قصة سورة يس
قصة سورة يس
اشتملت سورة يس على قصة أصحاب القرية، واستمر ذكر القصة من الآية 13 إلى الآية 30، ثم استمر التعليق على القصة والتنبيه على الدروس المستفادة منها، قال -تعالى-: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ* إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ).
(قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ* قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ* وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ* قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ* قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ).
قصة أصحاب القرية
تفصيل قصة أصحاب القرية ما يأتي:
- ابتدأت القصة عند أصحاب القرية، والقرية هي مدينة تسمى أنطاكية وكان بها ملك يُقالُ له: أنطخيس بنُ أنطخيس كان يعبد الأصنام.
- بعث الله -تعالى- إليه وإلى قومه اثنين من الرسل قيل إنَّ أسماءَهم شمعون ويوحَنَّا.
- بادر أهل القرية الرسل بالتكذيب، وقد شدَّ الله -تعالى- أزرهم بنبي ثالث وقيل إنَّ اسمه بولص.
- أخذ الرُسُل الثلاثة ينذرون قومهم ويدعونهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده وتركهم الشرك ، وأخذوا يعرضون لهم الحجج والبراهين على صدقهم.
- كان موقف أصحاب القرية إلا أن قالوا: "كيف يرسل الله تعالى بشراً؟ وكان يجب أن تأتينا رسلٌ من الملائكة".
- ردَّ الرسل عليهم بأنَّ الله -تعالى- يعلم أنّا رسلٌ إليكم، وسيظهرنا عليكم ويقهركم، ونحن لسنا مأمورين إلا بإقامة الحجة عليكم ببلاغكم وإنذاركم.
- كانت حجج المعارضين لأمر الله -تعالى- قد نفدت فما كان من المكذبين المعاندين لرسل إلا أن قالوا: "إنَّا لم نر على وجوهكم خيراً في معيشتنا، وإن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم"، وقيل إنهم قالوا: "لم يدخل مثلكم قرية إلا عُذِّبَ أهلها". ولم يقتصر المعاندون على هذا الكلام، بل بادروا بالتهديد بالضرب والشتم وبالعذاب الأليم.
- ظنَّ المعاندون لأمر الله -تعالى- أنَّهم بهذا سيخيفوا الرسل، أو يردوهم عن أمر الله -تعالى-، ولكن هيهات هيهات كيف لهم أن يطفئوا نور الله، أو أن يخمدوا العزم في قلوب أنبيائه الذين بادروهم بقولهم: "إن تَطيُّركم منا مردود عليكم فأنتم أهل الإسراف والتكذيب".
قصة الرجل الذي يسعى مع القوم المعاندين
ورد أنَّ الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى اسمه حبيب النجار، فرأى حبيب عناد قومه وتكذيبهم وتهديدهم للرسل، ولما همَّ قومه بقتل الرسل، إذ به يجيء من أقصى المدينة يسعى ينادي قومه شفقة عليهم وخوفاً من أن يمسهم عذاب الله -تعالى-: "اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يطلب منكم مالاً ليبلغكم رسالة ربكم، وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده".
حاول حبيب مع قومه محاولة أخيرة، وكان رجلاً مريضاً بالجذام وكان صالحاً، وقيل إنَّه كان يتصدق بنصف عمله كل يوم، ولكنَّهم أبوا وعاندوا ووثبوا عليه وثبة رجلٍ واحد فقتلوه، فلما قتلوه غفر الله له وأدخله الجنة .
لم يكن من شفقة حبيب إلا أن تمنى أن يرى قومه ما حصل له من النعيم، فيؤمنوا ويحصل لهم مثل الذي حصل له، ولكن الله -عز وجل- عاجلهم بالعقوبة فأهلكهم بعد قتلهم حبيباً، فأرسل الله جبريل وصاح بهم صيحة، فانقلبوا هالكين خاسرين.
سورة يس
سورة "يس" سورة مكية ، عدد آياتها (83) آية، نزلت في الفترة المتوسطة من حياة المسلمين في مكة، أي فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، نزلت بعد سورة الجن. سميت السورة سورة "يس" لافتتاحها بهذه الأحرف المتقطعة، وتسمى أيضاً بسورة "حبيب النجار" لاشتمالها على قصته.
ونجمل مقاصد السورة التي ذكرها الفيروزآبادي وهي كالآتي:
- تأكيد أمر القرآن ورسالة الإسلام.
- إقامة الحجة على أهل الضلالة.
- ضرب المثل بأهل قرية أنطاكية.
- ذكر قصة حبيب النجار.
- بيان البراهين في إحياء الأرض الميتة.
- بيان البراهين في إبداء الليل والنهار، وسير الكواكب، ودوران الأفلاك، وجري الجواري المنشآت في البحار.
- ذلة الكفار عند الموت، وحيرتهم ساعة البعث .
- سعادة المؤمنين المطيعين وشغلهم في الجنة.
- تميز المؤمن من الكافر في القيامة.
- شهادة الجوارح على أهل المعاصي بمعاصيهم.
- المنة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصيانته من الشعر ونظمه.
- نفاذ أمر الحق في كن فيكون.
- كمال ملك ذي الجلال على كل حال.