مظاهر الحياة الاجتماعية في الحضارة المصرية القديمة
مظاهر الحياة الاجتماعية في الحضارة المصرية القديمة
كان المنزل مكانًا لجميع أفراد الأسرة للحصول على الحماية والدعم في الحضارة المصرية القديمة ، كما كانت الحياة خارج المنزل مهمة أيضًا، وفي ما يأتي بعض أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية في مصر القديمة:
المظهر الخارجي
أحد أهم المظاهر الاجتماعية هي المظهر الخارجي، وفي ما يأتي الشكل التقليدي الخارجي لبعض الفئات في مصر القديمة:
- الرجال في العادة بلا لحى، أو يمتلكون لحية صغيرة وشارب رفيع.
- كان يتم حلق رؤوس الأطفال لكنهم كانوا يرتدون أقراطًا جانبية.
- كان الناس في العادة يخرجون حفاة القدمين، لكن في المناسبات الخاصة، كانوا يرتدون الصنادل، وفي ذلك الوقت، كانت الصنادل مصنوعة من ألياف النخيل وتبدو مشابهة جدًا لتلك الشائعة اليوم.
اللباس
كان لباس المرأة عادة أبيض وطويل حتى الكاحل، مطوي في بعض الأحيان، كما تم استخدام أنواع مختلفة من المجوهرات ذات الألوان الزاهية كالطوق، والإكليل، والأساور، والخلخال، والعديد من حلقات الأصابع، مع العلم بأن كلًا من الرجال والنساء قاموا بارتداء الأقراط، وقد كانت المجوهرات المصرية مصنوعة من الأحجار شبه الكريمة والتركيبات المزججة والزجاج الملون، وكان الخزف أيضًا مادة شائعة جدًا للمجوهرات.
وقد كان الرجال يرتدون قمصانًا تصل إما للركبة أو إلى الساق، حيث كان الرجال ذوي الرتبة الرفيعة يرتدونها مطوية بطريقة تؤدي إلى إنشاء قطعة أمامية على شكل مثلث ويحملون عصا رفيعة كدليل على رتبتهم، أما في التجمعات الرسمية، فقد كان الرجال يرتدون قمصانًا أطول، كما كانت النساء ترتدي مخروطًا تجميليًا على رأسها مملوءًا بالزيت المعطر الذي يقطر ببطء فوقها، بخلاف ذلك، قاموا بوضع الكثير من الزيت على أجسامهم لمنع التجاعيد وتشقق الجلد تحت أشعة الشمس والرياح الرملية.
نشأة المدن والآلهة
هاجر الأشخاص الذين سكنوا منطقة الفيوم في مصر في سنة 5000 قبل الميلاد، باتجاه وادي نهر النيل وتركوا حوض الفيوم مهجورًا، ثم شكل هؤلاء الناس المجتمعات التي نمت في المدن المصرية المبكرة على طول نهر النيل، كما تندرج هذه الهجرة ضمن العصر المعروف باسم فترة ما قبل الأسرات في مصر (حوالي 6000 - 3150 قبل الميلاد) قبل إنشاء النظام الملكي ، وفي هذا الوقت، يُعتقد بأن الناس شكلوا أنفسهم في قبائل لحماية أنفسهم من البيئة والحيوانات البرية والقبائل الأخرى وكان أحد أهم دفاعاتهم ضد كل هذه المخاطر هو الإيمان بالقوة الوقائية لآلهتهم الشخصية.
كانت الأرواحية في فترة ما قبل الأسرات هي الفهم الأساسي للكون، وهي الإيمان بأن الجماد والنباتات والحيوانات والأرض لها أرواح، كما كان الحال مع الأشخاص الأوائل في معظم الثقافات، ومع مرور الوقت، تفرعت الوثنية إلى الطوطمية، وهي الاعتقاد بأن الأفراد أو العشائر لديهم علاقة روحية بنبات أو حيوان أو رمز معين من خلال تطوير قوى روحية معينة، وبمجرد أن أصبحت الطوطمية هي الفهم المقبول لكيفية عمل العالم، تم تجسيد هذه القوى وأصبحت هذه الآلهة في مصر القديمة، حيث قدمت هذه الآلهة الأساس للثقافة على مدى 3000 سنة القادمة.
السكان والطبقات الاجتماعية
تم تقسيم سكان مصر بشكل صارم إلى طبقات اجتماعية من الملك في الأعلى، حيث كانت مسؤوليته أن يحكم بما يتماشى مع حكم الآلهة وبالتالي فإنه يستحق تلك الرفاهيات بما يتماشى مع وضعه وثقل واجباته، ومن ثم وزير الملك، وأعضاء بلاطه، والحكام الإقليميين، وقائدي الجيش، والمشرفين الحكوميين على مواقع العمل والفلاحين، كما أنه لم يتم تشجيع الحراك الاجتماعي في معظم تاريخ مصر حيث كان يعتقد بأن الآلهة قد حددت النظام الاجتماعي الأكثر كمالًا والذي يعكس نظام الآلهة.
لقد أعطت الآلهة الناس كل شيء وجعلت الملك فوقهم كأفضل شخص مُجّهز لفهم وتنفيذ إرادتهم، حيث كان الملك الوسيط بين الآلهة والشعب في فترة ما قبل الأسرات عبر المملكة القديمة، عندما بدأ كهنة إله الشمس رع في اكتساب المزيد من القوة، حتى بعد ذلك، كان الملك لا يزال يعتبر مبعوث ومُختار من الآلهة، وحتى في الجزء الأخير من المملكة الحديثة (1570-1069 قبل الميلاد) عندما كان كهنة آمون في طيبة يتمتعون بسلطة أكبر من الملك، كان الملك لا يزال يحظى بالاحترام باعتباره أمرًا إلهيًا.