معنى الإيجاز في البلاغة
معنى الإيجاز في البلاغة
الإيجاز في البلاغة ؛ هو جمع المعاني الكثيرة والمتعددة تحت اللفظ القليل الوافي بالغرض مع البيان والإفصاح، أيّ أن يؤدي المعنى بلفظ قليل وافي دون تكثير يُوضح المراد ويُبينه، ومثال على ذلك، قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
أنواع الإيجاز في البلاغة
يُقسم الإيجاز إلى نوعين على النحو الآتي:
إيجاز قصر
إيجاز قصر؛ وهو إيجاز يكون بتضمين العبارات القصيرة معاني من غير حذف، وذلك بتقليل الألفاظ وتكثير المعاني، مثال عليه ما يأتي:
- في قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}.
إنّ المعنى هُنا كثير، واللفظ يسير، والمراد متى يعَلم الإنسان أنّه إذا قتل شخصًا سيُحاسب على فعلته، ونتيجة لهذا الجزاء سيمتنع عن القتل، وفي ذلك حياته وحياة لغيره، بذلك تطول الأعمار، وتكثر الذرية، ويقبل كل واحد على ما يعود عليه بالمنفعة والعمل الصالح، ويسود النظام، ويكثر العمران.
- في قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ}.
كلمة الأمن يدخل تحتها كل أمر محبب، فقد انتفى بها أن يخافوا فقرًا، أو موتًا، أو جورًا، أو زوال نعمة، أو غير ذلك من أصناف المكاره.
- في قوله تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}.
في هذه الآية دلّ الله -سبحانه وتعالى- بكلمتين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتًا ومتاعًا للناس من العشب والشجر والحطب واللباس والنار والماء.
- وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
:::فليس إلى حسن الثناء سبيل
اشتمل على حميد الصفات من سماحة وشجاعة وتواضع وحلم وصبر واحتمال مكاره، إذ كل هذه مما تضيم النفس لما يحصل في تحملها من مشقة وعناء.
إيجاز الحذف
يكون بحذف شيء من العبارة لا يخل بالفهم، مع قرينة تدل على المحذوف، ولا يكون ذلك إلا إذا زاد المعنى على اللفظ، مثال عليه ما يأتي:
- في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}.
الإيجاز في هذه الآية حذف جواب أمّا، وأصل الكلام: فيُقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم.
- في قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل للهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا}
الإيجاز في الآية بحذف جواب لو، وتقدير الكلام: لكان هذا القرآن.
- أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى
:::إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصدر
الإيجاز هُنا بحذف المسند إليه، فتقدير البيت: إذا حشرجت النفس يومًا.
- أتى الزمان بنوه في شبيبته
:::فسرهم وأتيناه على الهرم
الإيجاز في هذا البيت بحذف الجملة، فالتقدير: وأتيناه على الهرم فساءنا.
- أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
الإيجاز هنا حُذف فيه الموصوف، والتقدير: أنا ابن رجل جلا.
دواعي الإيجاز
للإيجاز دواعي كثيرة ومتنوعة، ومن أهمها ما يأتي:
- الاختصار.
- تسهيل الحفظ وتقريب الفهم.
- إخفاء الأمر على غير السامع.
- تحصيل المعنى الكثير باللفظ اليسير.
- ضيق المقام.