معلومات عن طائر النورس
طائر النّورس
النوارس هي طيور قوية ذات أجنحة طويلة ، ولها منقار سميك ومعقوف، وأقدام مكشوفة بالكامل وهي شبيهة بأقدام البط، وتتميز طيور النورس بأنّ لها أجنحة واسعة وذيول ذات زوايا حادة أو زوايا مستديرة، كما تُظهر العديد من أنواع النوارس ألوانًا مختلفة بسبب التغيرات الموسمية أو مستوى النضج.
ويُذكر أنّه من الصعب جدًا تحديد نوع طيور النورس، إذ يوجد ما يقارب من 43 نوع من طيور النورس، ويلجأ بعض المختصين إلى التمميز بين الأنواع المختلفة لطيور النورس بواسطة لون المنقار أو الساق، حيث تعد من الطرق الجيدة لتحديد نوع النوارس.
وعادةً ما تكون ذكور النورس أكبر قليلًا من الإناث ولديهم منقار أكبر حجمًا، فيما يتراوح طول النوارس بشكل عام من 28 إلى 81 سم، ومن الجدير بالذكر أن بعض أنواع طيور النورس تعيش أكثر من 20 سنة.
موطن طائر النورس
يمكن رؤية النوارس في المناطق الساحلية على المنحدرات، والمدن، والمناطق الساحلية المنخفضة، ومع ذلك يمكن رؤيتها أيضًا داخل المدن حول مكبات النفايات ومواقف السيارات، حيث إنّ وجود الغذاء يعني أنّ طيور النورس تستطيع العيش بكل راحة داخل المدن أو على طول الشاطئ.
و تعتبر النوارس من الطيور الجاثمة أي أنّها تميل إلى أن تكون لها مواقع مفضلة للعيش والنوم فيها، ويُشار إلى أنّ طيور النورس تعيش في العديد من مناطق العالم المختلفة، حيث عُثر على نوع من النوارس تعيش في المناطق بين أمريكا الشمالية إلى أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي.
كما يمكن رؤية نوع آخر من النوارس في البرازيل، وبيرو، وسواحل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك نوع آخر من النوارس تنتشر حول أستراليا، ونيوزيلندا، وجزر القطب الجنوبي، وأمريكا الجنوبية، وجنوب إفريقيا.
غذاء طائر النورس
تأكل النوارس تقريبًا كل شيء، حتى إنّ بعض الأبحاث وجدت أنّها تأكل طعام البشر المصنع والمعالج، مثل البطاطا المقلية، والخبز، وغيرها، ومن الأمثلة على غذاء طائر النورس الآتي:
الأسماك
تعتبر طيور النورس آكلة للحوم، وهو ما يجعل الجزء الأكبر من نظامها الغذائي يتكون من الأسماك، وعلى الرغم من أنّها تأكل فضلات وبواقي الطعام إلا أنّ طيور النورس قادرة على الصيد والقبض على فرائسها، إذ يساعدها حجمها وتكوينها على ذلك.
تختلف طرق الصيد لطيور النورس، على الرغم من أنّها غالبًا ما تصطاد فرائسها من المياه الضحلة، وذلك لأنّ طيور النورس غير قادرة على الغوص العميق، ومن الأمثلة على أنواع الأسماك التي تأكلها طيور النورس؛ سمك السردين، وسمك السالمون، وسمك البلطي.
المحار والعوالق
تحب طيور النورس المحاريات والعوالق بنفس قدر حبها للأسماك، وذلك باستخدام منقارها فهي تحمل أحيانًا فريستها عاليًا بواسطة منقارها، ثم تُسقطها على سطح صلب لتكسر الدرع الخاص بفريستها، حيث تستخدم الجاذبية لصالحها بدلًا من أن تضرب عليها باستخدام منقارها.
ومن بعض الأصناف التي تأكلها طيور النورس؛ الرخويات، وجراد البحر، وسرطان البحر.
الثدييات البحرية
تصطاد طيور النورس الدلافين، والحيتان، والفقمات، حيث إنّه من الصعب تخيّل أنّها فريسة لطيور النورس، إذ إنّها ليس فقط تتغذى على جثث الحيتان، والدلافين، والفقمات الملقاة على الشاطئ، بل إنّ طيور النورس قد تصطادها أيضًا عندما تكون على قيد الحياة.
وبما أنّ طيور النورس لا تضيّع أي فرصة لحصولها على الغذاء فإنّها تتغذى على الحيتان أو الثدييات البحرية وهي على قيد الحياة، ويحدث هذا عندما تصعد الحيتان إلى السطح للتنفس فإنّ طيور النورس القريبة تقوم بسرعة بالتهام أجزاء من الجلد والدهون من جسم الحوت القريب من السطح.
الفقمة
تصطاد النوارس صغار الفقمة، إذ إنّها غير قادرة على الدفاع عن نفسها ضد هجوم طيور النورس، وقد تعلمت طيور النورس استخدام هذا لصالحها، ففي البداية تنقر عيون هذه الفقمات الصغيرة، وبعد ذلك يتغذى عليها قطيع النوارس.
الفواكه
بما أنّه يمكن العثور على طيور النورس في جميع أنحاء العالم وبمختلف الظروف الجوية، فهذا يعني أنها تتواجد في مناطق يوجد بها العديد من أنواع الفاكهة، حيث من الممكن أن تبحث عنها، وتتناولها بمفردها، أو من خلال بقايا الفاكهة التي يرميها الإنسان كنفايات، ومن الأمثلة عليها، التفاح، والموز، والعنب.
المكسرات
توفر المكسرات والبقوليات دهونًا مثالية وتكون غنية بالبروتين، وعلى الرغم من افتقار هذا البروتين النباتي إلى بعض الأحماض الأمينية الضرورية التي تحتاجها طيور النورس، لكنه لا يزال أفضل من عدم وجود بروتين على الإطلاق، ومن الأمثلة على بعض أنواع المكسرات التي تأكلها طيور النورس الكاجو، والجوز الأمريكي، والفول السوداني.
سلوك طائر النورس
تقوم النوارس بعمل دوريات على الشواطئ والمحيطات المفتوحة في مجموعات على نطاق واسع، حيث تحلق مثل الطيور الجارحة وتنقض بسرعة على فريستها، كما تتجمع طيور النورس حول قوارب الصيد أو مكبات النفايات بشكل صاخب وتنافسي، حيث تهدد وتسرق الطيور الأخرى.
تتواجد النوارس في مواقع المد والجزر بحثًا عن الطعام والتقاط الفرائس، وإلقاء المحار على الصخور لكسرها كي تستطيع أكل ما بداخلها، وفي أثناء التقاطها للنفايات أو مضايقتها لغيرها من الطيور تستحم لساعات وتنظف نفسها.
تقيم ذكور النوارس في مناطق خاصة للتكاثر ويشارك كلا الزوجين بالدفاع عنها من أي تهديد، وذلك عبر إطلاقها لأصوات تحذيرية، ويُذكر أنّ طقوس التودد تشمل إطعام الشريك، ويتشارك الزوجان العمل خلال شهر من الحضانة وثلاثة أشهر من تربية الصغار، وخلال تربيتهم لصغارهم يبقى أحد الزوجين دائمًا في العش حتى يبلغ الصغار من العمر شهرًا على الأقل.
تزاوج طائر النورس
تبدأ معظم طيور النورس عملية التكاثر باختيار رفيق لها في سن الرابعة تقريبًا، وخلال هذا الوقت، تعمل ذكور طيور النورس بعدة طرق على لفت انتباه الإناث حتى يتم اختيارها ليكونوا رفقاء في التكاثر، وبمجرد أنّ تجد طيور النورس الشريك المناسب يظل سلوكها هادئًا جدًا، كما قد يحدث الانفصال بين الزوجين في بعض الأحيان.
وعلى الرغم من أنّ النوارس تفضل البقاء في مجموعات، إلا أنّ لكل زوجين منطقة خاصة بهما، ويُشار إلى أنّ طيور النورس تتكاثر مرة واحدة سنويًا، وتضع 3 بيضات، وتستمر عملية رعاية البيض إلى أن يفقس، وخلال هذه المدة يتبادل الزوجان عملية احتضان البيض لكي يتمكن الشريك الآخر من الحصول على الغذاء.
التعشيش لدى طائر النورس
تختار الأزواج مواقع الأعشاش معًا، وتكون الأعشاش في تربة رخوة، أو في الرمل، أو بين النباتات القصيرة، وذلك لحماية العش من الرياح وإخفائه عن الحيوانات المفترسة، حيث تضعه عادةً بجوار صخرة، أو جذع شجرة، أو شجيرة، مما يساعد على إخفاءه عن جيرانهم من طيور النورس القريبة.
ومن الممكن أن تختار طيور النورس الشقوق الصخرية كمواقع لأعشاشها في المناطق الصخرية أيضاً، ويُذكر أنّه وقبل عدة أيام من وضع البيض، يحفر الزوجان ما يقارب من أربع حفر كي تكون مواقع محتملة للعش، ويكون كل واحد منها بطول من 25- 38 سم، وبعرض 13- 20 سم، وبعمق بيضة تقريبًا.
ثم يبدأ الزوجان بوضع الريش، أو أغصان الأشجار، أو أي مواد أخرى فيها، وبعد ذلك يختار الزوجان العش المناسب من بين هذه الأعشاش الأربعة، ويستمر الزوجان بوضع أغضان الأشجار إلى العش حتى بعد وضع الأنثى للبيض طوال فترة الحضانة التي تدوم شهرًا.