معلومات عن صومعة حسان
التعريف بصومعة حسان
صومعة حسان أو برج حسّان هي مئذنة بنيت في مدينة الرباط في المغرب على الطراز المعماري الإسباني والمغربي في ذات الوقت؛ وكان يُفترض أن تكون المئذنة الأكبر في العالم، ولكن توقف بناؤها بسبب وفاة المنصور بصورة مفاجئة في عام 1199، وتقع صومعة حسّان قرب ضريح محمد الخامس، ويبلغ ارتفاعها 44 مترًا، ولقد تم بناء عدد من الأعمدة قبل التوقف عن بناء المسجد، والتي يبلغ عددها 200 عمودًا.
لقد جاء أمر إنشاء الصومعة من قبل الخليفة يعقوب المنصور في عام 1191، وتقع بالضبط في منطقة سلا القنيطرة في مدينة الرباط في المغرب، علمًا أن البرج مع بقايا المسجد وضريح محمد الخامس يعتبر منطقة سياحية ومعلمًا تاريخيًا مهمًا في مدينة الرباط.
سبب تسمية صومعة حسان بهذا الاسم
بدء المهندس المعماري جابر بن أفلح بإنشاء الهيكل بأمر من الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور الثالث الذي ينحدر من القبائل التي تقطن في جبال الأطلس، وهو من عائلة الخلافة الموحدية، وكان يُفترض أن يُصمم البرج على نفس نمط برج خيرالدا الموجود في إشبيلية في الأندلس، ولقد سميت صومعة حسّان بهذا الاسم نسبةً إلى قبيلة "بنو الحسّان" الذين كانوا يعيشون في منطقة الرباط في تلك الحقبة من الزمان.
سبب بناء صومعة حسان
كان هدف السلطان يعقوب المنصور هو بناء أكبر مسجد وأعلى مئذنة في العالم، وكان من المخطط أن يصل طول المئذنة إلى 86 مترًا، وأن تكون سعة المسجد تكفي لـ20 ألف مصلي، ولقد كان السبب الآخر لبناء صومعة حسّان هو الاحتفال بانتصار السلطان على المسيحيين الإسبان، ولكن ارتفاع المئذنة وصل إلى 44 مترًا فقط وتبقى 200 عمود، وكانت هذه الصومعة ستتميّز بنمط بنائها، وهو مزيج من النمط الموسليني المغربي والأندلسي الإسباني، بالإضافة إلى بعض التصميمات من الإسكندرية ومراكش.
تم بناء ما يُقارب 349 عمود مع أسوار للصومعة، ولكن توقف البناء بعد 4 سنوات من البدء بسبب وفاة الخليفة، ثم تعرّض للدمار بسبب زلزال حصل في عام 1755، وفي بداية القرن العشرين بدء علماء الآثار المغاربة والفرنسيين بإعادة ترميم ما يمكنهم ترميمه منه، وفي الوقت الحالي تضم الصومعة 6 طوابق ويمكن للمؤذن ركوب حصان للوصول إلى أعلى المئذنة ليرفع الأذان، ومن الجدير بالذكر أن صومعة حسّان في الوقت الحالي تُعدّ أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
تم دفن الملك محمد الخامس (جد الملك الحالي) في خمسينيات القرن الماضي داخل صومعة حسان، وبعد مرور 6 أعوام من وفاته افتتتح للزوّار المسلمين وغير المسلمين، ويعد الضريح تحفة معمارية، فهو يتميّز بجدرانه البيضاء، وسقفه المزين بالبلاط الأخضر، مع التصاميم المغربية الزخرفية التقليدية، إضافةً إلى فسيفساء الزليج التي ترتفع من أرضيات رخامية إلى السقف المصنوع من خشب الأرز والذي نُحت يدويًا وزُيّن بأوراق الذهب، ويُحرس الموقع الحرس الملكي الذين يرتدون ملابس رسمية ويمتطون الخيل.
مواصفات ومعالِم صومعة حسان
تدل الأبعاد الضخمة للصومعة على حجمها التي كان يمكن أن تكون عليه في حال اكتمل بنائها فهو يضم نحو 200 عمود، ويتسع لما يصل إلى 20000 مصلي في وقتٍ واحد، وعلى الرغم من أن هذا العدد كان أكبر من حجم سكان مدينة الرباط في تلك الفترة، إذ كانت قرية آن ذاك، ولكنّ السلطان كان يريد أن يجعلها محور عاصمته الجديدة وذلك في نهاية القرن الثاني عشر، يعد بناء المسجد حجر أساس لتأسيس مدينة إسلامية، وعادةً ما يُشيّد أول مبنى ثم توضع حوله مبانٍ أخرى تحيط به، وكان المسجد يُستخدم للعبادة وللتعليم وللاجتماع.
وفيما يأتي مواصفات ومعالم الصومعة:
المسجد ومكوناته
تتميّز المئذنة بشكلها المستطيل وزخرفتها بأنماط متميزة ورائعة الشكل، إذ إن كل جانب منها ذو تصميم مختلف عن الآخر، ويبلغ ارتفاعه 44 مترًا وهو نصف الارتفاع الذي كان يجب إتمام البناء عليه، ويوجد داخل البرج منحدرات كبديل عن الدرج، وذلك حتى يتمكن الشخص المسؤول عن البناء من جعل الحيوانات تحمل مواد البناء اللازمة والأحجار الثقيلة لبناء المنطقة العلوية من البرج، كذلك فإن هذه المنحدرات كانت ستمكّن المؤذن من ركوب الحصان للوصول إلى أعلى البرج لينادي للصلاة.
أما عن أبعاد المسجد فكان يجب أن تبلغ مساحته 183x128 مترًا، ولقد تم التوصل إلى هذه الأبعاد من خلال دراسة بقايا المسجد غير المكتملة من أعمدة وأرضيات رخامية شاسعة وممتدة، إذّ إنّ السلطان كان يسعى إلى جعل الرباط عاصمة لإمبراطوريته وذلك لموقعها الاستراتيجي في تلك الفترة، ويبلغ ارتفاع الحجر الرملي في صومعة حسّان 16 مترًا وقد استخدمت نفس الأنماط الموجودة في برج خيرالدا في إشبيلية، وتجدر الإشارة إلى أن عمر صومعة حسان 8 قرون
أما محراب المسجد فقد هدم من الأعلى ولم يتبق سوى بقاياه، ويبلغ عرض محراب المسجد 3 أمتار، وطوله 3 أمتار، ويقع المحراب في أقصى البلاطة المركزية ويأتي على شكلٍ مربع وهو أمر يُخالف شكل المحراب في المساجد المغربية، وبالنسبة لأبواب المسجد فتتميز بحجمها الضخم، إذ يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار وعرضها يقارب 10.5 مترًا.
قنوات المياه
توجد العديد من قنوات المياه في مسجد حسّان والتي ترتبط بعدد من الآبار الداخلية التي توفّر المياه للصومعة، ولكل قناة منفذ وبلاطة حجرية تتجمع داخلها الماء، ثم تُصرّف إلى المنافذ الخارجية، كما أن فناء المسجد يضم صحن فيه عدّة آبار يصل عرضها إلى 69 مترًا، أما طولها فيصل إلى 28.5 متر، وبعمق 7 أمتار، وهذه الآبار تقع بمحاذات الممرات الجانبية.
الخلاصة
صومعة حسّان هي مئذنة بُنيت في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي في مدينة الرباط في المغرب على الطراز الإسباني المغربي، وقد بُنيت بأمر من الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور الثالث في عام 1191، وكان المهندس المعماري الذي بناها هو جابر بن أفلح، ولكن توقف بناؤها بسبب وفاة الخليفة عام 1199.
تقع صومعة حسّان بالقرب من ضريح محمد الخامس ويبلغ ارتفاع الصومعة 44 مترًا، ووتضم ما يزيد عن 200 عمودًا، وكان الهدف من بناء صومعة حسان لبناء أكبر مسجد وأعلى مئذنة في العالم احتفالًا بانتصار الخليفة على المسيحيين الإسبان، وقد تعرضت المنطقة لزلزال مما أدّى إلى تهّدم جزء من صومعة حسّان، وكان من المفترض أن يتسع المسجد إلى 20 ألف مصلي، ويتميز المسجد بتصميم المنحدرات الداخلية وقنوات المياه.