معايير التفكير الناقد
أهم معايير التفكير الناقد
يُعرّف التفكير الناقد (بالإنجليزية: Critical Thinking) بأنّه التفكير المنضبط والموجه ذاتيًا بأعلى جودة من المبادئ والقيم الفكرية بما في ذلك النزاهة الفكرية، والتعاطف الفكري، والتواضع، والعدالة، و الثقة ، والمنطقية وغيرها، ومن أهم المعايير الفكرية التي يتميز بها التفكير الناقد الفعّال ما يأتي:
الوضوح
يهتم التفكير الناقد بعرض الفكرة بوضوح تام بعيدًا عن أيّ غموض أو لبس وذلك من خلال تفصيلها، وتمثيلها، وتوضيحها قدر الإمكان لضمان فهمها بالكامل، حيث يصعب على الآخرين فهم الأفكار غير الواضحة، كما يصعب عليهم تحديد فيما إذا كانت الفكرة دقيقةً أم لا، وهو ما يؤثر على التفاعل مع الفكرة وفهمها جيدًا.
من الأسئلة التي تُركز على الوضوح في التفكير الناقد ما يأتي:
- هل يُمكنكَ توضيح هذه الفكرة؟ أو هل أنا بحاجة إلى توضيح هذه الفكرة؟
- هل يُمكنكَ التعبير عن الفكرة بطريقة مختلفة؟ أو هل يُمكنني التعبير عن هذه الفكرة بطريقة مختلفة؟
- هل يُمكنكَ أن تُقدم لي مثالًا؟ أو هل أنا بحاجة إلى تقديم مثالًا للشرح؟
- هل يُمكنني أن أشرح لكَ ما قلته بكلماتي الخاصة؟ هل أنا فهمت المعنى الذي تقصده؟
- لقد قلت ذلك، هل صحيح قلت ذلك أم أنّني أسأتُ فهمكَ؟
الدقة والصحة
يهتم التفكير الناقد بعرض الفكرة بطريقة دقيقة وصحيحة خالية من الأخطاء أو التحريفات، حيث يُمكن أن تُعرض الفكرة بوضوح ولكنّ بشكل غير دقيق، وتُوصف الفكرة بأنّها دقيقة عندما يصف الشخص الأحداث أو الأشياء أو يُمثلها بطريقة مُطابقة تمامًا للواقع، ومن الأسئلة التي تُركز على الدقة في التفكير الناقد ما يأتي:
- كيف يُمكنني التأكد فيما إذا كانت الفكرة صحيحةً أم لا؟
- كيف يُمكنني التأكد من هذه الحقائق المشكوك في صحتها؟
- هل يُمكنني التأكد من صحة ودقة هذه الأفكار من خلال النظر في المصدر الذي أُخذت منه؟
الضبط الصحيح
يُعنى التفكير الناقد بعرض الفكرة بدقة ووضوح مع ضبطها بالشكل الصحيح بتحديد جميع تفاصيلها، على سبيل المثال إذا قيل: "يُعاني جاك من زيادة الوزن"؛ فهذه المعلومة دقيقة وواضحة ولكنّها غير مُفصّلة؛ حيث لا يُمكن من خلالها معرفة مقدار الزيادة في الوزن لدى جاك، ومن الأسئلة التي تُركز على الضبط الصحيح في التفكير الناقد ما يأتي:
- هل يُمكن أن تمنحني تفاصيلَ إضافيةً لهذه المعلومة؟
- هل يُمكنكَ أن تكون أكثر دقةً؟
- هل يُمكنكَ إثبات ادعاءاتكَ بالكامل؟
وثيقة الصلة
يهتم التفكير الناقد بعرض فكرة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسؤال أو النقاش المطروح، فعلى سبيل المثال؛ يعتقد الطلاب بأنّ جهدهم المبذول خلال الدورة التدريبية مرتبط بشكل مباشر مع نتائج درجاتهم النهائية، ولكن الحقيقة أنّ جهدهم لا يقيس جودة تعلّمهم خلال الدورة.
كما أنّ التفكير يبتعد في بعض الأحيان عن القضية أو المشكلة المطروحة، ولذلك من المهم أن يهتم التفكير بأخذ بعين الاعتبار جميع المعلومات، والمفاهيم، والقضايا المرتبطة بالقضية ومن ثم العمل على تقييمها بالكامل، ومن الأسئلة التي تُركز على مدى ارتباط الفكرة بالموضوع في التفكير الناقد ما يأتي:
- هل يُمكن أن توضح العلاقة بين فكرتكَ والمشكلة المطروحة؟
- كيف تُؤثر فكرتكَ على المشكلة المطروحة؟ هل يُمكنكَ أن تُوضح كيف هي مناسبة للمشكلة؟
- كيف ترتبط فكرتكَ بالفكرة الأخرى؟
- كيف تُؤثر الحقيقة التي طرحتها على القضية؟
العمق
يهتم التفكير الناقد بعرض الفكرة بعمق بحيث يأخذ بعين الاعتبار جميع التعقيدات الكامنة في المشكلة أو الموقف، على سبيل المثال لا تكفي العبارة السطحية "لا" لمنع المراهقين من تعاطي المخدرات وردعهم عنها، بل يجب تقدير التعقيدات الصحية الحقيقة الكامنة في المشكلة ومحاولة حلها.
من الأسئلة التي تُركز على مدى ارتباط الفكرة بالموضوع في التفكير الناقد ما يأتي:
- هل هذه المشكلة بسيطة أم معقدة؟ هل من السهل التعامل معها؟
- ما الشيء الذي يجعل من هذه المشكلة معقدة؟
- كيف يُمكن التعامل مع تعقيدات هذه المشكلة؟
السعة
يمتلك المفكر الناقد نطاقًا واسعًا في التفكير؛ بحيث يُفكر بعمق في المشكلة وينظر إليها نظرةً شاملةً وواسعة الأفق، ويأخذ بعين الاعتبار جميع وجهات النظر المطروحة ويُقيمها بالكامل، ومن الأسئلة التي تُركز على السعة في التفكير الناقد ما يأتي:
- ما هي وجهات النظر المرتبطة بهذه المشكلة؟
- ما هي وجهات النظر التي تم تجاهلها إلى الآن؟
- ألا يُمكنكَ النظر إلى المشكلة من منظور مُخالف للآخرين لأنّكَ غير منفتح ولا تقبل أن تُغير من وجهة نظرك؟
- هل تناقشتَ في وجهات النظر المُخالفة بحسن نية أم أردتُ فقط أن تُظهر عيوبها؟
المنطقية
يهتم التفكير الناقد بعرض الأفكار بطريقة منطقية ومتناسقة ومتكاملة بعيدة عن التناقض والتضارب؛ بحيث يُرتب الأفكار ويربط فيما بينها بطريقة يُمكن لكل فكرة أن تدعم الأخرى بشكل متبادل، ومن الأسئلة التي تُركز على التفكير بمنطقية في التفكير الناقد ما يأتي:
- هل كل الأفكار المطروحة تتفق منطقيًا؟
- هل هذا حقًا منطقي؟
- هل هذا مرتبط بما قلته؟
- هل الفكرة التي طرحتها تنبع الأدلة؟
- أشرتَ ضمنيًا إلى فكرة مُغايرة للفكرة التي تقولها الآن، لا أرى ذلك منطقيًا، ما هو موقفكَ بالضبط؟
المغزى
يهتم التفكير الناقد بالتركيز على المعلومات والمفاهيم المرتبطة بالموضوع والأكثر أهمية، حيث تشمل العديد من الأمور على معلومات كثيرة وذات صلة بالموضوع ولكنّها ليست جميعها بذات الأهمية، لذلك يجب التركيز على المعلومات المهمة والتي تُؤدي إلى نتائج أكثر كفاءةً بدلًا من الغوص بأمور سطحية، ومن الأسئلة التي تُركز على المغزى والأهمية في التفكير الناقد ما يأتي:
- ما هي أهم المعلومات التي تحتاج إليها لحل هذه المشكلة؟
- ما أهمية هذه الحقيقة في سياق الفكرة المطروحة؟
- ما هي الأسئلة الأكثر أهمية من بين جميع هذه الأسئلة؟
- ما هي أهم الأفكار والمفاهيم المطروحة؟
العدل
يهتم التفكير الناقد بالتعامل مع جميع وجهات النظر ب العدل ، وبإنصاف، وموضوعية، بعيدًا عن العاطفة ودون تحيز أو خداع، ومن الأسئلة التي تُركز على العدل في التفكير الناقد ما يأتي:
- هل أنتَ تتعاطف مع وجهات نظر الآخرين؟
- هل تستخدم مفاهيم مبررة؟ أم أنّها مجرد مفاهيم للتلاعب والحصول على السلطة؟
- هل القوانين المُستخدمة أخلاقية أم أنّها تنتهك حقوق الآخرين؟
سمات المفكِّر الناقد
يتحلّى المفكر الناقد بسمات تجعل منه مفكرًا ناقدًا فعّالًا، ومنها ما يأتي:
- الفضول: يتميز المفكر الناقد الفعّال ب الفضول ، وباهتمامه الكبير بالاطلاع على جميع الموضوعات المتعلقة بالعالم، والمحيط، والأشخاص من حوله.
- التعاطف: يُدرك المفكر الناقد بأنّ كل شخص في العالم لديه قصته الخاصة وظروفه الصعبة التي شكلت حياته، ولذلك يهتم بالتعامل مع الآخرين بتعاطف ورحمة مُقدرًا ما مرّوا به في حياتهم.
الوعي: يتصف المفكر الناقد الفعّال ب الوعي والإدراك لكل ما يُحيط به ولذلك يُمكنه معرفة الفرص التي تحتاج إلى تطبيق مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، كما أنّه لا يتعامل مع الأمور من ظاهرها الخارجي بل يتعمق بها ويطلع على جميع جوانبها من خلال طرح الأسئلة.
- الحسم والسرعة في اتخاذ القرارات: يتميز المفكر الناقد الفعّال بقدرته على اتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة، من خلال تحليل النتائج المتوقعة وتحديد إمكانية سرعة تنفيذها واتخاذ أفضل الخيارات المناسبة.
- المرونة: يتصف المفكر الناقد الفعّال ب المرونة بحيث يتقبل جميع الآراء، ثم يقوم بمراجعتها وتقييمها وإجراء التغييرات عليها ممّا يُساعده على التعلم والتطور باستمرار.