معلومات عن مذهب الإمام أبو حنيفة
المذهب الحنفي
المذهب الحنفي هو أول المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة المتبوعة عند أهل السنة والجماعة، وأوسعها انتشارًا، بدأت نشأته في الكوفة وبغداد عندما وضع أسسه الإمام أبو حنيفة النعمان، ودوّن قواعده وفروعه الأولى صاحبه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ومحمّد بن حسن الشيباني وغيرهم.
وأخذ المذهب الحنفي في الذيوع والانتشار والإمام أبو حنيفة لا يزال على قيد الحياة، فانتشر المذهب في كل بلدان الدولة العباسيّة ، وبلغ عصوره الذهبيّة عندما قامت الدولة العثمانيّة بجعله مذهبًا رسميًا يُعمل به في مجالات القضاء والفتوى في جميع الولايات والأقاليم الخاضعة لها.
ويحتوي المذهب على آراء الإمام أبي حنيفة وأصحابه المجتهدين في المسائل الاجتهاديّة الفرعيّة، وتخريجات كبار العلماء من أتباعهم، بناءً على قواعدهم وأصولهم، أو قياسًا على مسائهم وفروعهم.
من هو أبو حنيفة النعمان
هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي التيمي، أحد أبرز العلماء المسلمين، ومؤسس المذهب الحنفي أحد أكثر المذاهب الإسلاميّة انتشارًا، وهو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، وُلِد في الكوفة سنة 80 هجريّة على أصح الأقوال، وبها نشأ وكان يشتغل في تجارة الحرير.
وأخذ العلم عن شيوخها وشيوخ مكَّة المكَّرمة، عرض عليه المنصور العباسي القضاء ببغداد إلا أنه رفض ذلك وأبى، فسُجن حتى توفاه الله في رجب 150هـ، وهو ابن الـ70 سنة، ودُفن في مقابر الخيزران في بغداد.
خصائص المذهب الحنفي
تشترك كل المذاهب الفقهية في الأصول كالاحتجاج بالكتاب والسنّة، وتشترك في كثير من الخصائص، إلا أن لكل منها ما يميزه عن غيره؛ وذلك لاختلاف البيئات التي نشأ فيها المذهب، ولاختلاف أئمة المذاهب وعلمائهم، وأبرز ما يُميّز المذهب الحنفي ما يلي:
- التشدد في قبول أحاديث الآحاد: نشأ المذهب في الكوفة، وكان وضع الحديث آنذاك شائعًا في العراق، لكونها مسرحًا للأحداث والخلافات السياسيّة، الأمر الذي جعل الإمام ومن تبعه يتشدّدون في قبول الأحاديث، ويضعون لذلك قيودًا كثيرة بغية الدّقة والتمحيص في الأحاديث الواردة عن رسول الله.
- توّسع الحنفيّة في العمل بالقياس والاستحسان: والسبب في ذلك تضييق الأخذ بأحاديث الآحاد ، مما جعل الأحاديث الصحيحة قليلة عندهم، فألجأهم ذلك إلى القياس والاستحسان، إضافة إلى كثرة الأحداث والمستجدات في العراق، وأيضًا قدرة الإمام أبي حنيفة الفائقة في إعمال الرأي والقياس.
- التوّسع في الحيل الفقهيّة: ويُقصد بالحيل التي يتوسّع فيها المذهب الحنفي: الخروج من المضائق، وليس فيها تحليل حرام، أو تحريم حلال، ولا تشتمل على إسقاط فرض أو تنصّل من واجب.
- الفقه التقديري: يُقصد بذلك افتراض المسائل وتقدير وقوعها قبل أن تقع، والنظر في أحكامها حتى يكون العالم على بصيرة منها عند وقوعها، وتتميّز المسائل التي يفترضها المذهب بالواقعيّة، ولم تكن فروضًا بعيدة، وكان الإمام ينكر فرض مسائل يستحيل وقوعها؛ لعدم الفائدة في النظر فيها والبحث عن جوابها.
أشهر مؤلفات المذهب الحنفي
باعتبار أن المذهب الحنفي من أوسع المذاهب الفقهيّة انتشارًا واتباعًا في البلاد الإسلاميّة، فإن ذلك انعكس بشكلٍ واضح على كثرة مصنفاته ما بين متون ومختصرات، وحواشٍ وتعليقات وفتاوى، لعلماء الحنفيّة المتقدمين منهم والمتأخرين، ونذكر في هذا المقال بعض المؤلفات المُعتمدة في الفقه الحنفي، ومنها:
- النتف في الفتاوى: للمؤلف أبو علي حسن السغدي.
- تحفة الفقهاء: للمؤلف أحمد بن محمد السمرقندي.
- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: للمؤلف علاء الدين الكاساني الحنفي.
- الهداية في شرح بداية المبتدي: للمؤلف علي بن أبي بكر الفرغاني المرغيناني.
- المحيط البرهاني في الفقه النعماني: للمؤلف أبو المعالي برهان بن مازة البخاري الحنفي.
- الغرة المنيفة في تحقيق بعض مسائل الإمام أبي حنيفة: للمؤلف عمر بن إسحاق الغزنوي الحنفي.
- البحر الرائح شرح كنز الدقائق: للمؤلف زين الدين بن إبراهيم المصري.
- رد المحتار على الدر المختار: للمؤلف ابن عابدين الدمشقي الحنفي.
كتب ظاهر الرواية في المذهب الحنفي
هناك كتب عند الحنفيّة يُطلق عليها كتب ظاهر الرواية، وعددها ستة كتب، عمل على تأليفها تلميذ الإمام أبي حنيفة النعمان -رحمه الله تعالى- محمد بن الحسن الشيباني، وسبب تسمية كتبه بظاهر الرواية؛ لأنها رُويت عن محمّد بروايات الثَّقات، فهي ثابتة عنه ومشهورة، وإذا اختلفت الفتوى عند الحنفيّة كان الترجيح حسب ما في هذه الكتب، وهي:
- المبسوط.
- الزيادات.
- الجامع الصغير.
- الجامع الكبير.
- السير الصغير.
- السير الكبير.