معاني حروف الزيادة
ما هي معاني حروف الزيادة؟
الزيادة ظاهرة لغوية يمكن ملاحظتها في الأسماء والأفعال، ويقابل الزيادة مفهوم التجريد، والزيادة يقصد بها زيادة بعض الحروف على أصول الكلمة، والأفعال الثلاثية تلحقها الزيادة، فتصبح رباعية، أو خماسية، أو سداسية، أما الأسماء الثلاثية فتصبح بالزيادة رباعية، وخماسية، وسداسية، وسباعية، ويصير الخماسي سداسيًا، ويندر مجيئه على سبعة.
والحرف الزائد هو ما سقط في بعض تصاريف الكلمة مثل "الواو" في "قعود"، فقد فُقد في "قعد" و"الألف" في "ضارب" فُقد في "ضرب"، وما ثبت فهو أصلي، وأما "عين الفعل" في نحو:" قُلت" و"بعت" فثابت تقديرًا.
استقرأ الصرفيون الأمثلة المزيدة فوجدوا أن حروف الزيادة لا تتعدى في حال من الأحوال عشرة أحرف؛ وهي: (السّين، والهمزة، واللّام، والتّاء، والميم، والواو، والنّون، والياء، والهاء، والألف)، وقد جمعت في عبارة (سألتمونيها)، أو (اليوم تنساه)، وغيرها.
التعدية
ويفيد وزن أفعَلَ غالبًا معنى التعدية، وذلك بدخول الهمزة على الفعل اللازم، ولذلك فهو وزن قياسي للتعدية، وجاء في كتاب سيبويه: "هذا باب افتراق فعلتُ في الفعل للمعنى نقول: دخل، وخرج، وجلس، فإذا أخذت أن غيره صيَّره إلى شيء من هذا، قلت: أخرجه، وأدخله، وأجلسه، ونقول: فزِعَ وأفزعتُه، وجال وأجلْتُه، وجاء وأجأتُه..".
وقد تقرر في مجمع اللغة العربية في القاهرة أنّ تعدية الفعل اللازم الثلاثي بواسطة الهمزة قياسيًا معتمدًا في ذلك على أقوال النحاة.
مثال: الفعل (خرج) هو فعل لازم لا يأخذ مفعولًا به، فنقول خرج زيدٌ، فإذا زدته همزة جعلته متعديًا فنقول: أخرجت زيدًا.
الدخول في الزمان
يقصد بالدخول في الزمان الدخول في الوقت الذي هو معلوم من أصل الفعل، نحو: أنهَرَ الرجل أي دخل في النهار، وأفجَرَ أي دخل في وقت الفجر، وأشرَقَ أي دخل في وقت الشروق، وأشهرَتِ المرأة، إذا دخلت شهر ولادتها، وأحرَمَ الرجلُ، أي دخلَ في الشهرِ الحرام.
ومثلُ ذلك أيضًا: أصبحَ، وأضحى، وأظهَرَ، وأعصرَ، وأمسى، وأغسق، وأشتى، وأصافَ، وأربعَ، وأخرَفَ، وأليْلَ.
الدخول في المكان
يقصد به الدخول في المكان أو الإتيان إليه، وهو معلوم من أصل الفعل ، نحو: أغارَ أي دخل في الغورِ، أو أتى إليه، وأجبلَ إذا أتى الجَبَلَ، وأشأمَ إذا أتى الشام، وأعرَقَ إذا أتى العراق، وأعرفَ إذا أتى عرفات، وأصعدَ إذا أتى الصَّعيد.
وأتهَمَ إذا أتى تِهامة، وأعمَنَ إذا أتى عُمانَ، ومثال ذلك: أغربَ إذا أتى المغرب، وأشرقَ إذا أتى المشرق، وأصحرَ إذا أتى الصحراء، وأ مصَر إذا أتى مصر، وأنجد إذا أتى نجد، وغيرها.
التكثير
يحصل معنى التكثير عند تضعيف عين الفعل، قال سيبويه في كتابه: "هذا باب دخول فعَّلت -بتضعيف العين- على فَعَلْتُ لا يشركه في ذلك أُعلتُ تقول: كَسَرتُه وقَطعتُه فإذا أردتَ كثرة العمل قلت: كسَّرتُه وقطَّعتُه...".
وقد علق بعض العلماء على ذلك بقولهم إن عبارة سيبويه تفيد بأن استعمال فَعَّل بتضعيف العين في معنى التكثير متاح لك، متى أردتَ استعماله في أي فعل يسوغ لك، وجاء في شرح الشافية، والأغلب في فَعَّل أن يكون لتكثير فاعله أصل الفعل؛ أي أن فاعل فعَّل يكثِّر الفعل، فالمراد من التكثير هو كثرة وقوع الفعل.
ومن معاني زيادة التضعيف في الكلمة الدلالة على التكثير، وكأنه حدث مرّارًا نحو: قطّعت أي كررت القطع، كسّرت أي كررت الكسر، ونحو: "حوَّلت"، و" طوَّعت".
اختصار حكاية الشيء
وهي من المعاني التي تتحصل بتضعيف العين (فَعَّل)، ومن الأمثلة عليها: كبّر أي قال الله أكبر، وهلّل أي قال لا إله إلا الله، ولبّى أي قال لبيك، وسبّح أي قال سبحان الله، وأمَّن أي قال آمين.
المشاركة
يُؤدَّى معنى المشاركة في الفعل بين الفاعل والمفعول من صيغة فَاعَل، مثل قاتل زيد عمرًا، فكل من زيد وعمْرو فاعل ومفعول في الوقت نفسه من جهة المعنى، ونحو: صارَع أحمد محمدًا، ومعنى ذلك أن الفعل يصدر من اثنين فصاعدًا.
ففي هذا المثال، نجد أن الصرع صدر عن اثنين، من الفاعل والمفعول أي أحمد صرع، ومحمد صرع أيضًا، فكلاهما صرع الآخر، أما إذا قلنا صرع أحمد محمد، فالصرع صدر من طرف واحد وهو الفاعل، ومحمد هو المصروع فحسب.
كما أن المشاركة من معاني الأوزان افتعل وتفاعل، قال سيبويه: "وأما تفاعلت فلا يكون إلا وأنت تريد فعل اثنين فصاعدًا"، نحو: تضاربنا، وتقاتلنا، وتجاوزنا، وتلاقينا، وتخاصمنا، وترامينا، وتساقينا، وتجاذبنا الحديث وتجادلنا.
المطاوعة
يكون معنى المطاوعة في صيغة فَعَل غالبًا، في الأفعال الدالة على العلاج والتأثر، نحو: جمعته فاجتمع، وعدلته فتعدل، ومن أشهر أوزانه أيضًا: انفعل، ومعناها تأثر، أي قبول أثر الفعل المتعدي، مثل كسرتُه فانكسر، وقطعتُه فانقطع، ودفعتُه فاندفع، وقلبتُه فانقلب، وصرفته فانصرف، وقدتُه فانقادَ، وشققتُه فانشق.
التظاهر
أي الظهور على هيئة تخالف الحقيقة، وهو أن يدَّعي الفاعل حصول الفعل له، وهو منتفٍ عنه، نحو: تجاهلت الأمر، أي أظهرت الجهل بالأمر دون أن يكون ذلك لدي حقيقة، والفرق بين تفاعل وتفعَّل في معنى التظاهر والادِّعاء، أو التكليف، أن تفعَّل في نحو تعلَّم، وتعظَّم.
يتكلف فيه الفاعل أصل الفعل، ويريد حصوله فيه حقيقة، ولا يقصد إظهار ذلك إيهامًا على غيره أن ذلك فيه، أما ما يأتي على صيغة تفاعَل، فالفاعل لا يريد حصول ذلك له حقيقة، ولا يقصد حصوله له، بل يوهم الناس أن ذلك فيه لغرض ما، مثل تمارض أي أظهر أنه مريض وهو ليس بمريض، وتناوم، تكاسل، تجاهل، تعامى.
التدريج
أي حصول الفعل شيئًا فشيئًا، وهو العمل المتكرر في مهلة، وفي هذه الدلالة يكون "تفعَّل" مطاوع "فعَّل" الذي يفيد التكثير، وحصول الفعل مرة بعد أخرى، ويأتي للأمور الحسية والمعنوية.
ومثال الحسية: جرَّعت الرجل الدواء، فتجرَّعه، أي شربه جرعة بعد جرعة، ومثال المعنوية علَّمت الطالب المسألة، فتعلمها، أي علمها مرة بعد مرة، ومن الأمثلة عليه أيضًا تزايد الفرات، وتتابع الجريان، وتواردت الإبل، وتباعدت الحدود، وتزايد المطر، وتواردت الأخبار.
التكلّف
هو إظهار الأمر على غير حقيقته، أو تصبير النفس على أمر فيه مشقة ومعاناة، و بذل الفاعل الجهد في حدوث الشيء ، وكأنه يستطيع فعله بسهولة، وهو صعب عليه، نحو تحلَّم أي تكلَّف الحِلم، وتشجّع أي تكلّف الشجاعة، وتجلّد أي تكلف الجلادةَ، وتبلَّد أي تكلف البلادّة، وتزيَّد في كلامه أي تكلف الزيادة، وتصبَّر أي تكلف الصبر.
الطلب
يأتي معنى الطلب من صيغة افتعل وتفاعَل، فالأولى نحو اكتدَّ فلان أي طلب منه الكدَّ، واضطرب خاتمًا أي طلب أن يُضرب له ويُصاغ، واتَّجر، إذا طلب الأجر، وأبترَ فلانًا أي سأله أن يأبر له نخلَه، أي سأله أن يُصلحه له، واستادَ أي أراد أن يتزوج سيدة.
وأما الثانية تَفعَّل، فنحو: تكبَّر أي طلب أن يكون كبيرًا، تعجّل أي طلب العَجَلة، وتعظَّم أي طلب أن يكون عظيمًا، وتبيَّن الأمر أي طلب بيانه، وتحوَّج أي طلب الحاجة، وتودّده أي طلب ودّه، وترضّاه أي طلب رضاه، وتَخيّرَ أي طلب ما هو خير، وتثبَّت أي طلب أن يكون على ثبتٍ.
الصيرورة
هو أن يصير الشيء متحولًا لحال آخر، بعد سريان الحدث فيه، ويأتي عادة من صيغة تفعَّل وأفعل، ومعنى الصيرورة مشتق من أصل الفعل، وقد جاء في شرح الشافية أن الأغلب في تفعَّل معنى صيرورة الشيء إلى أصله نحو تَمَوّل: صار ذا مال، ومثله تأهّل إذا صار ذا أهل، وكذلك تأمل، وتأسّف ، وتأصّل، أي صار ذا أهل ، وألمٍ وأسفٍ وأصل.
ويأتي معنى من أفعَلَ نحو: أغدّ البعيرُ أي صارت له غُدّةٍ، وأجَزبَ أي صار له جَزَبِ ، وألحمَ أي صار له لحم، وألبنَتِ الشاةُ أي صار لها لبن، وأبلحَ النخل أي صار ذا بلح، وأحشفَ أي صار ذا حشف، وأشوكَت الشجرة أي صارت ذات أشواك، وأعسرَ فلان وأيسرَ أي صار ذا عُسر ويُسر، وأثمرَ البستان أي صار ذا ثمر، وأورق الشجر أي صار له ورق.
وأتمر الرجل أي صار ذا تمر، وأفلس أي صار ذا فلوس، وأخلق أي صار ذا أخلاق، وأقفر البلد أي صار قفرًا، وأيفع الغلام إذا صار يافعًا، وأذلّ الرجل أي صار ذليلًا، وأخبثَ الرجلُ: صار أصحابُه خُبثاء، وأسافَ الرجل أي صار في حالة السِّواف ويقصد به الموت.