معنى الموالاة ومظاهرها
معنى الموالاة لغة
الموالاة لغة: هي المحبة، بغض النظر عن درجة المحبة ومرتبتها، وواليته أي أدنيته إلى نفسك، والموالاة ضد المعاداة، وتعني المتابعة، ومحاباة أحد على الآخر، ويُقال الموالاة من الدنوّ والقرب، قال -تعالى-: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ﴾.
معنى الموالاة شرعاً
الموالاة شرعاً: هي الموافقة والمعاونة والمتابعة، والتقرب بإظهار الودّ بالأفعال والأقوال، فإن كان المقصود بإظهار الودّ الله -تعالى- ورسوله والمؤمنين؛ فهذه موالاة شرعية واجبة على كل مسلم، وإن كانت الموالاة لأعداء الدين فذنب ذلك عظيم جداً عند الله -تبارك وتعالى-.
مظاهر موالاة أهل الباطل
من مظاهر الموالاة وصورها المحرمة ما يأتي:
- الرضا بكفر الكافرين
إنّ تصحيح المسلم لأي مظهر من مظاهر الكفر ورضاه به من أخطر ما يهدّد عقيدة المسلم ، فهذا ولاء للكفار، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّه) .
- اتخاذ الكفار أعواناً وأنصاراً وأولياء، أو الدخول في دينهم
من اتخذ الكافرين أولياء ودخل في دينهم فقد برئ الله منه؛ لأنه بذلك قد ارتد عن دينه ، قال -تعالى-: (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) ، وقوله تقاة؛ أي تخافون على أنفسكم منهم فتجارونهم بألسنتكم فقط.
- الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر أو تحكيمهم دون كتاب الله
وهذا من أنواع الموالاة واتباع الباطل وأهله، قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ).
- المداراة والمجاملة على حساب الدين
قال -تعالى-: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ ، ومداهنتهم أي العمل بتعاليمهم لمجرد مجاملتهم ولكي لا يقولوا عمّن والاهم أنّه من المتعصّبين، والخطورة هنا تكمن في أنّ الشخص قد يبدأ بأمر صغير ومن ثم يكبر حتى يؤدي به أخيراً بالخروج من الملة، وهذا من مسالك الشيطان.
- اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين
أي التودّد إليهم وجعل مكانة خاصة لهم، وقد نهى الله -عز وجل- عن مباطنة المنافقين؛ لأنهم يورثون الشر والفساد.
- طاعتهم فيما يشيرون ويأمرون.
- مجالسة الكافرين وقت الاستهزاء بآيات الله ، وقد نهى الله -عز وجل- عن ذلك؛ إذا يعدّ من فعل ذلك مثلهم.
- توليتهم أمراً من أمور المسلمين.
- استئمانهم وقد خوّنهم الله.
- الرضا بأعمالهم الخاطئة والتشبه بهم.
- معاونتهم على ظلمهم ونصرتهم، ويتمثل ذلك بما ذكره القرآن الكريم عن امرأة لوط التي رضيت بأفعال قومها وخبثهم ومناصرتهم.
- التحدث عن فضائلهم والتشييد عليها.
- إطلاق الألقاب عليهم وتعظيمهم، كلفظ السادة والحكماء وغيرها.
- الركون إلى أهل الكفر والباطل، ذلك بمودتهم وطاعتهم في غير الحق.