مظاهر الإحسان إلى ذوي القربى
الإحسان
إنّ كلمة الإحسان مُشتقةٌ في اللغة العربية من أحسن، أي قام بفعلٍ حَسن، أما اصطلاحاً فيُعرّف الإحسان على أنّه فعل الخير، من باب الرغبة الشديدة فيه، والاقتناع بفضل القيام به، بالإضافة إلى دوام العمل به دون انقطاعٍ أو توقف، كما يُعرِف البعض الإحسان على أنّه كل ما قرب العبد إلى ربه من قولٍ أو فعلٍ، يقول تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[ البقرة: 195]، ويتصف المُحسن دائماً بالمبالغة في فعل الخير، فيُجهد نفسه من أجل مساعدة الآخرين، وخلق مزيدٍ من فرص الأمل لديهم، وتتعدد مظاهر الإحسان حولنا، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن مظاهر الإحسان لذوي القربى.
مظاهر الإحسان لذوي القربى
التحدث إليهم بأدب
فعلى الشخص اختيار أفضل الكلمات، وأكثرها أدباً وحياءً، عند التحدث مع ذوي القربى، وما إليه من خفض الصوت عند التحدث إلى كبار السن منهم، والتبسم عند مقابلتهم، والترحيب بهم أشد ترحاب عند زيارة المنزل، ناهيك عن ذكرهم بالخير بالحديث أمام الآخرين، وعدم السماح بالنيل من سمعتهم أو تشويه ذكرهم.
تذكيرهم بالمعروف ونهيهم عن المُنكر
فذلك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، ومن ذلك أنّه بذل جهداً كبيراً في دعوة عمومته من بني قريش إلى الإسلام، ومنهم عمه أبو طالب الذي توفي على دين الكفر، رغم محبته الشديدة للنبي، ودفاعه الدائم عنه، يقول الله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء:214].
الدعاء لهم بالخير
فإنّ كان بينهم مريضٌ مثلاً، فمن باب الإحسان الدعاء له بالشفاء وتخفيف آلامه، بالإضافة إلى زيارته بين الحين والآخر، وتقديم المساعدة له، من أجل تلقي أفضل الخدمات الصحية، إنّ كان بالمقدور ذلك، كما من طيب الأفعال أنّ يُحاول المسلم مساعدة المريض من ذوي القربى على تجاوز المرض من الناحية النفسية، وما إلى ذلك من مساعدة الشخص على القيام بما يُحب حتّى أثناء مرضه، كحبه لقراءة الكتب، فيُحضر له أحد أقاربه كتاباً يجد فيه المتعة والفائدة، ويُشغل نفسه بذلك عن التفكير بالمرض والإحساس به.
مظاهر أخرى
- تقديم المساعدة المالية للأقارب الفقراء: كتقديم المساعدة المالية لطالب جامعي، أو توفير مبلغٍ شهريٍ للإنفاق على العائلة، أو شراء حاجيات العيد، أو حاجيات الموسم الدراسي.
- السؤال عن ذوي القربى وزيارتهم: وإنّ لم يكن بالمقدور زيارتهم لبعد المسافات فيمكن للشخص بإجراء مكالمةٍ هاتفيةٍ، وتفقد ذوي القربى، ومعرفة أحوالهم.
- الوقوف إلى جانبهم في المحن والشدائد: فنوائب الدهر كثيرة وأبرزها: الموت، أو المرض الشديد، وربما الفقر على حين فجأة، أو مواجهة مشاكل اجتماعية كالطلاق، وقضايا الحضانة، أو التعرض للسرقة.
- مُساعدة المُقتدرين على العمل من ذوي القُربى: فكثيراً ما يشتكي بعض الأقارب من عدم عثورهم على فرصةٍ وظيفيةٍ مُناسبة، ويمكن للشخص الإحسان إلى هؤلاء بمساعدتهم على الالتحاق بوظيفةٍ مُجدية، أو نُصحهم حول كيفية النجاح في إيجاد عمل.