معلومات عن صلاة الاستسقاء
تعريف صلاة الاستسقاء
الاستسقاءُ لُغةً كاستفعال الأمر، أي الطَّلب، وهنا تعني طلب السُّقيا، أي طلب أن يُنزل المطر من السَّماء ليُغيث الأرض وكلَّ شيءٍ حي، أمّا معناها اصطلاحاً، أي الطَّلب من الله سبحانه وتعالى أن يُنزل المطر بكيفيَّةٍ مخصوصة، وهذا عند الحاجة.
حُكمُ صلاة الاستسقاء
ذهب جمهور العلماء إلى أنّ صلاة الاستسقاء سُنَّة مؤكدة،واستدلَّ العلماء على عدةِ أحاديث صحيحة ومنها ما رواه عبد الله بن زيدٍ بن عاصمٍ -رضي الله عنه- قال: (رأيت النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوماً خرج يستسقي، قال: فحوَّل إلى النَّاس ظهره، واستقبل القبلة يدعو، ثمَّ حوَّل رداءه، ثمَّ صلَّى لنا ركعتين، جهر فيهما بالقراءة).
حكم إعادة الاستسقاء
يُشرعُ للمسلمين أن يُعيدوا الاستسقاء إذا لم يُسْقَوا، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة، واستدلوا بقول الله -تعالى-: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)؛ حيث إنَّ وجه الدَّلالة من هذه الآية هو التَّضرُّعُ إلى الله في تكرار الاستسقاء.
وقت ومكان صلاة الاستسقاء
يُستحبُّ أداء صلاة الاستسقاء في نفس وقت صلاة العيد، وذلك لأنَّها تشبهها في الموضع، والصِّفة، ولذلك ستشبهها في الوقت، ويُستحبُّ أداء صلاة الاستسقاء في المُصلَّى، والمقصود بالمُصلَّى؛ هو مكانٌ في العراء أو الصَّحراء، كصلاة العيد، ومما يدل على ذلك الحديث الذي رواه الشَّيخان البخاري ومسلم عن عبد الله بن زيدٍ بن عاصم -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجَ إلى المصلَّى، فاستسقى، فاستقبلَ القِبلةَ، وقلَب رِداءَه، وصَلَّى ركعتينِ).
صِفة صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء ركعتان، وصفتهما هو أن يُكبِّر في الأولى سبع تكبيراتٍ، وفي الثَّانية يُكبِّر خمس تكبيرات، وهذا مذهب الجمهور، فعن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- متواضعًا متبذلًا متخشعًا مترسلًا متضرعًا، فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، ولم يخطب خطبكم هذه).
الجهر في القراءة
إنَّ الأحاديث التي رويناها سابقاً كلُّها تتحدَّث عن أن النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- كان يجهر بالقراءة أثناء صلاة الاستسقاء؛ حيث إن الصَّحابة إمَّا أن يقولوا: "جهر فيهما"، أو أن يقولوا: "كصلاة العيد"، وإنَّه من المعروف أنَّ صلاة العيد جريَّة القراءة، كما أن الإجماع نُقِل على هذا.
خُطبةُ صلاة الاستسقاء
يُشرعُ للإمام أن يخطب في الناس مع صلاة الاستسقاء، وقد نقل عددٌ من العلماء الإجماع، وأما بالنسبة إلى عدد الخطب لهذه الصلاة فجمهور الفقهاء على أنها تكون خطبتان كخطبتي العيد، وذهب الحنابلة وأبو يوسف من الحنفية أنها تكون خطبة واحدة فقط، وتكون بعد الصَّلاة كما في صلاة العيد، وهذا مذهب جمهور العلماء، المالكية، والشَّافعية، والحنابلة.
تحويل الرِّداء
إنَّ تحويل الرِّداء وقلبه مُستحبٌّ للإمام والمأموم في صلاة الاستسقاء، وقد ذهب جمهور العلماء على هذا، واستدلوا بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (خرج نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا يستسقي، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبَنا، ودعا الله عز وجل، وحوَّل وجهه نحو القبلة رافعًا يديه، ثم قلَب رداءَه، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن).
الدُّعاء بعد الخروج للاستسقاء
الخروج إلى المُصلَّى والدعاء سنةٌ عن النَّبيِّ -عليه الصلاة والسلام-، وهذا كما ورد في الحديث السَّابق، وقد أجمع العلماء على ذلك، ومما ورد فيما دعى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الاستسقاء ما يأتي:
- (اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا).
- (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال، والآجام والظراب، والأودية ومنابت الشجر).
- (اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار، عاجلاً، غير آجل).
- (اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً، مريئاً مريعاً، غدقاً مجللاً، عاماً طبقاً، سحاً دائماً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق من اللأواء والجهد والفتك ما لا يشكو إلا إليك).
- (اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا).