معنى الصبابة في الشعر
معنى الصبابة في الشعر
إنّ لفظة الصَّبابة تعني الشوق ورقته وحرارته، وهي من ألفاظ الغزل، التي تُعبر من دلالتها عن حنين المحبوب وشوقه إلى لقاء محبوبته، كما أنّها تصف ما أصاب الشاعر من لوعة وحزن نتيجة فراقه عن محبوبته.
كما تتداخل كلمة (الصَّبابة) في معناها مع العديد من الألفاظ، حيث تتشارك جميعها في مدلولاتها، ومن الأمثلة على تلك الألفاظ: التشبيب، الغزل، الهوى، الحب، التَّبْل، الهُيام، العشق، فهذه الألفاظ مهما تعددت معانيها لا تخرج عن 3 معانٍ، وهي كالآتي:
- التكلم إلى المرأة والتغزل بها، والتودد إليها.
- طبيعة العلاقة التي تنتج إثر ذلك الحديث الدائر بينهما، ومدى قوتها أو ضعفها.
- الآثار التي تُخلفها هذه العلاقة بنواحيها المتعددة.
أبيات شعرية عن الصبابة
تعددت الأبيات التي وردت فيها لفظة "الصَّبابة"، نذكر منها الآتي:
قصيدة أَجَبتُ إِلى الصَبابَةِ مَن دَعاني
قال أبو النوّاس:
أَجَبتُ إِلى الصَبابَةِ مَن دَعاني
- وَخالَفتُ الَّذي عَنها نَهاني
وَلَم يُرَ في الهَوى مِثلي وَفِيٌّ
- إِذا اللاحي عَلى حُبٍّ لَحاني
أَطَعتُ لِشَقوَتي قَلباً غَوِيّاً
- إِلى اللَذّاتِ مَخلوعَ العِنانِ
يُصارِمُ كُلَّ مَن يَهوى وِصالي
- وَيُؤثِرُ بِالمَحَبَّةِ مَن جَفاني
وَليسَ يُحِبُّ حَيثُ يُلِمُّ إِلّا
- ظِباءَ الأُنسِ أَو حورَ الجِنانِ
يُكَلِّفُني هَوى مَن لا يُبالي
- لَوَ اِنَّ المَوتَ عاقَصَني مَكاني
يُعَرِّضُني لِفِتنَةِ كُلِّ أَمرٍ
- وَيَحمِلُني عَلى مِثلِ السِنانِ
قصيدة أَعرفْتَ مِنْ داءِ الصبابةِ شافيا
قال الملك الأمجد في قصيدة طويلة له:
أَعرفْتَ مِنْ داءِ الصبابةِ شافيا
- هيهاتَ لستَ ترى لدائكَ راقيا
لا ترجُ مِنْ بعدِ انقيادكَ للهوى
- بُرءاً وقد لبَّيتَ منه الداعيا
عزَّ الدواءُ فليس تلقى بعدَها
- طَبّاً لدائكَ في الغرامِ مُداويا
ما هذه في الحبَّ أوَّلَ وقفةٍ
- تركتكَ مستعرَ الأضالِعِ باكيا
قصيدة في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ
قال الخبز أرزي:
في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ
- جَمرٌ عليه مَهابةٌ ووقارُ
لعب الهوى بجوارحي فَأَذابَها
- فالقلب بين حشا الضلوع مُعَارُ
إن قلت قابله ماهون قبله
- غُلِبَ العَزاءُ فما لَدَيَّ قَرارُ
قد كان في تلف المحبِّ بحبِّه
- قبل الذي سلفت به الأشعارُ
قصيدة إليَّ أحاديث الصبابة تُسْنَدُ
قال الأمير الصنعاني:
إليَّ أحاديث الصبابة تُسْنَدُ
- وَعَنِّي رُوَاةُ الحب في الوجد أسندوا
ومرسل دمعي قد رووه لأنه
- لما أرسلوه من غَرَامِيَ يشهد
وكم أخذ العشاق من نار صَبْوَتِي
- وكم وردوا من نهر دمعي وأوردوا
ولي في الهوى العذريِّ أرفع برتبةٍ
- إلى مثلها أهل الصبابة تَقْصِدُ
هنيئاً لأحبابي تنام جفونهم
- وجفني إذا جن الظلام المهَّسدُ
أُقلِّب أجفاني فلا الليل ينقضي
- ولا النوم يأتيني ولا الدمع يَنْفَدُ
فيا دار أوطاني ومنزل صَبْوَتِي
- ومَرْبَع أُنْسِي هل بك الدهر يسعد