مظاهر التعاون في يوم العيد
مظاهر التعاون في يوم العيد
لقد أكرم الله -تعالى- أمة الإسلام بعيد الفطر وعيد الأضحى هبة منه -سبحانه وتعالى- وإكراماً لعباده المؤمنين بما قدموه من طاعات قبل هذين اليومين وقد أمر الله -تعالى- عباده ب التعاون على البر والتقوى في سائر الأيام وزاد التأكيد عليه في هذين اليومين ومن مظاهر التعاون فيهما:
تشريع صدقة الفطر
طهرة للصائم من رفث صيامه وطعمة للفقراء والمساكين ، وسداً لجوعهم في هذا اليوم المبارك؛ حيث أنه يوم فرح وسرور، ولا يجوز فرح طائفة من المؤمنين دون طائفة أخرى؛ جاء في الحديث: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهْرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ ، وطُعمةً للمساكينِ ، فمن أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ، ومَن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ).
وبذلك يظهر المجتمع المسلم في أرقى صورة من صور التعاون بين أفراده؛ فلا يبات في يوم الفرح هذا أحد على جوع من الأمة، فترى الناس يتبادرون في تقديم هذه الصدقات قبل هذا اليوم كما اشترط النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الصدقة في الحديث آنفاً.
تشريع الأضحية في عموم بقاع الأرض
حيث يقوم المقتدرون من الناس بتأدية هذه السنة العظيمة التي تعظم فيها شعائر الله وتكون سبباً في إظهار الفرح والسرور على جميع أفراد المجتمع فلا يخلو بيت من المسلمين من لحم في ذلك اليوم المبارك، ليرسم بذلك صورة تعاونية من صور الإسلام المشرقة.
تشريع الهدي والفدية بالذبح يوم الحج في مكة المكرمة
حيث تذهب هذه اللحوم إلى عموم فقراء المسلمين في بقاع الأرض.
التعاون في جميع أشكال البر والخير
امتثالاً لأمر الله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)،ككسوة الفقراء بالملابس الجديدة وتقديم الأموال هبة وهدية للأرحام والجيران والمعارف، بما يسميه الناس "العيديات" وكل ذلك إظهاراً للتعاون بين الناس وإدخالاً للفرح والسرور على عموم الناس.
وكذلك التعاون في التزاور و صلة الأرحام ، والحث عليها والتعاون بين الناس في إنهاء الخلافات والنزاعات بينهم؛ خلال هذه الأيام المباركة.
أهمية التعاون في يوم العيد
التعاون مطلوب في جميع الأوقات والأحوال، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ).
والمسلم المكلوم المكروب في أيام العيد يكون في أمسّ الحاجة إلى تعاون إخوانه معه، ومد يد الإعانة له وفي ذلك خير عظيم وقد امتثل لهذا الفعل الطيب كثير من المسلمين حيث يقومون بتفقد إخوانهم من المحتاجين والفقراء، ومن الصعب جداً أن يعيش الناس الفرح والسرور وبينهم محتاج لا يجد ما يفرح به.
شعائر الإسلام توحد الأمة يوم العيد
إن فرائض وشعائر الإسلام في أيام العيد المباركة؛ توحد الناس حتى في مشاعر الفرح والسرور، ومن هذه الشعائر:
- أولاً: صلاة العيد التي تجمع المسلمين في صف واحد لا فرقة فيه.
- ثانياً: صدقة الفطر التي تجب على الجميع.
- ثالثاً: إظهار البشر والسرور والفرح وإعلاء ذكر الله بالتكبير و التسبيح والتهليل .