلحة.
- شعور العاملين بالتهديد، أو المنافسة، أو عدم الشعور بقيمتهم، ممّا يؤدّي إلى اكتناز المعرفة باعتبارها مصدراً لقوّتهم.
- عدم وجود المعايير الضروريّة؛ لقياس أداء العاملين على المُستوَيين: الجماعيّ، والفرديّ.
- ضعف المهارات الموجودة لدى القيادات الإداريّة.
- عدم توفُّر أهداف ، ورؤية، وغايات مُحدَّدة، وواضحة.
- انعدام الوقت الكافي الذي يساعد العاملين في الحصول على المعرفة، ونشرها، وتعلُّمها.
- غياب التدريب اللازم لإدارة المعرفة، أو ضعفه.
- عدم توفُّر القيادة العُليا التي تدعمُ عمليّات إدارة المعرفة.
- غياب التكامل بين تعزيز التعلُّم التنظيميّ، ونشاطات المُنظَّمة ذات العلاقة بعمليّات إدارة المعرفة.
- انعدام البُنية التحتيّة الملائمة.
- الخوف من تعرُّض المُنظَّمة للضرر؛ نتيجة تبادل المعرفة الخاطئة.
- ضعف توثيق المعرفة.
- انعدام الواقعيّة في الترويج لنظام إدارة المعرفة، كالترويج للإمكانيّات، والقدرات غير الواقعيّة، ممّا قد يؤدّي إلى التسبُّب في الإحباطات المُتكرِّرة.
- التركيز على الفُرَص التسويقيّة ، ممّا يؤدّي إلى تحقيق ميزة تنافُسيّة محدودة، وبشكل أقلّ من الواقع.
- الاهتمام بالاتِّصال التكنولوجيّ بدلاً من التواصل البشريّ.
أهمّية إدارة المعرفة
تتمثّل أهمّية إدارة المعرفة من خلال عدّة نقاط، من أبرزها:
- التطوُّر في بيئة الأعمال ، ممّا يفرضُ على المُنظَّمات ضرورة التميُّز بقدرات جديدة، كالمقدرة على التكيُّف، والإبداع، وضرورة البُعد عن الأسلوب التقليديّ الذي يركِّز على الفعاليّة، الأمر الذي يتطلَّب وجود خطّة متكاملة لدى المُنظَّمة؛ لإدارة المعرفة.
- تزايد حجم المعلومات التي تنتج في أيّ مجال.
- التطوُّر المُتنامي للتقنية، ممّا ينتجُ تغيُّراً في المفاهيم، وتأثيراً في الكُلفة، حيث يمكن أن يكون هذا الأمر سلبيّاً في حال الافتقار للمعرفة، أو تضييعها، وإيجابيّاً من ناحية أخرى في حال امتلاكها، وتوظيفها على النحو الأمثل.
- تحديد هويّة رأس المال الفكريّ، من حيث الشُّهرة، وبراءات الاختراع ، والعلامات التجاريّة.
- مناهج التنظيم التي يجري تعلُّمها.
- الحجم الهائل للمعلومات التي يتمّ الحصول عليها خلال أجزاء من الثانية.
- الربط بين المعلومات، والخبرات ، والمعارف كلّها، ممّا يساعد على تنمية، وتطوير المُنظّمة.
- إدخال تقنيات جديدة للاتِّصالات، والمعلومات؛ بهدف تشجيع التعاون.
- زيادة صعوبة الاستفادة من المعلومات.
- الرَّصد التنافُسيّ، والقياس المُقارن.
- إعادة تكوين الكفاءات الحيويّة.
- تنمية مراكز الكفاءات، وتطويرها.
عمليّات إدارة المعرفة وأبعادها
ترتبط عمليّات إدارة المعرفة ببعضها داخليّا، بحيث تتضمّن أربعة أنشطة، وهي:
- تحديد المعرفة: حيث تُعتبَر هذه العمليّة أهمّ العمليّات في المُنظَّمة، وهي تتمثَّل باختبار البيانات الموجودة في مستودَعات المعرفة الموجودة لديها، علماً بأنّه يمكن إنجاز ذلك بمساعدة برامج الحاسوب .
- الاكتساب بالمعرفة: وهو الترابُط بين المعلومات، مثل جهود المُنظَّمة في تجهيز الوثائق الضروريّة للخُطّة.
- المشاركة في المعرفة: أي المشاركة في المعلومات، مثل: شبكة الإنترنت الداخليّة للمُنظَّمة، وقوائم البيانات اللازمة، والرسائل الإلكترونيّة ، وما إلى ذلك من أمور.
- خزن المعرفة: حيث يتمّ ذلك؛ بهدف المحافظة على المعرفة، وتوثيقها، من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لتأسيس المُنظَّمة، وتزويدها بالخبرات، والمعارف، وبناء أنظمة إدارة المعرفة، وتنظيم الأعمال المهمّة، بالإضافة إلى استخدام أسلوب التخزين في الوسط البيئيّ المُركَّب، علماً بأنّ مسؤوليّة قواعد المعرفة في المُنظَّمة تتمثّل في تجميع المعرفة، والمشاركة فيها، وتخزينها أيضاً.