ما هو يوم النحر
وقت يوم النحر
يوم النحر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك؛ الذي يُوافق العاشر من شهر ذو الحجة للسنة الهجرية القمرية، وهو من أفضل الأيام عند الله -تعالى-، فعن عبد الله بن قرط -رضي الله عنه-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ -تبارَكَ وتعالَى- يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).
سبب تسميته بيوم النحر
يُسمى يوم النحر بهذا الاسم لأن فيه عدد من الأعمال التي يفعلها الحاج من بينها النحر، وأعمال يوم النحر هي: رمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق والتقصير، والطواف في البيت، والسعي بين الصفا والمروة.
سبب تسمية يوم النحر بالحج الأكبر
يُطلق على يوم النحر أيضاً يوم الحج الأكبر؛ كما ورد عن ابن عباس والحارث والمغيرة بن شعبة وغيرهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-، فِيمَن يُؤَذِّنُ يَومَ النَّحْرِ بمِنًى: لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ، ويَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ).
وقد سُمي يوم النحر بيوم الحج الأكبر؛ لأنه يسبقه ركن الحج الأكبر والأعظم؛ وهو الوقوف بعرفة، ولأن فيه مُعظم أعمال الحج التي يؤديها الحاج؛ كالوقوف بالمشعر الحرام والنزول إلى منى، ورمي الجمرات ، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة، والمبيت بمِنى، وهذا من فضل يوم الحج الأكبر.
فضل يوم النحر
يُعَدّ يوم النَّحر من أفضل الأيام وأعظمها عند الله -سبحانه وتعالى-؛ لقَوْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ)،وقد ذكرَ ابن رجب -رحمه الله- أنّ عيد الأضحى أكبر العيدَين؛ إذ يحلّ على المسلمين بعد وقوف حُجّاج بيت الله الحرام بعرفة، ومغفرة ذنوبهم، وعِتقهم من النار، ولا يتحقّق ذلك في غير عرفة من أيّام السنة.
ولذلك فقد أعقبه الله بعيد الأضحى؛ ليتمّ الحُجّاج مناسكهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك لا يُحصَر في الحُجّاج فقط؛ بل يشمل المسلمين جميعاً، كما أنّ يوم النَّحر فيه معظم أعمال الحَجّ؛ من الرَّمْي، والنَّحر، والحَلق، والهَدْي، و يسن للحاج أن يدعو ببعض الأدعية عند الرمي والحلق .
قال ابن القيّم -رحمه الله- في ذلك: "يوم عرفة مقدِّمةٌ ليوم النحر بين يديه؛ فإنّ فيه يكون الوقوف، والتضرّع، والتوبة، والابتهال، والاستقالة، ثمّ يوم النّحر؛ تكون الوفادة، والزيارة؛ ولهذا سميّ طوافُه طوافَ الزيارة؛ لأنّهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة".
"ثمّ أذن لهم ربُّهم يوم النّحر في زيارته، والدخول عليه إلى بيته؛ ولهذا كان فيه ذبح القرابين، وحلق الرؤوس، ورمي الجمار، ومعظم أفعال الحجّ، وعمل يوم عرفة؛ كالطهور، والاغتسال بين يدي هذا اليوم".
أعمال يوم النحر لغير الحاج
تُشرَع العديد من الأعمال في عيد الأضحى لغير الحاجّ، بيان البعض منها آتياً:
- التكبير مُطلَقاً
وهو التكبير الذي يُؤدّى خارج الصلاة؛ كالتكبير في الطريق إلى صلاة العيد، أو في المسجد قبل البدء بصلاة العيد.
- صلاة عيد الأضحى
وقد قال المالكيّة والشافعيّة بأنّها سُنّةٌ مُؤكَّدةٌ، وقال الحنفيّة بأنّها واجبةٌ، وقال الحنابلة بأنّها فرض كفايةٍ.
- الأُضحية
وهي ما يتمّ ذَبحه من الأنعام في أيّام النَّحر بشروطٍ مخصوصةٍ، على خلافٍ بين العلماء في حُكمها؛ إذ قال جمهور العلماء من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة بأنّ الأُضحية سُنّةٌ مُؤكَّدةٌ، وخالفهم الحنفيّة؛ إذ قالوا بأنّها واجبةٌ.
- التزاوُر بين المسلمين، وتقديم التهاني بالعيد.
- استحباب الغُسل، والتطيُّب، والتزيُّن المُباح يوم العيد.
- مشروعيّة اللهو واللعب المُباح.
- استحباب عدم الأكل قبل صلاة عيد الأضحى إلى حين الرجوع من الصلاة؛ للأكل من الأُضحية.
- استحباب الذهاب إلى مُصلّى العيد من طريقٍ، والعودة من طريقٍ آخر
إذ ورد عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ).
- استحباب حضور واستماع خطبة العيد، بعد أداء الصلاة.
أعمال يوم النحر للحاج
يُؤدّي الحاجّ عدّة أعمالٍ في يوم النَّحر؛ وهي: الرَّمي، ثمّ النَّحر، ثمّ الحَلْق، ثمّ الطواف، ومن لم يُؤدِّها على الترتيب، فلا حرج عليه، ولا يترتّب عليه شيءٌ، وفيما يأتي تفصيل الأعمال التي يُؤدّيها الحاجّ يوم النَّحر:
- رَمي جمرة العقبة
يقطع الحاجّ التلبية بمُجرَّد البَدء برَمْي الجمرة، ويُستحَبّ له أن يجعل الكعبة عن يساره، ومِنى عن يمينه، ثمّ يبدأ ويَرمي سبع حصياتٍ بشكلٍ مُتتابعٍ، ويُكبّر عند رَمْي كلّ جمرةٍ، مع التأكُّد من رَمْي الحصاة في الحوض، ويُستحَبّ أن يكون الرَّمْي ضُحى يوم النَّحر.
- ذَبْح الهَدْي
ينحر الحاجّ هَدْيه بعد رَمْي جمرة العقبة؛ فإمّا أن يذبح شاةً، أو سُبُع بقرةٍ، أو سُبُعُ الإبل، والهَدْي واجبٌ على الحَجّ القارن والمُتمتِّع، ويستمرّ وقت الهَدْي إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيّام التشريق.
- الحَلْق أو التقصير
والحَلْق أفضل من التقصير؛ إذ دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمُحلِّقين أكثر من مرّة، وللمُقصِّرين مرّةً واحدةً، كما أخرج البخاريّ عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ، قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ، قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: والمُقَصِّرِينَ).
أمّا المرأة فتُقصّر فقط، وبذلك يتحلّل الحاجّ من إحرامه التحلُّل الأوّل، فيُباح له ما كان مُحرَّماً عليه إلّا النساء.
- طواف الإفاضة
يتوجّه الحاجّ بعد الأعمال السابقة إلى مكّة؛ فيطوف بالكعبة المُشرَّفة سبعة أشواطٍ؛ وهو المعروف بطواف الإفاضة، أو طواف الزيارة، ويُعَدّ رُكناً من أركان الحَجّ، ثمّ يُصلّي ركعتَين خلف مقام إبراهيم -عليه السلام-.
ثمّ يسعى بين الصفا والمروة إن كان مُتمتِّعاً، أمّا القارن والمفرد فلا سَعي عليهما إلّا سعي واحد، فإن كانا قد سعيا بعد طواف القدوم، فلا يتوجّب عليهما أن يسعيا مرّةً أخرى.