معنى اليقين
اليقين لغة: هي العلم الجازم الذي لا يحتوي على التردد، ويقصد به أيضاً الاستقرار، واليقين اصطلاحاً: هو الإيمان الكامل -على اعتبار الصبر نصف الإيمان- مع العمل بما آمن به الفرد، دون وجود أدنى شك مصاحب لهذا الإيمان، وهو شعبةٌ من شعب الإيمان الحق.
وهو من صفات أهل العلم والإيمان بالله -تعالى-، وقد أوصى الله نبيه الكريم بالحفاظ على تأدية العبادات والنوافل، حتى يصل إلى مرحلة اليقين بوجود الله، والإيمان بالإسلام، وهذه إحدى توصيات الرسول الكريم للصحابة ومن بعدهم، فالقيام بالفروض والعبادات وما أوجبه الله على عباده يوصل إلى مرحلة اليقين، الذي هو الإيمان الخالص.
مراتب اليقين
ولليقين درجات كلما تطور العبد في عباداته وعلمه، انتقل إلى درجةٍ أفضل في اليقين، ومن هذه الدرجات:
- علم اليقين: هو العلم والمعرفة بالشيء دون شك.
- عين اليقين: هو مرحلة متطورة عن علم اليقين، وفيها يكون تشكل اليقين نتيجة المشاهدة والاكتشاف.
- حق اليقين: هو أتم اليقين، وفيه نتج اليقين من المخالطةٌ والتمييز .
صفات أهل اليقين
وقد ميز الله عبادة المتيقنين حق اليقين بصفات ليس عند غيرهم، ومن هذه الصفات ما يأتي:
- يؤمنون بالغيب، فأهل اليقين يؤمنون بالجنة والنار، ويوم القيامة، والجزاء والعقاب، وبناءً على ذلك تخرج الدنيا ومحاسنها من نفوسهم، ويزهدون بهذه الدنيا.
- يوقنون بأن الله وحده هو الرازق، فيقومون بالبذل والعطاء في سبيل الله بالمال والأرواح، دون أن يقض مضاجعهم خوفاً من أين الإتيان بالرزق في المستقبل سيكون.
- أهل الحق لا تتشابه عليهم الأمور، ولا تزيغ قلوبهم عن الإيمان والحق، فلا ينافقون ولا يكذبون.
- يتخذ أهل الحق من شريعة الله منهجاً، يطبقونه في جميع مجالات حياتهم، ومن القرآن دستوراً.
- التفكر؛ يتفكر أهل الحق دائماً بعظيم خلق الله ومعجزاته الكونية.
- يؤمن أهل الحق بأن النفع والضر من عند الله، ويحمدون الله عليه، بكل قلوبٍ مؤمنة، وموقنة بالفرج.
- يؤمن أهل الحق بالقضاء والقدر، ولا يسألون تفسيراً لذلك.
- المداومة على العبادة؛ أهل اليقين يمارسون عباداتهم استعداداً ليوم الحساب.
- إحسان الظن بالله، فكل أمر الله خير، ويرون الخير في الشر، إيماناً منهم أن ما أصابهم من الضر كان منعاً لمضرةٍ أكبر، حماهم الله منها.
أهمية اليقين
إن اليقين له أهمية كبيرة في حياة الفرد المسلم، وسنذكر في ما يأتي بعض الآثار والفوائد المترتبة على تحقق اليقين في نفس الفرد المسلم:
- قرب المسلم من ربه، وزيادة الرضا واليقين بالله -تعالى-.
- ظهور الخضوع والاستكانة في حياة الفرد المسلم.
- التوكل على الله -تعالى- في شتى الأمور.
- الزهد فيما عند الناس من عطايا.
- الرضا الكامل بقضاء وعطايا الله -تعالى-.
- إكساب صاحب اليقين العزة والرفعة بين الناس.
- يورث صاحبه الإخلاص والصدق في القول والعمل.
- اليقين ضابط قوي لمراقبة العلاقة بين العبد وربه.
