معنى الأيديولوجية لغة واصطلاحًا
معنى الأيديولوجيا في اللُّغة
كلمة أيديولوجيا هي لفظةٌ فرنسيّة الأصل وتَعني في اللُّغة علم الأفكار، وهي كلمةٌ دخيلةٌ على اللُّغات الحيّة جميعها، وسرعان ما أصبحت دخيلة على لغتها الفرنسيّة ؛ فلم تَحتفظ بمعناها اللّغوي، قام مقامها في اللُّغة العربيّة كلمة الدّعوة في استعمالها الباطنيّ، إلا أنّه يَستحيل الاستغناء عنها واستبدالها بلفظة أيديولوجيا الّتي لا يُطابقها أيّ وزنٍ من الأوزان العربيّة.
اقترح (عبد الله العروي) في كتابه "مفهوم الإيديولوجيا" بأن يَتمّ تعريب الكلمة فتصبح "أدلوجة" على وزن أفعولة، ومنها: أداليج أو أدلوجات، وأدلج إدلاجًا ودلّج تدليجًا، وأدلوجي أو أدلوجيّون، ويُقال: نظر الرّجل إلى الشّيء نظرةً أدلوجيّة: يَنتقي الأمور ويُحسن تصريف الأشياء والوقائع بصورةٍ تُطابق الواقع باعتقاده.
الأيديولوجيا اصطلاحًا
تُعرّف الأيديولوجيا على أنّها مجموعةٌ من الأفكار والمعتقدات والقيم والمشاعر المؤثّرة في آرائنا ونظرتنا لما يُحيط بنا، فمن خلال الأيديولوجيا يَتّضح كلّ شيءٍ خاليًا من الشّوائب.
ولا عجب أنّها تُشوّه الواقع وتَعمل على تزييفه أثناء نقله لنا ؛ فهي تَنقل الواقع بعد أن تُبسّطه تبسيطًا مخلًّا، فتَعمي الإنسان عن رؤية واقعه بصورته الحقيقيّة، فمرةً تَتّفق مع السلوك الإنسانيّ وأخرى تُعارضه.
اعتبرت الأيديولوجيا كالصّورة المجازيّة الّتي من خلالها يُدرَك الواقع ومنظومه، ولا يَقتصر مفهومها على هذا فحَسب، فقد تَدلّ على الماضي أو تَنقل وقائع الحاضر، وهي بذلك تَتطلّع إلى المستقبل وتُبشّر إليه، أي أنّها أداةٌ لتوضيح الغرض.
أنواع الأيديولوجيا
للأيديولوجيا أنواعٌ عديدةٌ، نُبيّنها على النّحو الآتي:
- الأخلاقيّة
تَرتبط بسلوك الفرد، وتُميّز الأمر الصّائب عن الأمر الخاطئ.
- السّياسيّة
تَتعلّق بمفاهيم معيّنة، على سبيل المثال: الدّيمقراطيّة، و الأرستقراطيّة ، والثيوقراطيّة، والملكيّة، والمساواة.
- المعرفيّة
تَبحث عن الحقيقة وتُحاول العثور عليها، فالعلم مقابل الجهل والتّعصب، والإيمان مقابل الأسباب والحقائق.
- القانونيّة
تَسعى إلى تنفيذ القوانين وتطبيقها، كما تَبحث في معانٍ معيّنة، مثل: العدالة .
- الاقتصاديّة
تُمثّل الجانب الاقتصاديّ، فهي تَتحدّث عن الثروة وتوزيعها.
- الدينيّة
تَدور حول تبايناتٍ دينيّة، كالإسلام في الشّرق الأوسط مقابل المسيحيّة الغربيّة.
- النّوع والنّشاط الجنسيّ
تَتكلّم عن الثّقافة العامّة فتَقوم على تعريف الزّواج ، والميراث، وعن الدّور الصّحيح والمكافئ لكلٍّ من: الرّجال والنّساء والأطفال.
- العِرق أو السّلالة
علاقة الأيديولوجيا بالدّين
قد يُواجه البعض مشكلةً في التّفريق بين الأيديولوجيات والصّفات الّتي يَحملها الدّين، وقد يَتمّ اعتبار أنّ الدّين أيديولوجيّة كغيرها من الأيديولوجيات، ويَدّعي آخرون أنّ الأيديولوجية ظاهرةٌ دينيّة، فكلاهما مهتمّان بالحقائق ومرتبطان بالسّلوك، فالأيديولوجيا تَدعو إلى التّمسّك والالتزام بمعتقدها وكذلك الدّين، إلا أنّهما يَختلفان في كثيرٍ من الأمور.
ذلك أنّ الإسلام مصدر تعاليمه وأحكامه المصادر الشرعيّة : كتاب الله وسنة نبيّه محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- والإجماع والقياس، فالمجتهد في اجتهاده لا يَخرج عن أحكام الشّريعة الإسلاميّة، بعكس الأيديولوجيا فهي أحكامٌ وأفكارٌ وضعيّة أي وضعها البشر، واعتنقتها الأمّة البشريّة، ولا علاقة لها بوحي السّماء، وقد يَدّعي البعض أنّها تُشبه الدّين، كذلك كانت الاشتراكيّة العلميّة والشّيوعيّة.