معنى الحواريين في القرآن الكريم
معنى الحواريين لغة واصطلاحاً في القرآن
قيل في المعنى اللغوي للحواريين: الحواري هو الخلصان؛ أي الخالص الصافي من كل شيء ومنه، ومن هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هو ابن عمتي وحواري من أمتي).
ومنه الخبز المُسمّى بالخبز الحواري؛ والذي سُمي بهذا بسبب بياضه وكونه نقياً، وقيل في تفسير اللفظ كذلك: الحواريون مفرد حواري، وهو من أخلص في السر والجهر في المودة،وهذان معنيان يشيران إلى الخالص و الإخلاص .
أما ما يقصد بحواري الأنبياء -أي المعنى الاصطلاحي- فهم: من أخلصوا للأنبياء؛ فمثلاً في قوله -تعالى-: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي)، قيل في المعنى -في حال مخاطبة الله ل سيدنا عيسى -: واذكر نعمتي -أي نعمة الله- عليك حين ألهمتك أناس مخلصين لك؛ أن يؤمنوا بي رباً وبرسولي عيسى نبياً، فما كان منهم إلا أن استجابوا،وهذا التفسير مما يؤيد معنى الإخلاص.
ذكر الحواريين في القرآن الكريم
وقد ورد ذكر الحواريين في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، وهذا الذكر يفيد في تأكيد معنى الحواريين السابق؛ بأنهم أتباع وأصحاب لسيدنا عيسى -عليه السلام-، وهذه المواضع هي:
- قوله -تعالى-: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّه آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
- قوله -تعالى-: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ* إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ)
- قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).
سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم
تعدّدت أقوال أهل العلم في سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم؛ ومن هذه المعاني ما يتوافق مع ما ذُكر في المعاني السابقة؛ مثل: النصرة، والوزير، وأصفياء الأنبياء، وفيما يأتي ذكر لما قيل في سبب التسمية:
- قيل إنهم سموا بذلك لبياض ثيابهم
وهذا قول الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، و ابن عباس .
- قيل إنهم سموا بذلك لأنهم كانوا صيادين.
- قيل إنهم سموا بالحواريين؛ لأنهم كانوا يحورون الملابس؛ أي يغسلونها، وهو قول الضحاك.
- قيل إنهم سموا بذلك لأن الحواري هو الناصر.
- قيل إنهم سموا بذلك لأن الحواري هو الوزير.
- قيل إنهم سموا بذلك لأن الحواري هو من تصلح له الخلافة.
- قيل إنهم سموا بذلك لأن الحواريين هم أصفياء الأنبياء.