مظاهر الاتساق والانسجام
مظاهر وآليات الاتساق
توجد آليات عديدة ومظاهر لتحقيق الاتساق النصي ، أهمها ما يأتي:
الإحالة
وتعني العملية التي تربط بين الكلمات والجمل والنصوص، فهي تربط الجمل من خلال ربط البنى النصية الصغرى مع بعضها لتجعل النص مترابطًا، وتقسم الإحالة إلى نوعين: المقامية والتي تتعلق بظروف النص أو السياق، والإحالة النصية التي تتعلق بالعلاقات بين أنماط النص من ضمائر وكلمات وجمل، ومن وسائل تحقيق الإحالة الضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.
الاستبدال
ويشير هذا المفهوم إلى تبديل عنصر من عناصر النص بآخر، ويقسم إلى ثلاثة أنواع: استبدال اسمي ويكون باستخدام عناصر لغوية اسمية مثل: "آخر، آخرون"، واستبدال فعلي ويكون باستخدام الأفعال مثل فعل يحل محل فعل مقدم عليه، واستبدال قولي ويكون باستبدال جملة بأخرى وباستخدام أدوات مثل "ذلك، لا".
الحذف
وللحذف دور أساسي في تحقيق الاتساق، وذلك من خلال افتراض عنصر موجود في النص من خلال دلالة عنصر آخر عليه، وهو ثلاثة أنواع: حذف اسمي يكون بحذف اسم، وحذف فعلي ويكون بحذف فعل، وحذف داخل شبه الجملة ويكون بحذف شبه جملة.
الوصل
عنصر يساعد على الربط بين الجمل والكلمات من خلال روابط معينة تربط السابق باللاحق، ويقسم إلى ثلاثة أنواع: الوصل الإضافي باستخدام "و، أو"، والوصل العكسي باستخدام شيء يشير للعكس أو يفيد الاستدراك مثل "لكن، غير أن"، والوصل السببي من خلال العلاقة المنطقية بين الجمل، والوصل الزمني من خلال التدرج الزماني بين عناصر النص.
مظاهر وآليات الانسجام
يتحقق الانسجام في النص من خلال عدة مظاهر وهي كما يلي:
علاقة الوصل
ويكون باستخدام أدوات العطف ( و، ف، أو، ثم) للعطف بين جملة وأخرى بأداة من أدوات الربط تلك، وهذه الأدوات تربط بين عبارتين أو جملتين لتكوين جمل مركبة، كما تنظم النص وتحقق انسجامه.
علاقة الاستدراك (لكن)
ويكون باستخدام الأداة: "لكن" وتستخدم للاستدراك بمعنى أن الجملة التي بعدها تكون ضد ما قبلها في المعنى.
العلاقات التعليلية (السببية والنتيجة)
وعلاقات السبب والنتيجة تشير للطريقة التي يحدث بها موقف ما أو حادثة ما وتكون مشروطة بموقف أو حادثة أخرى، فيكون حادث سببًا لآخر بما تحقق فيه من شروط لوقوع الحادث الثاني، ومن أدواته "لكي، اللام".
علاقة الخصوص والعموم
فهناك أدوات في النص وظيفتها الدلالة على الخصوص والعموم، ومن هذه الأدوات: جميع، خاصة، بعض، كل، لكل، بكل.
الاستمرارية والقطيعة
فالاستمراية في النص تعني أن النص منسجمًا، والقطيعة تعني عدم انسجام النص، وتتحقق الاستمرارية عبر أدوات مثل الضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة .
الاتساق والانسجام
إنّ الاتساق والانسجام مبدأين أو خاصيتين للنصوص الأدبية، ولكلّ منهما وسائل ومظاهر وآليات تحققها في النص، ومفهوم الاتساق يُشير إلى تماسك المفردات والجمل التي يتكون منها النص، وهذا يتم عبر وسائل معينة تستخدم للربط بين العناصر المكونة للنص ممّا يُحقّق الاتساق للمفردات والجمل بنوعيْه التركيبيّ والدلاليّ.
أمّا مفهوم الانسجام فيعني الآليات النصية البائنة والمخفية والتي تجعل النص أو الخطاب مفهومًا وواضحًا ويُمكن تأويله، وهو خاص بالقارئ ومن صنعه وليس من صنع الخطاب، فالقارئ يعرف وجوده من خلال مبادئ عدة أهمها: مبدأ السياق، مبدأ التأويل المحلي، مبدأ التشابه، ومبدأ التغريض، فهناك عمليات معينة إذا تحققت تحقق الانسجام النصي، وأهم هذه العمليات: الخلفيتين المعرفية والتنظيمية.