مظاهر الاعتزاز بالهوية الإسلامية
الاعتزاز بالهوية الإسلامية
إنّ الاعتزاز بالهوية الإسلامية من أحسن الأعمال عند الله -تعالى-، وعلى المسلم أن يفخر بدينه فخرًا عظيمًا، يقول الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، والمقصود بقول الله: (وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) في الآية الكريمة؛ هو الافتخار والاعتزاز بهذا الدين المبارك،بل إنّ الله قد جعل الاعتزاز بالإسلام من أحسن ما يقوله المؤمن، فيجب على المسلم أن يعتز بهذا الدين المحكم، وما فيه من العدل، والرحمة، والنور، والسماحة، والمرونة، والواقعية التي لا تجدها في أي شريعة أو منهاج.
مظاهر الاعتزاز بالدين
إنّ للاعتزاز بالدين مظاهر وعلامات تظهر في سلوك المسلم، ومن ذلك:
- إظهار الاعتزاز بهذا الدين: والفخر به في الكلام لفظاً وفي القلب اعتقاداً وفي العمل سلوكاً ومنهجاً كما بينا في الآية آنفاً.
- الدعوة إلى هذا الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يقول الله -تعالى-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ)؛ فاعتبار الخيريّة لهذه الأمة يستدعي ويقتضي الدعوة إليها و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- مدح هذا الدين وإظهار محاسنه: فعلى المسلم أن يظهر للغير محاسن الإسلام وخصال الشريعة العظيمة، يقول الله -تعالى-: (قُل إِنَّني هَداني رَبّي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ دينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ)؛ فدين الإسلام هو الدين القيم الذي يدعو لأحسن القيم.
- اتباع هذا الدين سلوكاً وعملاً: وعدم الخجل من القيام بالعبادات و تطبيق الأحكام الشرعية ، لا سيما في المجتمعات المليئة بالمعصية والفجور، يقول الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) .
- الدفاع عن هذا الدين: وعدم السماح لأحدٍ بالاعتداء على شيءٍ من أحكامه أو الاستهزاء به، يقول الله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ).
التحذير الشديد من السخط والتذمّر من الدين
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ)، فقد يتكلم المسلم بكلمةٍ يقدح فيها بحكمٍ شرعيٍّ أو يظهر سخطه من هذا الحكم الشرعيّ؛ فيكون بذلك ساخطاً على هذا الدين ومتذمراً من بعض أحكامه، فلربما يكون ممّن قصده النبي في الحديث السابق.
وقد يكون التذمر من خلال عدم الرضا بحكم الله -تعالى- أو حكم رسوله، وذلك بوصف هذا الحكم وصفاً مسيئاً؛ كأن يقول البعض في حقّ بعض الأحكام الشرعية، إن هذا تخلُّفٌ ورجعيَّةٌ، أو كقول النساء إن الله لم يعدل عندما أباح للزوج التعدد، وفي ذلك سوء أدبٍ مع الله -تعالى-؛فهو -سبحانه- أعلم بما يناسب البشر من أحكامٍ، و الإسلام دين شامل وصالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، بل إنّ الزمان والمكان لا يصلحان إلّا بهذا الدين العظيم، يقول الله -تعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).