معلومات عن القطار البخاري
تعريف القطار البخاري
القطار البخاري المعروف أيضًا بقطار الفحم، وهي قاطرة للسكك الحديدية تنتج طاقتها من محرك بخاري يتغذى بحرق بعض المواد القابلة للاشتعال وعادة ما تكون من الفحم والحطب والنفط، لإنتاج البخار، صنعت القاطرات البخارية لأول مرة في بريطانيا، وسيطرت على وسائل النقل بالسكك الحديدية حتى منتصف القرن 20 في بداياته في وقت مبكر، حتى حلت محلها تدريجيًا القطارات الكهربائية، وقطارات الديزل.
آلية عمل القطار البخاري
يبدأ تشكيل البخار في الموقد، فترتفع الغازات الساخنة إلى الجزء العلوي من الموقد أو التي تعرف بغرفة الاحتراق، وتتحرك هذه الغازات إلى الأمام عبر مجموعة من الأنابيب، ثم تُملأ هذه الأنابيب بالماء، فتسبب حرارة الغازات غليان الماء مما يؤدي إلى رفع البخار نحو الأعلى ليجتمع في الصمام الخانق، الذي ينظم تدفق البخار إلى الأسطوانات في القطار.
كما تزود غرف الاحتراق بصمامات أمان للسماح للبخار بالخروج تلقائيًا من الغرفة في حال تزايد الضغط تجنبًا للانفجارات، وعند وصول البخار إلى الأسطوانات يقوم بدوره بدفع المكبس، مما يؤدي إلى تحريك مجموعة من القضبان والتي تؤدي بدورها إلى تحريك العجلات، وبعد استخدام الأسطوانات للبخار، يدخل البخار في الأنابيب متجهًا نحو ما يسمى علبة البخار، ويختلط مع مجموعة الغازات الأخرى وبالتالي يندفع بقوة من المكدس مسببًا صوت الصفير الذي يسمع من القطار.
أفضل القطارات البخارية في العالم
كانت السكك الحديدية البخارية موجودة في كل مكان في جميع أنحاء أوروبا ولا يمكن التقليل من أهميتها في تاريخ المنطقة، إذ كانت مهمة في الثورة الصناعية، وسمحت للركاب التنقل بسهولة خاصة في الرحلات التي كانت تستغرق أيامًا سيرًا على الأقدام أو بالحصان، وفيما يأتي نذكر أفضل القطارات البخارية في أوروبا:
قطار جيكوبيت ستيم البخاري (اسكتلندا)
تم افتتاح هذه السكة كمحاولة لتشجيع السياحة، وكانت تسمى في الأصل (West Highlander)، ولكن تم تغيير اسمها إلى (Jacobite) بعد خصخصة السكك الحديدية البريطانية عام 1995م، ووصفت بأنها "أعظم رحلة سكة حديد في العالم"، إذ إنّ الرحلة في هذا القطار، وتنقل الركاب عبر التضاريس الوعرة في المرتفعات الاسكتلندية، واشتهر أيضًا باسم "قطار هاري بوتر" بعد أن ظهر في العديد من الأفلام بما في ذلك "حجر الفيلسوف".
قطار برينز روثورن البخاري (سويسرا)
بدأ استخدام خط سكة حديد جبال الألب لأول مرة عام 1892م، وتم تعليقه عام 1914م وأعيد افتتاحه عام 1931م، من عام 1953م حتى عام 1990م، وكان خط برينز روثورن هو الخط الوحيد الذي يعمل بالبخار في سويسرا.
وهو لا يعد أحد أكثر خطوط السكك الحديدية انحدارًا في سويسرا فحسب، بل يعد أيضًا أحد أجمل خطوط السكك الحديدية، فالمشهد ليس مثيرًا فقط ولكنه متنوع فنرى المساحات الخضراء المتموجة والقمم الخشنة إلى المياه المتلألئة لبحيرة برينز.
قطار بروكين البخاري (ألمانيا)
بينما بدأ هذه القطار عمله لأول مرة في تسعينيات القرن التاسع عشر، تم إغلاقه بسبب الأضرار التي لحقت به أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ إنه عند تشييد جدار برلين أصبح قاعدة عسكرية واستخدمت سكة الحديد الخاصة به لنقل الإمدادات العسكرية، وأعيد فتح خط السكة لاستخدام الركاب عام 1992م، بعد إعادة توحيد ألمانيا.
وتعبر سكة حديد بروكين القمم المغطاة بالثلوج في سلسلة جبال هارتس في ألمانيا، وتتخطى الرحلة نهر بود قبل أن تتسلق بثبات أعلى جبل في المنطقة، ويمكن استكشاف حديقة جبال الألب الوطنية من القطار، وأفضل وقت لذلك هو الشتاء عندما يكون الغطاء الثلجي والنسيم المنعش مرافقًا للرحلة لتصبح تجربة سحرية حقًا.
قطار جزيرة مان البخارية (جزيرة مان)
تأسست هذه السكة في سبعينيات القرن التاسع عشر، وهي أطول خط بخار ضيق في بريطانيا لا يزال يعمل بالقاطرات والعربات الأصلية، والرحلة على متن هذا القطار أشبه برحلة عبر الزمن واختبار السفر بالقطار كما كان في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وتربط هذه السكة جزيرة مان بعاصمة الجزيرة دوغلاس ببورت إيرين، ويقطع مسافة قليلة عبر الريف إلى الخط الساحلي الجنوبي المذهل، وهي الطريقة المثالية لاستكشاف جزيرة مان المدمجة والصاخبة.
قطار فيستينيونج البخاري (ويلز)
بدأت هذه السكة في نقل الركاب في عام 1865م، مما يجعلها أول خط سكة حديد ضيق في بريطانيا يقوم بذلك، وتوقف خط السكة عن نقل الركاب في عام 1939م، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب العالمية الأولى، ولكن أعيد فتحه لسفر الركاب في الخمسينيات بفضل مجموعة من عشاق السكك الحديدية.
يعد خط سكة حديد فيستينيونج أحد المعالم البارزة في أي زيارة إلى مدينة ويلز، ويمر مسار هذه القطار عبر وديان المرتفعات الويلزية، ويمر عبر الأراضي البرية المتموجة والشرط المشجر المتناثر.