معنى الحياء شعبة من الإيمان
مفهوم الحياء
الحَيَاءُ لغةً: يقالُ رجلٌ حَيِيٌ، وامرأةٌ حَيِيَّةٌ، والحياءُ مشتقٌ من الحياة، والحياءُ ممدودٌ من الاستحياء، والحياء اصطلاحاً: خُلُقٌ يصاحبه انقباض النفس من شيء، يجعل صاحبه يجتنب الفعل القبيح ويتركه ويخاف اللوم فيه، ويمنعه من التقصير في حق ذي الحق، والمنع يكون محله القلب، والحياء صفة من صفات الله عز وجل ، فهو الذي يستر عباده حتى لو جهروا بالمعصية، فهو الذي يستر ويغفر.
معنى الحياء شعبة من شعب الإيمان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان).
ويشتمل معنى الحياء في هذا الحديث على قولين: أحدهما، إذا أردت أن تفعل أمراً فانظر هل الأمر الذي تريد أن تفعله، يُستحيا منه بين الناس أم لا؟ فإذا كان لا يُستحيا منه بين الناس فاصنعه، أي أنه أمرٌ حسنٌ وليس سيئاً، وهذا القول ضعيف، أما القول الآخر، فهو أنه إذا لم يستحِ الإنسان، ولم يكن يملك خصلة الحياء، وفَقَدَ هذا الخلُق الفاضل، فكأنه يُقال له افعل ما شئت؛ أي أنه ليس بالأمر الغريب عليك أن تفعل هكذا إن لم تستحِ.
وأشدُّ ما يكون العبدُ حياءً من الله، والإيمانُ حياء، وهو أهم خصلة من خصال الإيمان ، فالإيمان هو التصديق والتحقيق، والحياء هو الذي يدفع الإنسان لفعل الخير؛ لأنه ينبع من الداخل من القلب فيكون الرادع داخلي من نفسه، وهو أيضاً الذي يمنع نفسه من الشر والفساد، ومن هنا جاء مفهوم أنّ الحياء شعبةٌ من شعب الإيمان؛ لأنّ الإنسان من داخله هو الذي يمنع جوارحه عن الحرام، ويمنع نفسه من تناول الحرام، ويحفظ نفسه وجوارحه من المعاصي، ويتذكر الموت، حينها يستحيي من الله من كل قولٍ أو فعلٍ يصدر منه، ويعمل للآخرة ونعيمها فقط.
أنواع الحياء
الحياء يكون على عشرة أوجه هي:
- حياء جناية: قد يكون لفعل ارتكبه عنوة.
- حياء تقصير: عندما يقصر المرء يستحيي من خالقه.
- حياء إجلال: يكون على حسب معرفة العبد بربه، فكلما عرف العبد خالقه تقرب منه وزاد حياؤه.
- حياء كرم: حياء من كرم الله -تعالى- ولطفه.
- حياء حشمة: نستحيي من الخالق عز وجل الذي يسترنا بستره.
- حياء استصغار للنفس واحتقار لها: لوم النفس على المعصية، واحتقارها للتفريط في حق الله عز وجل، فهي دنيا فانية لا تستحق.
- حياء محبة: هو حياء المحب ممن أحب.
- حياء عبودية: هو حياء حب وخوف، فاعلم أن الله هو الذي يستحق العبادة، وأخاف من التقصير، فأستحيي منه لعظمة قدره عز وجل.
- حياء الشرف والعزة: هو حياء النفس إذا فعلت شيئاً أقل من قدرها سواء في بذل أو عطاء.
- حياء المرء من نفسه: قناعة الإنسان نفسه أنه مهما فعل فهو مقصر، ويرى نفسه ناقصاً، ويقتنع بالدون، فيستحيي من نفسه، وهذا أكمل ما يكون في الحياء.