مظاهر رحمة الله بعباده يوم القيامة
مظاهر رحمة الله تعالى بعباده يوم القيامة
تتجلى رحمة الله تعالى بعبادة يوم القيامة في العديد من المظاهر، وبيان أبرز هذه المظاهر آتيًا:
- قبول الله تعالى شفاعة الأنبياء والملائكة:
وهذه من مظاهر الرحمة يوم القيامة حيث يكتب الله بالشفاعة لمن يشاء النجاة من النار، ويرفع بها المتقين المؤمنين إلى أعلى الدرجات، ومن هذه الشفاعات شفاعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للناس بتعجيل الحساب يوم القيامة.
- دخول الجنة يوم القيامة برحمة الله تعالى وفضله وليس بالأعمال:
الأصل دخول الجنّة برحمة الله تعالى، ولكن يُقسِّم الله تعالى منازل المؤمنين بحسب أعمالهم.
- إخراج من كان في قبله ذرة من إيمان من النار:
ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ شَعِيرَةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ بُرَّةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ ذَرَّةٍ مِن خَيْر).
مظاهر رحمة الله تعالى بعباده في الدنيا
رحمة الله -تعالى- وسعت كلّ شيءٍ، والحديث عن مظاهر رحمة الله -تعالى- بعباده لا ينتهي؛ فقد قال الله -تعالى-: (كَتَبَ عَلَى نَفسِهِ الرَّحمَة)،ومن مظاهر رحمة الله تعالى بعباده في الدنيا ما يأتي:
- وضع الشريعة لاحتكام الناس إليها:
حيث أنّ الله وضع أحكامًا وشرائع لضبط معاملات الناس في جميع أمور حياتهم؛ إذ إنّ السير على منهج الشريعة وتطبيق أحكام الله سبيلٌ لنيل منافع الناس في الدنيا والابتعاد عما يضرهم، حيث قال الله -تعالى-: (وَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ).
- إرسال الرسل وإنزال الكتب:
من مظاهر الرحمة الإلهيّة إرسال الرسل لدعوة الناس إلى الحق وهدايتهم إلى صراط الله المستقيم، قال -تعالى-: (هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُم وَهُدى وَرَحمَة لِّقَوم يُؤمِنُونَ).
- توبته على عباده:
من مظاهر رحمته تعالى قبوله عودة ورجوع عباده إليه رغم تقصيرهم في حقه -سبحانه وتعالى-، قال -تعالى-: (وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّها المؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ).
الرحمة صفةٌ من صفات الله
الرحمة صفة من صفات الله -تعالى - الثابتة في الكتاب والسنة، ووردت صفة الرحمة في أكثر من مئتي آيةٍ في القرآن الكريم، وقد وصف نفسه في بعض الآيات بالرحمن، ووصف نفسه في آياتٍ أخرى بالرحيم، وجمع بينهما في آياتٍ أخرى، ومن ذلك قوله -تعالى-: (قُلِ ادعُوا اللَّـهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمـنَ أَيًّا ما تَدعوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنى وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها وَابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبيلًا) ، كما قال الله -تعالى- (أَلَم يَعلَموا أَنَّ اللَّـهَ هُوَ يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَيَأخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ) ، وكذلك قوله -تعالى-: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمـنُ الرَّحِيمُ).
كما أنّه ورد في السنة أنّ الله -عزّ وجلّ- أرحم بالعبد من الأمّ بولدها، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه قَدِم على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سَبْيٌ، فَإِذْ بامرأةٍ من السَّبْي وجدَتْ صبيًّا لها كانت تبحث عنه فأخذَتْه وألصقَتْه ببطنها وأرضعَتْه، فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أترون هذه طارحةً ولدَها في النار؟ قلنا: لا، فقال: للهُ أرحمُ بعباده من هذه بولدِها ).
موجبات رحمة الله
على المسلم أن يبذل جهده لنيل رحمة الله تعالى، وقد ذكر أهل العلم أسبابًا موجبةً لرحمة الله تعالى، ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي: [6]
- قراءة القرآن:
قال -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا) ، فالتعلق بكتاب الله وتدبر معانيه موجبٌ لحلول رحمته على عبده.
- طاعة الله ورسوله :
كلما كان العبد أكثر طاعةً لله تعالى ولرسوله؛ كان أقرب لنيل رحمة الله تعالى، قال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ).
- الإحسان:
الإحسان هو الإتقان وإتمام العمل على أكمل وجهٍ، وهو يصل إلى منزلةٍ عظمى من منازل الإيمان، وهي أن تعبد الله كأنّك تراه كما جاء في حديث جبريل عندما سأل النبيّ عن الإحسان؛ فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).