مظاهر وحدانية الله وعدله ورحمته
مظاهر وحدانية الله
مظاهر وحدانية الله يدركها العقل بالتفكير
توجد الكثير من الأدلّة التي تُثبت وحدانيّة الله -تعالى-، ووحدانيّة الله -سبحانه- يعني أنّه واحدٌ لا شريك له، ومن الأدلّة العقليّة التي تُثبت وحدانيّته -سبحانه-؛ هو أنّ كُلّ شيءٍ في الكون مخلوق، والمخلوق لا بُدّ له من خالق، وبما أنّ الفاعل واحد ولا يُصدرُ الفعل عن فاعلين، فيثبُت بذلك أنّ الخالق واحدٌ وهو الله -تعالى-، لِقولهِ -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ)، وكُلَ شيءٍ غيرُ الله مخلوق، والمخلوق لا يُمكن له أن يكون شريكاً لِخالقه لأنه يحتاج لغيره، والخالق لا يحتاج لغيره، لِقولهِ -تعالى-: (قُل أَغَيرَ اللَّـهِ أَبغي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ).
وكذلك من المستحيل أن يكون هناك خالقين؛ لاستحالةِ تنفيذ إرادتين في نفس الوقت، لأنَّ ذلك يؤدي إلى تنازُعِهما وتخاصُمهما، لِقولهِ -تعالى-: (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا)، ولو افتُرِض وجود إلهين؛ لكان هُناك اختلافٌ في الخلق، ولكن عندما يرى الإنسان الكون يُلاحظ الترابط بين الخلق، فدلَّ ذلك على وجود خالق واحِد.
مظاهر وحدانية الله بالنظر في الكون والطبيعة
هناك الكثير من المظاهر التي تدلّ على وحدانية الله في الكون والطبيعة، منها:
- انتظام الكون: لقوله -تعالى-: (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا)، فلو كان هناك إلهين يتّصفان بصفات الألوهية كالقدرة والإرادة، وأراد الإله الأول أمراً ما، فالإله الثاني إن قام بمساعدته فهو عاجر وهذه ليست من صفات الإله، وإن كان قادراً على مخالفة أمر الإله الأول فيكون الإله الأول ضعيفاً، وهذه أيضاً ليست من صفات الإله، لذلك استحال اجتماع إلهين، لأنَّه لو كان ذلك لفسد انتظام الكون، ولظهر الخلل فيه.
- ودلّ على ذلك قولهِ -تعالى-: (وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، أمّا وجود الاختلاف كالخير والشرّ وغيره؛ فهو من أعظم وأكبر الأدلّة على الوحدانيّة كذلك، لِقولهِ -تعالى-: (يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ)، فالكون العظيم في صنعته، والمُحكم في ترتيبه، ما هو إلّا دليلٌ على وحدانيّة الله -تعالى- وقُدرته وعلمه.
- عظمة الخلق: فالتفكير في النّفس وما أودعه الله -تعالى- فيها، ما هو إلا دليلٌ على وحدانيّتهِ -سبحانه- وقُدرته.
- النّظام الدّقيق في الخلق، وعدم تفاوته وتضاربه: فالكون الواسع مهما ابتعدت زواياه فهو يسيرُ وفق نظامٍ دقيق، فلا يتصادم مع بعضه أو يتشابك على الرغم من وجود البلايين من المجرّات، وما تحتوي عليها من كواكب ونُجوم، فكُلّه يسير بانتظامٍ عجيب، لقولهِ -تعالى-: (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، وقوله -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَـنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ).
- وهذا الانتظام وعدم التّفاوت جاء من أنّ الخالق والمُدبِّر واحد، والله -تعالى- وحده القادر على كلّ شيء، ولو تفكّر الإنسان في خلق السماوات والأرض، وحِفظ الله -تعالى- لهُما بما فيهما من المخلوقات والعوالم، وإمدادها بما تحتاجه، لدلّهُ ذلك على وحدانيّة الله -تعالى- وربوبيّته.
- كثرة الآيات التي تُلفت الانتباه إلى نظام الكون والتّفكر فيه، كقولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، فالله -تعالى- يُكثر من ذكر اللّيل، والنّهار، والشّمس، والقمر، والسّماء، والأرض؛ لِيلفت الإنسان إلى التّدبُر في عجيب صنعها، وقدرة خالقها، وأنّه الوحيد المُستحق للعبادةِ.
مظاهر وحدانية الله من خلال شريعته
أنزل الله -تعالى- القُرآن الكريم هدايةً للناس وتبصرةً لهم، والآيات الموجودة فيه تدلّ على وحدانيّةِ الله -تعالى-، لقولهِ -تعالى-: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، فيُخبر الله -تعالى- أنّه أنزل القُرآن الكريم بالحقّ بِكُلّ ما فيه من أحكام، وكُلّها لمصلحةِ الإنسان، وإقامة الحُجّةِ عليه، فمن اتّبعه اهتدى، ومن ابتعد عنه ضلّ، وهذا كُلّه يُبيّن وحدانيّة الله -تعالى- وقُدرته، وقد أفرد الله -تعالى- في كتابه الكريم آياتٍ كثيرة ليُدلّل على وحدانيّته، والحكمة من إنزال القُرآن الكريم.
ومن الأدلّة الواضحة على وحدانيّة الله -تعالى- ما يؤيّدُ به أنبيائه من المُعجزاتِ ، وخوارق العادات، فينصُرهم على أعدائهم، ويَخذل من كذّبوهم بأشدّ أنواع العِقاب، فمن مُعجزاتهم ما أيّدهم به من الكُتب والشّرائع، كالقُرآن الكريم الذي فيه من الآيات ما يتحدّى بها جميع الخلق، قال -تعالى-: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
مظاهر وحدانية الله في الإنسان وأحواله
إنَّ من مظاهر وحدانيّة الله -تعالى- موت الإنساء وحياته، والنّعم التي أنعمها عيه وما يتعرّض له من الأحوال؛ كالنّعم والمصائب، وهو الوحيد -سبحانه- القادر على إماتتهِ وإحيائه، فيمُسك الروح في النّوم، ويردّها إليه عند اليقظة، وأمّا الإنسان الذي قُدّر له الموت فلا تعودُ روحه إليه، وذلك يدلُّ على وحدانيّته، وقُدرته، وسُلطانه في كُلّ الكون وما فيه، فهو وحده القادر على قبضِ الأرواح أو إرسالها أو إبقائها في الحياة الدّنيا، وجاء ذلك كلّه في القرآن الكريم، فقد قال -تعالى-: (اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
وإذا نظرَ الإنسان في أحوالِ النّاس الفقيرة والمُضطرّة وكيف تُجبرهم هذه الأحوال بفطرتهم على اللّجوء إلى الله -تعالى-، لوصل ذلك به إلى الإيمان القاطع بوحدانيّة الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).
مظاهر عدل الله تعالى
مظاهر عدل الله في الدنيا
بيّن الله -تعالى- في كتابه الكريم أنّ الكَوْن وكُلّ حركةٍ فيه تدلُّ على عدله المُطلق، وتتجاوزهُ إلى مرتبةِ الإحسان ، لِقولهِ -تعالى-: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)، فمن عدله -تعالى- أنّّه أعطى للإنسان فُرصة لإصلاح خطئه عند وقوعه به، وكلّ ما كلّف الله -تعالى- به عباده وما يترتب عليه من ثواب أو عقاب مبنيٌّ كلّه على العدل المُطلق، وذلك من خلال إعطاء الإنسان القُدرة التي تُعينه على فعل ما أمر الله -تعالى- به.
ومن مظاهر عدله -سُبحانه- أنَّه يُعامل جميع الخلق بالعدل والقسط، فهو لا يَظلم أحداً مهما صغُر ذلك الشيء، ومن إحسانه -سبحانه- أنَّه يُضاعف الحسنة إن وجدت، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)، ومن عدله -تعالى- مُجازاته لِكُلّ إنسانٍ بِعمله، فلا يُنقص من حسناته، ولا يزيد في سيئاته، ولا يؤاخذ أحداً بذنبٍ لم يفعله، ومن كمال عدله اقتصاص البهائم من بعضها البعض يوم القيامة.
فالله -تعالى- لا يُنقص لأيّ إنسانٍ حقّه أو يَظلمه ، بل يُعطيه حقّه كاملاً، لِقولهِ -تعالى-: (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ)، ومن عدل الله -تعالى أنَّه لا يُعذّب أيّ إنسان إلّا بعد إقامةِ الحُجّة عليه، سواء كان ذلك في الدُّنيا أو في الآخِرة، وذلك من خلال الرُّسل، لِقولهِ -تعالى-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ).
مظاهر عدله في الآخرة
توجد الكثير من المظاهر التي تُبيّن عدل الله -تعالى- في الآخِرة، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- وجود اليوم الآخر: وبه نجاة المؤمنين وهلاك الكافرين بناءً على ما قدّموا من الأعمال في الحياةِ الدُّنيا.
- وجود الميزان: لِقوله -تعالى-: (وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ)، فهذا الميزان يزنُ أعمال الإنسان مهما بلغ وزنها، ثُمّ تكون النتيجة بحسب وزن أعماله، فإمّا إلى الجنّة أو إلى النّار.
- الحساب بدون ظلم للعباد: حيثُ يُحاسِب الله -تعالى- جميع البشر من غير ظُلمٍ لأحدٍ منهم، ثُمّ يوفّيهم على أعمالهم التي قدّموها في الدُّنيا بعدلٍ ومن غير ظلم، لِقولهِ -تعالى-: (يَومَ تَأتي كُلُّ نَفسٍ تُجادِلُ عَن نَفسِها وَتُوَفّى كُلُّ نَفسٍ ما عَمِلَت وَهُم لا يُظلَمونَ)، ومن عدل الله -تعالى- حسابه للظّالم على ظُلمه، وللمُحسنِ على إحسانه.
- وُجود الثواب والعقاب: ويكون بالبدء بالحساب ، ثُمّ الجزاء بناءً على عمل الإنسان، فلا يُظلم أحدٌ بل يُجازى بما عمل، لِقولهِ -تعالى-: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، وهذا الثواب والعقاب لا يكون إلّا بعد إرسال الرّسل لهم في الدنيا وبيان طريق الحق كما ذكرنا سابقاً.
مظاهر رحمة الله
توجد الكثير من المظاهر التي تُبيّن عِظم رحمة الله -تعالى- ، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- رحمتهُ -تعالى- بالمؤمنين وغير المؤمنين في الدُّنيا، وذلك من خلال إمدادهم بالنّعم التي لا يُمكن لأحدٍ إحصاؤها، لِقولهِ -تعالى-: (وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّـهِ لا تُحصوها)، وتشمل رحمتهُ -سبحانه- المؤمنين في الآخرة.
- رحمتهُ -تعالى- بجميع المخلوقات، وإسباغ النّعم عليهم في الظّاهر والباطن، كالعافية، والرِّزق، وجلب المنافع لهم، ودفع المضارّ عنهم، وجاءت الكثير من الأدلّة التي تُثبت وتُبيّن هذه الرحمة ومظاهرها، كقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ مِئَةَ رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ ما بيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، فَجَعَلَ منها في الأرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الوَالِدَةُ علَى وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا علَى بَعْضٍ، فَإِذَا كانَ يَوْمُ القِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهذِه الرَّحْمَةِ).
- ومن هذه الرّحمة نرى كشف الكرب، ودفع النقم، ومن مظاهر رحمته تسخير الخلق لبعضهم، وتكميل بعضهم بعضاً، وكذلك إنزال المطر لنفعهم، وخلق الأُنثى ليسكُن إليها الزوج، وما يحصل بينهم من المودّة والرحمة، وكذلك تسخير الدواب لهم للانتفاع بها والركوب عليها، وجعل اللّيل والنّهار مُتعاقبين، بالإضافة إلى تسخير السماء وتذليل الأرض لهم.
- رحمتهُ في شرعهِ ودينه: حيث أمر بالأخلاقِ الحسنة، والعدل والإحسان، وحُسن التّعامل مع الآخرين، ونهى عن الفحشاءِ والمُنكر، لِقوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ)، فالإسلام بجميع تعاليمه يهدف إلى مصالح العباد، وتطهير أنفسهم، ومن آثار رحمته في شرعه أنّه أرسل الرُّسل، وأنَّه يضاعف الحسنة إلى عشرةِ أضعاف وإلى أضعافٍ كثيرة.
- رحمته في خلق الإنسان ، وهدايته، وتسخير الكون له: حيث جعله خليفةً في الأرضِ، وفضَّله على سائر المخلوقات، وأمدّه بما يحتاجه في هذا الكون، ولم يُكلِّفه فوق طاقته، ومن عظيم رحمته أنّه يرزق الجميع؛ المؤمن والكافر، والبَرّ والفاجر، فلم يمنع عن العاصي الماء أو الرزق، قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)، ولكنَّه خصَّ المؤمنين برحمته في الآخرة.